قصصٌ لبعض المصابين بالكورونا.. عدمُ الخوفِ والقلقِ سِـــرُّ الشفاء من الوباء
المسيرة- منصور البكالي
دأبت أبواق العدوان خلال الأسابيع الماضية على تضخيم ما يحدث في العاصمة صنعاء بشأن الإصابات بوباء كورونا المستجد كوفيد 19، والتقليل من جهود السلطات الرسمية ووزارة الصحة التي لا تتعامل بالأرقام مع المصابين كما في كثير من دول العالم.
ويؤكّـد المسؤولون في صنعاء، أن عدد حالات الشفاء بالكورونا في اليمن كبيرة جِـدًّا، وهذا ما لمسناه من خلال هذا الاستطلاع الذي أجريناه مع عدد من المرضى المصابين بالكورونا، والذين تماثلوا للشفاء، حيث ارتفعت نسبُ الشفاء إلى أكثر من 80 %.
يقول الإعلامي ومدير مكتب قناة الساحات بمحافظة ذمار، صقر أبو حسن (35) عاماً: إنه وبحكم عمله الإعلامي المستمر بالمخالطة للجماهير وحضور الاجتماعات والمناسبات المختلفة، فإنه لم يتمكّن من معرفة الشخص الذي نقل إليه هذا الوباء، ويتحدث أبو حسن عن البداية الأولى للمرض، فيقول: “أول ما شعرت بأعراض المرض بشكل كبير من أول يوم العيد، حيث بدأت الحمى والصداع بشكل مستمر، ما جعلني أتواصل ببعض الأطباء وقد وصفوا لي بعض الأدوية، ووصفوا لي بروتكولاً علاجياً، حيث كانت الأعراض متطابقة تماماً مع أعراض كورونا”.
ويواصل أبو حسن حديثه لصحيفة “المسيرة” قائلاً: “نصحني الأطباء بالبقاء في المنزل أَو الذهاب إلى مركز الحجر، ففضّلت البقاء في المنزل وهو الأفضل، وبدأت بأخذ بروتوكول علاج منظمة الصحة العالمية، وانعزلت بشكل كامل في البيت وتعاملت مع المرض بجدية وصرامة لمدة عشرة أَيَّـام، وكنت أتناول الطعام وحدي بعيدًا عن الأسرة، وحاولت تجنب المخالطة مع الأهل، وكانت أغلب اتصالاتي مع الأصدقاء بالتلفون”.
ويضيف بقوله: “كنت أشعر بالمرض، حمى شديدة تستمر عشرين ساعة برغم استخدام العلاج، وبعد العشرين الساعة شعرت بالتشافي ساعة أَو ساعتين، وكنت أستغلها بشكل كبير في القراءة والمشاهدة للبرامج حول كورونا لقتل الملل الذي أمرُّ فيه، خَاصَّة عندما هو عيد وأنا منعزل لوحدي، فكنت أستغلها بالدخول إلى بعض المواقع بشكل كبير، وبعد مضي الساعتين أَو الساعة ونصف تبدأ الحمى والكحة والصقيق [ألم بالمفاصل] ومختلف الأعراض، ثم العودة في موجة جديدة أشد من الأولى، وفي نفس الوقت كان العلاج مستمراً، وَالمغذيات لم تتوقف عن يدي 4 أَيَّـام، بالإضافة إلى بعض الأدوية، وكان يواكب المرض في نفس الوقت إسهال مع مغص في بداية الأمر”.
ويواصل أبو حسن حديثه: “كنت أتعامل مع الأكل بشكل طبيعي جِـدًّا، وكنت أتجنب المعلبات حسب نصائح الأطباء، فكنت أعتمد على الفواكه الطبيعية والمأكولات الطبيعة، وكنت أستخدم الليمون والزنجبيل والزر والقهوة بشكل كثير، إضافةً إلى الثوم والبصل، حيث كانت وجبة العشاء بشكل مستمر خبز مع الثوم والبصل”.
ويشير إلى أنه فقد حاستي الطعم والشم تماماً من اليوم الثالث من إصابته بالكورونا، وكان يشرب الليمون والزنجبيل أَو عصير البرتقال، ولا يستطيع تمييز طعمه، وكان طعم كُـلّ العصائر والمشروبات الساخنة مثل الماء.
