في حضرة التّشويق الأميني
كرار العاملي*
“إن كنتَ من العرب عُمُومًا، وإن كنتَ من المسلمين خُصُوصاً، وإن كنتَ من المؤمنين بشكل أخصّ، بكافة الأحوال، شارِكْني واجلس بجواري بعد أن تُحْضِر كتاب الله تعالى”.
“هل سنقوم بحلقةٍ تِلاوِيَّةٍ ترتيليّة يسرح معها فكرنا إلى عوالم جميلة؟”.
“وقبل أن تأتي.. لا تنسَ أن تجلب أَيْضاً كتاباً تفسيريّاً يشرح آيات الله ويساعدنا على التّأمّل بها”.
“إذاً، المسألة أوسع نطاقاً مِن ترتيل عذب.. فما رأيك أن يكون اختيار الآيات المُراد تفسيرها من حصّتي؟”.
“أمّا أنّها أوسع نطاقاً فقد أصبتَ.. أمّا الشّقّ الآخر فليس من حصّتي ولا حصّتك”.
“لا داعي للاستغراب ولا للتّعجّب.. بَلْ عليك الوصول قبل بدء الحوار الخاصّ مع سماحة الأمين العام”.
“إِذاً، المسألتان -الحوار والتفسير- مرتبطتان.
تالياً، تشويقٌ آخر يُرْخي بظلاله.
فأحد التّشويقَيْن هو نفس كلام سماحته بما يحويه من إفاضات واقعيّة وتزويد تحليلي ترافقاً مع هالةٍ من المصداقيّة والمنطق السّليم.
أما الآخر.. فعليك بتوضيحه لنا.. فلا تَتَردّد بالمُباشَرَة”.
“أَصَبْتَ مرَّة أُخرى، إلا أنّها هذه المرّة إصابة مزدوجة.
نعم.. يوجد ترابط.. إضافة إلى تشويق إضافي حاضر.
هذا الأخير -أي التّشويق الإضافي- مرتبط بكلام الله المُعَلَّق في مكان إقامة الحوار، فهذه المسألة بذاتها تستحقّ التّأمّل والتّوقّف عندها.
من الجميل تزيين الأماكن بكلام الباري “جلّ وعلا”، فما بالك إن كان في المكان عبدٌ صالحٌ ينتظر إطلالته عباد الله الصّالحون وأولياؤه المُقرّبون.. وفي المقلب الآخر، يتَرَبّص الظّالمون مُنصتين لكلامه ولجديد توجيهاته.
فائدتان لطيفتان لهكذا “تزيين إلهي”:
إحداهما شكليّة:
فدعم الانعكاس الظّاهري بكلمات مباركة أفضل من الفراغ أَو من الجمادات لوحدها.
صحيح -مثلاً- أنّ الورود جميلة، وكذلك الرّسومات المُعَبِّرة، ولكن مجاورتها لما يرتبط بخالقها يزيد الوضع جمالاً والإطلالة بهاءً.
الأُخرى مضمونيّة رسائليّة تتفرّع منها تفريعتان:
إحداهما مُتَّصِلة بشخص سماحة الأمين العام، فهي قد تُظْهِر المسار الرّبّاني الذي يسير وفقه صاحب السّماحة و”خاصّته المناضِلة” و”الحزب النّوعي”، وقد تعكس الخلفيّة الإلهيّة لهذا الخطّ المُبارَك الذي يشقّ سُبُل النّجاح وتحقيق المكاسب الخَيِّرة.
الأُخرى ذات طابع رسائلي إلى العدوّ، فإضافة إلى الرّسائل المُستوفاة مِمَّا يتفضّل به سماحة السّيّد، توجد معانٍ قَيِّمة بدلالة مُعتبَرة يمكن لَحْظُها من معاينة الكلام الإلهي المُزِيِّن للمشهديّة، أَضِف إليها معنىً إضافيّاً متعلّقاً بتوقيت إقامة الحوار الكريم واتّصاله بذكرى مهمّة وحدث قَيِّم.
هل أطلتُ عليك؟”..
“أبداً، أحسنتَ التّوضيح.. تظهيرٌ مُعَبِّر.
ولكاتب السّطور شيءٌ يُضيفه.. فَلْنترك له الخاتمة.
ما رأيك؟”..
“رَحْبٌ وسَعة”.
أيّها الحبيبان:
ذكرى كريمة.. حَدَث تاريخي..
عبدٌ صالح.. لسانٌ صادق.. قائدٌ شامخ.. مُرْشِدٌ حبيب..
أمينٌ على الأرواح والعيال والأوطان..
أهلاً بكم “في حضرة التّشويق الأميني”..
وللحكاية تَتِمَّة..
[وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ].
* كاتب لبناني