هكذا هي أمريكا بلا مساحيق تجميل
أمل المطهر
هكذا هي أمريكا التي لطالما خدعت الشعوب ونهبت العقول بعناوينها البراقة، الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمرأة والطفل والكلب والقط وَالكثير من المسميات التي ظلّت تكرّرها على مسامعنا؛ كي تراها الشعوب نموذجاً يمثل الحرية ومثالاً يتمسك به من يبحثون عن العدالة.
هكذا هي بلا رتوش أَو مساحيق تجميلية، فكما جثم ذلك الشرطي على عنق المواطن الأمريكي ذي الأصل الأفريقي حتى فارق الحياة، تجثم أمريكا على عنق الأُمَّــة والشعوب العربية والإسلامية، وكما ظل ذلك المواطن يتوسل للشرطي الأمريكي بأن يرفع قدمه؛ كي يستطيع التنفس والنجاة، نرى بعض ومعظم الشعوب المخدوعة بوهم الحرية والعدالة الأمريكية يتوسلون لها بأن تنقذهم وترفع أقدام عملائها وأياديها من على رقابهم؛ كي يستطيعوا التنفس ويعودا إلى الحياة بعد نزاع طويل.
هكذا هو الحال وهذه هي الحقيقة، فأمريكا العنصرية التي قتلت ذلك المواطن بلا رحمة وبكل استخفاف بحقِّه في العيش؛ لأَنَّه من أصل أفريقي هي ذاتها التي قتلت الآلاف في إيران ولبنان والعراق واليمن؛ لأَنَّها لا ترى أن لهم أحقية في العيش بكرامة وعزة، ولا تريد لهم أن يرفعوا رؤوسهم بعيدًا عن كرباجها وعصاها الغليظة.
أمريكا التي اختبأت وراء القانون وقتلت ذاك المواطن ببزة الشرطي الذي يفترض أن يكون هو الحامي لأبناء الشعب، هي نفسها التي ظلّت تختبئ وراء قوانين الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وهي تنتهك كُـلَّ القوانين وتنهب الحقوق وتسفك الدماء وتعتقل الحريات.
هذه هي أمريكا يا سادة يا كرام كما عرفناها وكما تحدث عنها عظماؤنا، شيطان أكبر وعدو الحرية والعدالة في هذا العالم، وسيأتي ذلك اليوم الذي سيتخلَّصُ العالَمُ من شرها على أيدي رجال صدقوا ما عاهدوا اللهَ عليه.