وفي اليوم السابع من إصابته، يقول أبو حسن إنه بدأ يشعر بحالة فتور كبير جِـدًّا، وكان ينامُ طوال اليوم، لكن مع اليوم الثامن بدأ أبو حسن في التحسن، وخفَّ الألم تدريجياً، كما بدأت الحمى تنخفض ما بين خمس أَو ست ساعات، وتأتي بعدها ساعة أَو ساعتان استقرار، ومع هذا يؤكّـد أبو حسن أنه استمر في البروتكول العلاجي وبالحجر الصحي.
معنويات عالية جداً
ويؤكّـد أبو حسن أنه تعامل مع المرض بمعنويات عالية جِـدًّا، وأنه بدأ يتحسن بشكل كبير بعد مرور عشرة أَيَّـام من إصابته، موضحًا أن أسرته تعاملت معه بشكل ذكي، حيث كانوا يعطونه دفعة من التفاعل ورفع المعنويات، من خلال قولهم: “ما شاء الله.. اليوم أنت أحسن بكثير، وشكلك اليوم أفضل”، وأن أسرته كانوا يطمئنونه بعدم القلق والخوف وأنه يعاني من إنفلونزا عادية، مؤكّـداً أن كلامهم هذا كان له دور إيجابي في تجاوز مرضه.
من جانبه، يقول متوكل حميد المطري (31) عاماً، إنه أُصيب بالكورونا بعد دخوله إلى سوق القات، وأنه كان يشعر في بداية العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بالحمى والسعال الحاد والصقيق في المفاصل والعضلات وألم في الحلق وضيق في التنفس، ما اضطره إلى الانعزال في المنزل وعدم الخروج إلى السوق من اليوم الثاني.
ويضيف المطري لصحيفة المسيرة بالقول: “تواصلت مع عدد من الأطباء ونصحوني ببعض العلاجات وتناول الوسائل الدافئة وزيادة تعاطي الليمون والزنجبيل والبرتقال والعسل البلدي والثوم والبصل، وكل الخضار التي تحتوي على فيتامينات سي ودي، إضافة إلى التعرض المتواصل لأشعة الشمس، واستمريت على هذا البرتوكول لفترة أسبوعين”.
ويزيد المطري بقوله: “كانت الأدوية والمشروبات الساخنة تهدئ من شدة الكحة المصحوبة بشهيق حاد، مع زيادة في التعرق الشديد”، منوِّهًا بأنه وفي الأيّام الأولى من المرض لم يلتزم بالحجر الصحي المنفرد وكان يجلس مع أطفاله، ويأكل مع الجميع وجبة الفطور، فتسبب ذلك بانتقال العدوى إلى كافة أفراد الأسرة، وفي إصابة كُـلّ من زاره وهو على فراش المرض، منوِّهًا بأن الأطباء كانوا على تواصل مستمر به، ويرفعون له المعنويات، وأن حالته تحسنت من اليوم العاشر.
وبشأن أفراد عائلته يقول المطري: إن الفيروس بدأ في الانتقال إليهم، ما أَدَّى إلى إصابة جميع أفراد أسرته، لكنهم التزموا بالبروتوكول العلاجي والحمد لله شفيت الأسرة بالكامل.
ويؤكّـد المطري أن أعراض مرض كورونا كانت شديدة عليه؛ لأَنَّه كان يتعاطى الدخان في فترة سابقة بمقدار 2 باكت في اليوم، في حين كان أفراد عائلته حالتهم أبسط من حالته؛ لأَنَّهم غيرُ مدخنين، مُشيراً إلى أنهم كانوا “شباباً وأطفالاً” وَلا يوجد أحد كبير في السن، وَالحمدُ لله على العافية والتوفيق بأن امتنعت من الدخان نهائياً.
ويوجه المطري نصيحة للجميع بعد التساهل مع المرض والالتزام بالحجر الصحي الانفرادي، لكي لا ينتقل الفيروس إلى بقية أفراد الأسرة، فهذا الفيروس مثله مثل أي مرض طبيعي يأخذ عمره الافتراضي وينتهي حال الحفاظ على مناعة الجسم والالتزام والاحترازات الطبية.
الخوف سبب عدم الشفاء وبالإرادَة شفيت امرأة مسنة رغم إصابتها بالسكر
ويكشف الإعلامي البارز حسين البخيتي، عن إصابته وبعض أفراد الأسرة بالكورونا، ومع ذلك فإنهم نجوا من هذا وتماثلوا للشفاء.
