مشايخ وشخصيات اجتماعية لصحيفة “المسيرة”:القبيلة اليمنية خيّبت آمالَ العدوان
القبيلة اليمنية خيّبت آمالَ العدوان وكانت صاحبةَ السبق في مواجهة التصعيد ووأد المؤامرات
المسيرة- أيمن قائد
لعبت القبيلةُ اليمنية خلال السنوات الخمس الماضية، دوراً بارزاً في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي، وكانت حاضرةً في الميدان وشكلت صفعة مدوية على الأعداء وأثبتت أنها صمام أمان اليمن، بل وأفشلت تقديرات العدوّ على أن القبائل يمكن شراؤها بالمال.
وانتقلت القبيلة اليمنية من مربع مناصرة ثورة 21 سبتمبر الشعبيّة عام 2014 إلى مرفع الدفاع عن الوطن وسيادته منذُ بدء العدوان على بلادنا في 26 مارس 2015.
ويقول الشيخ أحمد جريب -محافظ محافظة لحج-: إن القبيلة اليمنية كان لها دورٌ بارزٌ منذ الأيّام الأولى في مواجهة العدوان وَفي الدفاع عن سيادة البلد، وأنها قامت بكامل مسؤوليتها وقدمت الشهداء والجرحى ودعمت الجبهات بالرجال والمال.
ويضيف المحافظ جريب أن القبيلة اليمنية ومع كُـلّ تصعيد من قبل العدوّ كانت صاحبة السبق في مواجهة التصعيد ووأد المؤامرات والمحافظة على الأخوة والتحَرّك بروح العزيمة الواحدة، مُشيراً إلى أن القبيلة أثبتت أنها صمَّامُ أمان اليمن، وأنها أفشلت تقديراتِ العدوان بالمراهنة عليها للوقوف إلى صف الغزاة والمعتدين، وبأنه لا يمكنُ شراؤها بالمال.
وأكّـد المحافظ جريب أن القبائل اليمنية خيّبت آمال العدوان، وأن مراهنته على شراء القبائل اليمنية بالمال قد فشل.
ويشير الشيخ جريب إلى دور القبائل اليمنية في كُـلّ سهل وواد، فقد كسرت حاجز الخوف بكل فخر واعتزاز، وأسقطت هيبةَ أمريكا وأذنابها، ومثّلت على مدى 5 سنوات حصناً منيعاً للوطن والشعب إلى جانب أبطال الجيش واللجان الشعبيّة، حيث لم يقتصر دورُها في جانب الدعم المعنوي فحسب، بل إن دماءَ الشهداء من أبطال الجيش واللجان التحمت بدماء أبناء القبائل اليمنية ورفد الجبهات بالمال والغذاء.
وخلال السنوات الخمس الماضية من العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا، كانت القبائلُ اليمنية هي الصخرة الصلبة التي تحطمت عليها كافة مخطّطات ومؤامرات العدوان، وتمثل ذلك في المواقف المعبرة عن أصالة وقيم القبيلة اليمنية التي عرفت عبر التاريخ برفض الاستبداد ومقاومة العدوان كما يقول الشيخ أحمد جريب.
ويضيف المحافظ أن اليمن مقبرة الغزاة في وقوفها في وجه العدوان بكل قوة وصلابة ودعمها المستمر والدائم للجبهات بالمال والرجال والسلاح، لافتاً إلى أن القبيلة اليمنية كان لها دور كبير في مواجهة قوى العدوان والغزاة، وقد لقنتهم دروساً بالغة القسوة في مختلفة الجبهات، مشيداً باستمرار القبائل اليمنية في الصمود والدفاع عن الوطن وإخراج الغزاة والمعتدين، وبإقامة العديد من الفعاليات واللقاءات القبلية الموسعة والنكف القبلي والتحشيد المستمر إلى الجبهات.
لا خضوعَ ولا مساومة
من جهته، يصف الشيخ محمد حزام مسعود -أحد مشايخ محافظة حجّـة- أن القبيلة اليمنية تعيش على مبادئها وقيمها وأخلاقها وحريتها وترابطها المستمد من التشريع والنهج الرباني.
ويضيف الشيخ مسعود، أن القبيلة اليمنية لا تقبل الضيم ولا تخنع للإذلال ولا الاحتلال، وتسعى وفق مسار أعلامها الربانيين وأهل القرآن لإعلاء كلمة الله.
