ما يحصل في أمريكا
مصطفى القطريفي
“القِصاصُ لجورج فلويد” و”أوقفوا قتلنا” و”من التالي الذي سيحطم عنقه؟”.. هكذا كُتِبَ على اللافتات التي يرفعُها مئاتٌ من المحتجين أمام السفارة الأمريكية في برلين؛ تضامناً مع الآلاف الذين خرجوا في احتجاجات صاخبة في 75 مدينة أمريكية؛ بسَببِ مقتل جورج فلويد.
جورج فلويد (46 عاماً) الأمريكي من أصول إفريقية الذي لقى مصرعَه على يد رجل الشرطة ديريك تشوفين، حيث ظهر تسجيل مصور وهو يحاول التنفس بصعوبة بينما يضغط الأخير بركبته على عنقه في مدينة مينيابوليس الأمريكية.
هذه القضية تسببت في اندلاع أسوأ اضطرابات مدنية في أمريكا، أججها الغضب الكامن من التحيز العنصري في نظام العدالة الجنائية الأمريكية.
يقول محمد عبدالسلام -رئيس وفد صنعاء للمشاورات السياسية-: “إن المظاهرات العارمة التي تجتاحُ بلد الديمقراطية الزائفة نجحت في كشف حقيقة الولايات المتحدة الأمريكية” التي كانت تدَّعي الحرية والديمقراطية، بل أصبحت ممثلاً لهما وفي الحقيقة أن نظامها عنصري لا ينتج إلَّا عنصريين قتلة.
يتزامن هذا مع نشر موقع”https://mappingpoliceviolence. org” أن 1099 شخصاً قُتلوا على يد الشرطة الأمريكية في مختلف الولايات، مُشيراً إلى أن معدل الضحايا من أصحاب البشرة السوداء يمثل 3 مرات أكثر مقارنة بالبيض في عام 2019.
في المقابل، صنّف أنصارُ الحكومة الأمريكية الحالية (الجمهوريين) أن ما يحصل اليوم كله مُجَـرّد ذريعة سياسية غوغائية مخدومة من الميديا الأمريكية اليسارية والسوشيل ميديا تنفذها معسكرات اليسار الجديد من الأوبامي إلى اليسار الفوضوي (الديمقراطيين)، وسعيهم لهدم الإدارة الحالية للدولة، مشيرين إلى أن هذه ليست المرة الأولي التي تحصل فيها مثل هذه الأمور. وأنه قد حصل في عهد أوباما الأسود حوادث مثيرة وخطيرة ضد الأمريكيين السود ولم يحصل شيء…
ليس بمخفيٍّ عنّا مطالباتُ واشنطن لبعض الدول باحترام الحقوق والحريات وعلى رأسها دول الخليج، راسمة لوحة عالمية بأنها البيئة الخصبة للحرية وراعية الحريات فيما تكشف الأيّام زيف هذا الادِّعاء وتثبت قضية التفرقة العنصرية والجرائم التي تُرتكب بحقِّ السود..
ولكي يصفوَ الجوُّ للبيض ليس مستبعداً أن تتم تصفية الأمريكيين ذوي البشرة السمراء وإبادتهم جماعياً طالما وقد سبق ذلك تصفية وإبادة حوالي 27 مليون نسمة من السكان الأصليين وهم الهنود الحمر، لتثبت الحكومةُ الأمريكية أنها أكبر قوة إجرامية وإرهابية على وجه الأرض.