مؤتمر المانحين.. والعزف على وتر الانحطاط
زينب إبراهيم الديلمي
في هذا التوقيت، حيثُ ضَحُلَت مكائد العدوّ بعبوّات الاضمحلال وانجرت مراتع إجرامهم لمُغرياتِ الخُطط الشّيطانيّة؛ بهَدفِ تحجيبِ فاحشتهم الكُبرى عن بصرِ الكون وبصيرتهم بضبابيّة التضليل والتمويه، لمكيجة قبيحِ وجههم على حسابِ الدماء اليمنيّة التي رَكَدتْ بعدوانهم الكاسر.
عُقِدَت مؤتمر المكر وَالتبرير أَو كما يُسمّونه “بمؤتمر المانحين لليمن”، وانجرفت أهدافها في العزفِ على وترِ الانحطاط الإنساني بكذبةِ “المُساعدات الإغاثيّة لليمنيين”، والرقص على أشلاءِ الأطفال والنّساء، والهوس على استغلال كثيرٍ من خيراتِ اليمنِ ومناطقها التي سَلبَت لُبّهم واتخذوا منها مطامع يتنافسون بها في ميدانِ الهزيمة، وبأرقام مهولةٍ يسدلون به حُجُب جُغرافيّتهم الإجراميّة أنّهم جاءوا يُعيدون أمجاد شرعيّة المحض بضوضاءِ طيرانهِم وأزيزها التي لم تغفُ عنْ إراقةِ دماء الآلاف من أبرياءِ هذا البلد وبلا اكتراث.
وما برحت نغماتُ الأبواق المُتكرّرة بالبُهتانِ والتَهرُّج تُرتِّل بتكوينِ خُدعةٍ لا جديدَ فيها سوى الإنكار بجرائرهم والاستغاثةِ بشياطينِ البيت الأبيضِ العتيق، والتنصُّل عن أصوات اليمانيين المُنادينَ بإيقاف العدوان ورفعِ الحصار، ويأبى الحر أنّ يكونَ ألعوبة بيد خصمه ولو كلّفه ذلك الكثير، لأَنَّ من رضي أن يعيشَ عزيزاً رُغم الجور المُحيط به يجعل من صمودهِ رمقاً للأعداء ترسو بهِم إلى لُجَج جهنّم المسجور.
مسخرةُ المانحين أَو غيرها إنّما هي جُزء من حيكة المكائد وشيطنة الغايات التي خَلَقها الأعداء لإرضاءِ مُدبّري شؤونهم، وبفطنةِ شعب الإيمان والحكمة ووعيه الواسع يُدركُ مساحة المؤمركات الخبيثة الشّاسعة التي تبخّرت أحلامها في أضغاثِ الأُمنيات، وانهارت قوّتهم أمام استضعاف من تدلّت بهم كُـلّ أشكال الآلام والمُعاناة.