ويواصل الشيخ مسعود بقوله: “إننا ومنذ اندلاع هذا العدوان الغاشم والقبيلة اليمنية تلوذُ بكل عزيمة وصبر وكفاح بجانب الجيش اليمني من منطلق هُويتها الإيمانية لإعلاء كلمة الله وصد الغزاة والمحتلّين والمجرمين من تدنيس أرض وطننا الغالي”، مؤكّـداً أن القبائل اليمنية ستقدم الشهداء تلوَ الشهداء والتضحيات بشتى أنواعها من منطلق قول الله تعالى: (وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ).
ويشير الشيخ مسعود إلى قول رسول الله -صلوات الله عليه وآله وسلم- في أحاديث كثيرة في نصرة الدين، منوّهاً بأن تاريخ الحاضر فيما يجري من تصدٍّ للعدوان على الساحة اليمنية كفيل بإثبات أن القبيلة اليمنية لن تساوم بشيء مقابل حريتها واستقلالها وعزتها وكرامتها مهما كان الثمن.
ويؤكّـد الشيخ مسعود أن القبيلة اليمنية لن تخنع ولن تساوم وستظل في صمود وجهاد ومقاومة واستبسال حتى تحرير آخر شبر من أرض الوطن، ولن تستسلم حتى يجنح العدوّ للسلم لقوله تعالى: (وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا) ، وذلك في إطار ما تمليه القيادة الحكيمة في حفظ عزة وكرامة واستقلال وحرية اليمن، بعيدًا عن كُـلّ الوصاية أَو التسلط أَو التدخل في الشأن اليمني.
ويوضح الشيخ مسعود أن القبيلة اليمنية خُلقت وأبناؤها في عزة وشموخ، وعاشت حرة تستقي قيمها ومبادئها ومنطلقاتها من كتاب الله وفضل أعلامها وقادتها الهداة الميامين، وستظل إلى الأبد تقتفي أثرهم، وستظل تناصر الإسلام والمسلمين وعوناً وملاذاً للضعفاء والمستضعفين الذين يحملون هدى الله ويدافعون عنه.
صعقت العدوان
أما رئيس مجلس التلاحم القبلي الشيخ ضيف الله رسام، فيوضح أن دور القبيلة اليمنية لا يقتصر على مواجهة العدوان فحسب، وإنما دورها محوري ومركزي في قيام الثورة ونجاحها، مُشيراً إلى دور أبناء القبائل في الحفاظ على المؤسّسات وممتلكات الدولة ومطاردة الإرهاب إلى البحر الأحمر في فترة ما بعد ثورة الأحرار.
ويؤكّـد الشيخ رسام أن العدوان الأمريكي السعودي سعى بشتى الوسائل إلى كسب ولاءات بعض من المشايخ والأفراد الواقعين اليوم تحت الارتزاق والعمالة؛ نتيجة لما للقبلية من دور مؤثر في وسط الكيان المجتمعي، مُشيراً إلى محاولة العدوّ لإشعال الفتن بين أبناء القبائل وتسخير ذلك في التقطعات ونهب الطرقات وإقلاق المسافرين من المواطنين للعمل على تشويه سمعة القبلية أمام العالم.
ويشير الشيخ رسام إلى أن أبناء قبائل اليمن وحين بدأ العدوان على اليمن استطاعوا إيصال رسائلهم الحرة من خلال استنفارهم واحتشادهم وصحوتهم وتأكيدهم على عدم الاستسلام ورفض الإذلال أَو الاستكانة والخنوع، الأمر الذي صعق دول العدوان.
ويؤكّـد الشيخ رسام أن القبيلة اليمنية هي المحور الأَسَاس في انتصار الثورة أولاً ثم في مطاردة الإرهاب قبل العدوان وأثناء العدوان وبعده، وأن دورها كان رائداً في رفد الجبهات بالمقاتلين حتى الآن، وأنه لولا صمود القبيلة اليمنية وثباتها واستبسالها لما كان العدوان يحتاج إلى شهر واحد.
هدفٌ واحدٌ ووعيٌ وتضحية
من جهته، يقول الشيخ عبد الولي عاطف المصلي: إن القبيلة اليمنية تعتبر الحصن الحصين والدرع المنيع في المجتمع لحماية البلاد من أي غزو ومن أية مؤامرات ومن أية أخطار، مؤكّـداً أن قبائل اليمن لعبت دوراً كبيراً في مواجهة العدوان، وذلك من خلال النفير العام والتحشيد ودعم الجبهات بالمال والرجال.
