ما وراء الحملة العدوانية على هيئة الزكاة؟
بقلم/ صبري الدرواني
شنت وسائلُ إعلام العدوان وأبواقُه خلال اليومين الماضيين حملةً إعلاميةً تستهدفُ الهيئةَ العامة للزكاة بادِّعاءات مضلِّلة وزائفة كعادتها، وإسقاط واقعٍ سوداويٍّ هو في مخيلتهم فقط على مجتمعنا اليمني المؤمن العزيز.
ولعلَّ هذا التوجُّـهُ العدواني يدفعُ إلى بعض التساؤلات: ما الذي أزعجهم في الهيئة العامة للزكاة؟ وهل نشاطُ الهيئة لتخفيف معاناة الفقراء والمساكين والمحتاجين من أبناء الشعب اليمني اقض مضاجعهم؟ وما وراء هذه الحملة الإعلامية العدوانية؟..
وللإجَابَة على هذه التساؤلات نورد الآتي:
أولاً: في صنعاء أسهمت الهيئةُ العامةُ للزكاة بشكل كبير في تخفيف معاناة الفقراء والمساكين ورعايتهم بأنشطتها المتعددة والبارزة للعيان كالشمس في كبد السماء، وقامت سلطةُ المجلس السياسي الأعلى -التي لا يوجدُ لديها من الإيرادات ما يساوي 5 %- بتوفير الممكِن وصرف نصف راتب لكل الموظفين المتواجدين في المناطق الحُرة في رمضان، ونصف راتب آخر في عيد الفطر المبارك.
وفي عدن، قامت حكومة المرتزِقة بسرقة مليار وتسعمِئة مليون دولار، إجمالي مبيعات النفط في مأرب وحضرموت وشبوة إلى أرصدتها وحساباتها في الخارج، وتركت المواطنين في المناطق المحتلّة يعانون من الفقر والحرمان، وانعدام الخدمات، وانقطاع التيار الكهربائي، والفوضى الأمنية، ورغم أنها تسيطر على 95 % من الإيرادات وتبيعُ النفط والغاز وتسيطرُ على المنافذ والموانئ، ولم تترك لهذا المواطن ولا فُتاتَ ما تسرقه من أموال الشعب المنهوبة.
ولهذا انزعجت دولُ العدوان ومرتزِقتُها من دور الهيئة العامة للزكاة والمجلس السياسي الأعلى في صنعاء برئاسة الرئيس المشّاط والذي تحدثنا به آنفاً،
ثانياً: لقد كانت الحملةُ الخبيثةُ لوسائل إعلام العدوان تُعَبِّــرُ بشكلٍ عدواني عن استيائها من دَور الهيئة العامة للزكاة، ومقدمةً لاستهدافها، ومعبِّراً عن سعيها الحثيث لإيقاف أنشطتها؛ لأَنَّ تخفيفَ معاناة الفقراء من أبناء الشعب اليمني يزعجُهم.
حكومةُ المرتزِقة والمجتمعُ الدولي عبّروا عن الهدف من هذه الحملة بقيامهم بهذه الخطوات:
1- قامت وزارةُ الخارجية التابعة لحكومة المرتزِقة ببعث رسالة إلى كُـلّ البعثات الدبلوماسية في العالم تطالبُهم فيها باتِّخاذ موقفٍ من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ضد الهيئة العامة للزكاة؛ باعتبَارها منظمةً محظورة.
2- أبلغت لجنةُ العقوبات جمعياتِ البنوك اليمنية أنها تسعى إلى تصنيفِ الهيئة العامة للزكاة كمنظمة محظورة، وحذّرتها من تسليم زكاتها للهيئة -حسب تصريح أبو نشطان رئيس الهيئة-.
وبالتالي فإن ما نستنتجُه من كُـلّ ما سبق، أن دولَ العدوان -برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ومَن لف لفهم- لا يريدون الإبقاءَ على أي مؤسّسة تعملُ على مساعدة الفقراء والمساكين وتخفِّفُ من معاناة الشعب جراء العدوان والحصار، وما نسمعُه من نعيقٍ لأصوات العدوان يأتي في سياق عدواني خبيث، ولكنه سيفشلُ كما فشل عسكريًّا من قبلُ، وأن الارتياحَ الكبير الذي نلحظه على خدود الفقراء والمحتاجين من مختلف فئات الشعب اليمني دون تمييز لأنشطة الهيئة العامة للزكاة المباركة تطمئنُ نفوسَنا.. ولا يزيدنا صراخُ مرتزِقة العدوان إلا إصراراً وعزماً ويقيناً بصوابية إدارة هيئة الزكاة وتوجُّـهها الصادق.
أمَّا العُنصريةُ والتمييزُ فإن آخرَ من يتحدَّثُ عنها هو من اعتقل الناسَ وزج بهم في السجون وسحلهم في الشوارع؛ بسَببِ ألقابهم، وتعامَلَ مع حقوق المواطنين بانتقائية فاضحة، وحرم فئةً كبيرةً من الموظفين من رواتبهم؛ فقط لأَنَّهم يعيشون في مناطقَ لا يسيطر عليها.