اليمن يودع الصحفي والسياسي الكبير أحمد الحبيشي.. رحلة مليئة بالعطاء وخاتمة قارعت العدوان والتقسيم
المسيرة- خاص
فُجع الوسط الصحفي والسياسي، الثلاثاء الماضي، بنبأ رحيل الكاتب والمحلل السياسي وعضو اللجنة الاستشارية للمجلس السياسي الأعلى الأستاذ أحمد الحبيشي بعد رحلة طويلة من الكفاح والنضال السياسي والثوري.
ووري جثمان الفقيد الثرى، صباح اليوم الأربعاء، بمقبرة ماجل الدمة بأمانة العاصمة.
وأشاد رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط في برقية عزاء ومواساة بعثها إلى أبناء الفقيد فنار ومعتز وأصيل وإبراهيم وكافة أسرتهم وآل الحبيشي والوسط الإعلامي وأبناء محافظة عدن خاصة واليمن عامة، بمناقب الفقيد، مشيراً إلى أنه كان إعلامياً فذًّا وسياسياً متمكناً ومثقفاً متابعاً للأحداث السياسية التاريخية المتسلسلة عبر الأزمان، وأنه تقلّد العديد من المناصب القيادية الإعلامية التي أدى فيها واجبه الوطني بكل أمانة وإخلاص واقتدار.
وأشار الرئيس المشاط إلى أن الفقيد أحمد الحبيشي كان له إسهامات عظيمة وحضور دائم في المواقف الإعلامية والسياسية الوطنية الثابتة التي انحاز خلالها لصف الوطن، رافضاً للانفصال وللتقسيم ومناهضاً للعدوان، ولم ينجر أبداً خلف أطماع شخصية مثل غيره رغم الإغراءات والتهديدات التي واجهها من دول العدوان والمرتزقة وغيرهم، إلا أنه رفض الانصياع لها واختار الوطن وقدّمه على كافة المصالح الدنيوية، مؤكداً أن رحيل الفقيد الحبيشي يعد خسارة فادحة على أسرته والإعلام اليمني والوطن بشكل عام.
حياة حافلة بالعطاء
المكتب السياسي لأنصار الله من جانبه أكد في برقية عزاء ومواساة في وفاة الأستاذ والكاتب الكبير أحمد محمد الحبيشي، أن الفقيد سخّر نفسه ووقته وجهده وقلمه في تعرية العدوان وفضح أكاذيبهم وتضليلاتهم، وكان ركناً من أركان الجبهة الوطنية الإعلامية والسياسية في مواجهة العدوان.
وبعثت الهيئة الإعلامية لأنصار الله برقية عزاء ومواساة في وفاة الكاتب الكبير الأستاذ أحمد محمد الحبيشي، موضحة أن رحيل الفقيد جاء بعد حياة حافلة بالعطاء السياسي والإعلامي في خدمة الوطن، وفي النضال ضد مشاريع الاستعمار والهيمنة الخارجية، مدافعاً عن الشعب ومظلوميته وقضيته العادلة، مسخّراً نفسه ووقته وجهده وقلمه في مقارعة العدوان والتصدي لآلاته الإعلامية.
وأكدت الهيئة أن الأستاذ أحمد الحبيشي كان ركناً من أركان الجبهة الوطنية الإعلامية والسياسية في مواجهة العدوان التحالفي الأمريكي على بلادنا، وأن اليمن فقد قامة إعلامية وسياسية وصحافية كبيرة، أسهمت بأدوار نضالية مشرفة.
من جانبها، نعت وزارة الإعلام وكافة المؤسسات الصحفية الكاتب الإعلامي البارز أحمد محمد الحبيشي، الذي انتقل إلى جوار ربه إثر مرض عضال ألمّ به وبعد حياة حافلة بالعطاء في مجالات الصحافة والإعلام والعمل السياسي.
وأشادت وزارة الإعلام في بيان النعي، بمناقب الفقيد الحبيشي وإسهاماته في مختلف المجالات، حيث كان أحد الشخصيات الوطنية الإعلامية التي ساهمت في الارتقاء بمستوى الرسالة الإعلامية عبر كتاباته ومقالاته ومشاركاته وبرامجه الإعلامية المختلفة.
وأشار البيان إلى أدوار الفقيد ومواقفه وكتاباته المناهضة للعدوان وانحيازه للوطن عبر مختلف المراحل والمنعطفات التاريخية التي مر بها، وكان مثالاً في الإخلاص والولاء والوفاء لوطنه ومجتمعه، غلّب المصلحة الوطنية العليا على المصالحة الذاتية الضيقة.
وأكدت وزارة الإعلام أن الوطن خسر برحيل الفقيد الحبيشي أحد أعمدة العمل الإعلامي والصحفي في اليمن، أفنى مسيرة حياته في خدمة القضية الوطنية والعمل السياسي والوحدة والديمقراطية، وكانت له إسهامات جليلة في مختلف مراحل النضال الوطني منذ ستينيات القرن الماضي، عاصر الأحداث وتفاعل معها بإيجابية بما يخدم المصلحة الوطنية.