ويضيف الشيخ المصلي في حديثه لصحيفة “المسيرة” ، أن القبيلة اليمنية متسلحة بإيمانها وبثقتها بربها؛ لذا نرى أبناءَها في كُـلّ جبهات القتال من كُـلّ قبيلة ومن كُـلّ محافظة ومن كُـلّ منطقة، جمعتهم قضية واحدة ومظلومية واحدة لمواجهة عدو واحد معتدٍ غاشم.
ويشير المصلي إلى تمسّك القبيلة اليمنية بهُويتها الإيمانية من خلال الأعراف والعادات الأصيلة والهامة في تعزيز القوة ورفضها كُـلّ عادات وتقاليد الغرب، مؤكّـداً أنه لولا تمسك القبيلة اليمنية وقوتها ووجودها الفعلي الكبير لما كان هناك صمود أَو ثبات، وإنما بتكاتف الأحرار الشرفاء وتماسكهم القوي، وهذا هو سر الصمود طيلة خمس سنوات في مواجهة العدوان.
أما الشيخ محمد لطف -أحد مشايخ قبيلة سنحان-، فيؤكّـد أن للقبيلة دورها الكبير في مواجهة العدوان من خلال إنهاء الفتن الداخلية ورفدها جبهات القتال بالمال والزاد والعتاد.
ويضيف الشيخ لطف لصحيفة “المسيرة” أن القبيلة اليمنية هي الحصن المنيع ضد الغزاة على مر العصور ومن حاول غزوها لم يعد، مُشيراً إلى سلسلة من الأحداث التاريخية القديمة التي خلّدت مجد اليمن وأبناءه في القضاء على كُـلّ أشكال الغزو والاحتلال.
ويؤكّـد الشيخ محمد لطف، أن صمود الأحرار طيلة الخمس السنوات الماضية نابع عن ما هم عليه من بأس وقوة وتمكين مهما كان حجم المعاناة أَو التحديات.
ويرى الشيخ هشام ردمان -أحد مشايخ قبيلة أرحب- أن دور القبيلة يبرز من خلال رفد جبهات القتال بقوافل المقاتلين وقوافل المال والغذاء والعتاد.
ويؤكّـد الشيخ ردمان لصحيفة “المسيرة”، أن القبيلة أعادت رصّ صفوفها ووحدت كلمتها ضمن الحفاظ على الجبهة الداخلية، مُشيراً إلى دورها المتسارع في إيجاد حلول لقضايا الثأر المزمنة التي يجعلها العدوان من أبرز اهتماماته في تفرقة الصف الداخلي واحتوائها القضايا التي يغذّيها العدوانُ كقضايا الأراضي وما إلى ذلك.
ويضيف الشيخ ردمان أن دور القبيلة خلال العدوان تركز على توسيع نطاق الوعي في أوساط القبيلة، من خلال الاهتمام بالمشاركة في الفعاليات الرسمية وتنظيم الوقفات الاحتجاجية وغيرها من الأنشطة المؤثرة.
أما من جانب أهميّة القبيلة في مواجهة المخاطر والأحداث على الساحة اليمنية ، فيشير الشيخ هشام ردمان إلى محاولات العدوان المتكرّرة المتمثلة في شراء الولاءات والذمم لجعل القبيلة شرعية وضماناً في استمراره العدوان.
ويقول الشيخ ردمان: “نحن الآن في عامنا السادس من الصمود بوجه العدوان، وإن هذه السنوات كفيلة بزيادة وعي وثقافة القبيلة اليمنية لمخاطر هذا العدوان”، مُشيراً إلى وعي أبناء القبائل ومعرفتهم الكافية بمصير من سخّر نفسه للعدوان وأصبح منبوذاً يتجرع وبال الخزي والعار وبيع الأوطان ، وارتمى في فنادق الرياض.
ويدعو الشيخ ردمان كافة أبناء القبائل للتوجّـه نحو المصالحة العامة وحل ما يمكن حله من القضايا العالقة والمزمنة، وفيما تعسر فيه عليهم تأجيله إلى ما بعد العدوان عبر مصالحة شاملة؛ وتنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدرالدين الحوثي.