ثورة الإمام الخميني وصل صداها إلى الشارع الأمريكي
إكرام المحاقري
منذ زمن أشعل فيه فتيل ثورة الوعي القرآني لدحر دناءة الخضوع للعدو الصهيوني وثقافة الارتهان وبيع كرامة الشعوب ومقدرات الأوطان ومقدسات الإسلام والمسلمين للغرب المتفنن في عدائه للعرب، ما زال صدى تلك الثورة الخمينية الممتدة من ثورة الإمام الحسين -عليه السلام- بوجه الطغاة يخلق الوعي في أوساط الشعوب المسلمة وغيرها.
لطالما توجّـهت القوى الصهيونية لتدجين الأُمَّــة الإسلامية بمختلفِ أطيافهم وأحزابهم، وتقديم الصديق عدوًّا والعدوّ صديقاً، والقرآن هزيلاً والدين مشتتاً، والاعتصام جريمة، ومواجهة الظالمين خروجاً عن الحاكم، والارتهان للجبابرة طاعة لمن هو أكبر حجماً، وعلى هذا الإيقاع طبّلت القوى الوهَّـابية من على منابر المساجد الإسلامية للمشروع الصهيوأمريكي، وزرعت العداء لمن أسمتهم الروافض في إيران ولبنان واليمن والعراق وسوريا… إلخ.
فإزاء كُـلّ ذلك، لم تقف الشعوب المسلمة الحرة عند حَــدِّ الولاء للصهاينة، بل بحثت بعضُ الفئات المسلمة عن حقيقة الفكر القرآني الأصيل، ووصل إلى كُـلّ المجتمعات المسلمة رغم الحملة الثقافية الشرسة التي حقّقت صدعاً عميقًا ما بين المسلمين، فثورة الإمام الخميني -رضوان الله عليه- بينت الحقيقة والقوة الكرتونية لمن رهن نفسَه للعدو حتى بينت ضعفه وضعف من يقف خلفه من يهود، ومنذ قيام الثورة ودعس أنف أمريكا وإلى اليوم في العام 2020م مما للجمهورية الإسلامية في إيران من مواقف سياسية وعسكرية كسرت غرور العدوّ الصهيوأمريكي، وقدمت الدين الإسلامي عالياً لا يُعلَى عليه..
لم تأتِ ثورة الإمام الخميني من فراغ، فالأحداث آنذاك كانت مليئة بعمالة شاه إيران والتنكر للإسلام والمسلمين وللمنهج المحمدي الأصيل، ثورة مقتبسة من شعار الإمام الحسين -عليه السلام- “هيهات منا الذلة”، يعقبها شعار الموت لأمريكا سياسة وعنصرية، وناهضت مشروع الغدة السرطانية التي حذّر منها الإمام الخميني، ولم يتخذ العرب هذا التحذير بعين الاعتبار، وها هو سرطان إسرائيل تغلغل وتفشى سُمُّه في جسد العالم المسلم..
لم تكن ثورة الإمام خميني وليدة يومها، كما أنها لم تبق حبيسة حدود إيران، بل إنها امتدت إلى بلدان عدة، ثورة اقتلعت الطغاة وحرّرت الأوطان من وصاية اليهود ومنظماتهم المتحدة، ليس فقط عبر شعارات واعتصامات وأعمال ثورية عبّرت عن غضب الشعوب، بل إنها تحولت إلى ثورة عاتية في لبنان والعراق وسوريا، وواجهت حلم أمريكا في إخضاع شعوب العالم واستعبادهم كما استعبدت الحكومات المرتهنة؛ لذا فقد جاء المخطّط الذي قدم إيران كـ(بعبع) يجب الحذرُ منه، فحُورب أنصار الله في اليمن، والأسد في سوريا، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وحركات المقاومة في فلسطين، وقدموهم كإرهابيين، وأرهبوا منهم الشعوب في العالم، وما هذا كلُّه إلَّا محاولةٌ لتدجين الفكر الحر ونزع الغيرة والحمية والدين من قلوب المؤمنين..
لم تتوقف قوى الظلام عند الحدود العربية بالطبع، فما يشهده الشارعُ الأمريكيُّ اليوم من ثورة عارمة غاضبة من سياسة أمريكا التعسفية وديمقراطيتها الزائفة والعنصرية هو ذاك الذي ثار؛ مِن أجلِه الإمام الخميني -رضوان الله عليه-، ولعل أمريكا اليوم ستوجّـه إصبع الاتّهام للمتظاهرين في الشارع الأمريكي بأنهم روافض يخدمون المشروع الإيراني!!
فالثورة ثورة، والحق واضح لا لبس فيه، ولا بد من تحقيق الأهداف واقتلاع المتجبرين، وهو ذات المبدأ الذي ثار؛ مِن أجلِه الأحرارُ عبر التاريخ، وهو ذات ما ثار؛ مِن أجلِه الإمام الخميني..