وفي سياق متصل، نعى اتّحاد الإعلاميين اليمنيين الإعلامي والصحفي المناضل أحمد محمد الحبيشي، الذي وافته المنية بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل الوطني في المجال الإعلامي والسياسي.
وأوضح الاتحاد في بيان أن الفقيد الحبيشي كان أحد أبرز الإعلاميين والسياسيين الوطنيين وله مواقف حرة وشجاعة في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي وكشف مخططاته وأهدافه للنيل من الوطن.
وأشاد البيان بمناقب الفقيد وأدواره الوطنية وإسهاماته في تفنيد حملات التضليل التي استهدفت الشعب اليمني وَالجبهة الداخلية منذ أكثر من خمسة أعوام، سجل خلالها نموذجاً للثبات والصمود والشجاعة في الرأي والموقف، ومثالاً للإعلامي الوطني الحر، تحركاً ووعياً وسلوكاً.
ونوّه إلى أن الفقيد الحبيشي أثرى المكتبة الإعلامية والصحفية بالعديد من المؤلفات والمقالات والحوارات الصحفية والبرامج التلفزيونية والإذاعية، بالإضافة إلى مشاركاته الفاعلة في مجالات الصحافة والإعلام السياسية على المستوى المحلي والدولي.
وأكد اتحاد الإعلاميين اليمنيين أن رحيل الحبيشي يُعدُّ خسارة فادحة على أسرته والإعلام اليمني والوطن بشكل عام.
الراحل الحبيشي في سطور
من مواليد محافظة عدن / 1951م، خريج جامعة بغداد / 1978م.
شارك في الكفاح ضد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن، وترأس منظمة الصحفيين اليمنيين في المحافظات الجنوبية من 1986 حتى 1990.
عمل سكرتيراً لتحرير صحيفة الثوري من 1978 حتى 1980.
ورئيساً لمجلس إدارة وكالة أنباء عدن 1986- 1990.
كان أول رئيس تحرير لصحيفة الوحدة (1990- 1994).
عُين رئيساً لتحرير وصحيفة 22 مايو، وكذلك صحيفة ومؤسسة 14 أكتوبر، ثم رئيساً للمركز الإعلامي لحزب المؤتمر الشعبي العام.
يعد من مؤسسي نقابة الصحفيين اليمنيين وأحد أبرز أعضاء الجبهة الإعلامية لمواجهة العدوان.
عين في 2016م عضواً باللجنة الإعلامية الاستشارية للمجلس السياسي الأعلى.
صدر له ديوان بعنوان “الرحلة إلى نقطة البداية”، وكتاب “الوحدة اليمنية وطوق الأيديولوجيا”.
محطات من مواقف الراحل المناهضة للعدوان
خلال زيارته لجبهة نهم لتفقد أبطال الجيش واللجان الشعبية قال المرحوم: “أنا سعيد جداً في هذا اليوم الذي اعتبره من أعظم أيام حياتي، أنني موجود في جبهة نهم إلى جانب إخواني وأبنائي المقاتلين من الجيش واللجان الشعبية الأبطال الذين بحبهم لوطنهم وبإيمانهم بعدالة قضيتهم يقترحون بطولات حقيقيةً، وأنا أحني رأسي للذين يصنعونها”.
“فتنة ديسمبر 2017 ولدت في اليوم الأول للعدوان، أتذكر جيداً أنه في مساء الـ 26 من مارس 2015م أول يوم من العدوان كان خطاب السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والذي كان واضحاً بقوله: “إننا سنواجه العدوان بكل الوسائل الممكنة والمتاحة”، ثم أعقبه بخطاب آخر صرّح فيه بأننا سنلجأ إلى الخيارات الاستراتيجية، ولقد أثبتت الأيام صدق ما قاله السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الذي كان يدرك التحديات جيداً ويعي ما يقول، وَإن ذلك تجلّى بانتصارات على الأرض”.
“إنني لن أشارك في إضعاف الصف الوطني وخدمة العدوان؛ لأنني ما زلت أتذكر حدثين مريرين؛ هما أحداث العام 1986م وأحداث العام 1994م، بالإضافة إلى أحداث “حروب صعدة”، ولا أريد أن أكون شريكاً للعدوان في استهداف وطني من خلال إضعاف الجبهة الداخلية، ولا يهمني من يهاجمني؛ لأنني واثق أن موقفي صحيح ومشرف، ما يهمني الآن أننا نواجه عدواناً شرساً ولن يرحم أحداً من أبناء الشعب اليمني”.
قال عن نفسه: “أنا مواطن يمني بسيط، شاعر وسياسي وأديب، متزوج ولي أربعة أولاد، أعيش مع أسرتي حياة عادية جداً، رفضت كثيراً عروضاً بتخصيص حراسة شخصية لي وآخر من قبل أنصار الله؛ لأنني مؤمن بالله تعالى وبأن حياتي وموتي بيده سبحانه وتعالى”.