ويقول في منشور له على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: إن جدته فاطمة مرضت كما مرض هو، حرارة مرتفعة ووجع في العظام والمفاصل وصقيع ورعشة مثل مرضه، وكل الأعراض تشبه أعراض كورونا.
ويشير إلى أنه خضع هو وجدته للبروتوكول العلاجي، وأن جدته كان عندها الضغط والسكر وعمرها يقارب التسعين عاماً، والآن قد هي بخير من الكورونا والحمد لله.
ويؤكّـد البخيتي أن الكورونا لا يطرح إلا من يخاف منه، فالخوف هو سبب عدم الشفاء، مُشيراً إلى أنه مرضٌ مثل أي مرض فيه برد وزكمة ورعشة، مُشيراً إلى أن جدته فاطمة كانت تسخر من الأخبار التي تتحدّث عن كورونا وعن هذا المرض، وبعد إصابتها تماثلت للشفاء، وكانت تقول: إن الله هو الشافي والمعافي.
إصابتي من الحالات الخطيرة وشُفيتُ
بدوره، يقول هاشم عبدالله شرف الدين ذو (60)عاماً، لصحيفة المسيرة: “بدأت أعراض المرض عليه في 22 رمضان، وكانت حُمَّى شديدة، تزول وتعود، واستمرت لأسبوع، وفي أحد الأيّام شعر بجفاف في الفم والحلق مما اضطره إلى الإفطار، ولم يكن يعرف أن تلك الأعراض ناشئة عن إصابته بكورونا، واستمر باستخدام الأدوية الخافضة للحرارة، باراستامول تقطير وريدى، ومغذيات رينجر للتعويض عن الأكل، لكن الحمى الشديدة كانت تذهب لساعات أَو ليوم ثم تعود أشد مما قبل. مع فقدان شبه تام للشهية، واضطراب في المعدة، واحمرار في العين، ناتج عن التهاب ملتحمة العين، واستمر على هذا الحال إلى يوم العيد، ومع ذلك لم تظهر عليه أعراض التهاب في الجهاز التنفسي العلوي أَو السفلي، كالزكام والتهاب الحلق أَو السعال وضيق التنفس، وهذا ما جعله يستبعد أن يكونَ السبب إصابته بفيروس كورونا.
ويشير شرف الدين بقوله: “في تلك الأثناء نشر الدكتور وهاج المقطري منشوراً في صفته على فيسبوك، صنّف فيه أربع حالات للإصابة بفيروس كورونا، وعدّد الأعراض لكل حالة، وكانت الأعراض التي أشعر بها تتطابق مع إحدى الحالات التي أوردها، وهي من الحالات النادرة والخطيرة، حسب توصيف المختصين، وتحديداً عندما يكون الإسهال أحد الأعراض، وهنا بدأت الشك بالإصابة، وفي ثاني أَيَّـام العيد توجّـهت إلى أحد المستشفيات الخَاصَّة، وأجريت فحصاً للدم وأشعّة للصدر، وعرضتها على أحد الأطباء، كانت آثار الإصابة باديةً على الرئة، لكنها في البداية، وفي المساء أخذوا مني عينة لفحص كورونا عبر وزارة الصحة.
ويضيف شرف الدين: “بعد يومين ظهرت نتيجةَ الفحص إيجابية، وتلقيت النتيجةَ بإيمان بقضاء الله وبحالة نفسية مطمئنة لإرادته، دون خوف أَو هلع، وواصلت الحجرَ المنزلي واستخدام العلاج الذي أوصى به الطبيب الذي طمأنني إلى أن حالتي ليست حرجةً وَأنني تخطيتُ مرحلة الخطر”.
ويلفت بقوله: “لكن الحمى كانت تعاودني باستمرار، مع إحساس بأن حالةَ التنفس على غير المعتاد، وتحت إلحاح الأقارب دخلت المستشفى السعودي الألماني بالعاصمة صنعاء للعلاج في الجناح المخصص لهذه الحالات، وهنا انتهز الفرصة للتوجّـه بالشكر الجزيل للأطباء، وعلى رأسهم الدكتور مصطفى البرغوثي، والتمريض في المستشفى الذين أشرفوا على علاجي حتى تشافيتُ بحمد الله وخرجت من المستشفى بعد ثمانية أَيَّـام بصحة جيدة والحمدُ لله من قبل ومن بعد.