حكومة الإنقاذ تدشّـن الأنشطةَ والدروسَ التعليمية الصيفية تحت شعار “علم وجهاد”
المسيرة- صنعاء
دشّـن رئيسُ مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، يوم أمس السبت، بالعاصمة صنعاء، الأنشطةَ والدروسَ التعليمية الصيفية تحت شعار “علم وجهاد”، والتي تنظمُها الإدارة العامة للدورات الصيفية.
وتهدفُ الأنشطةُ والدروسُ التعليمية الصيفية التي يتم بثها عبرَ عدد من القنوات والإذاعات الوطنية، إلى المساهمة في إيجاد جيل متسلح بالإيمان والعلم، ومواكبة الإجراءات الاحترازية من وباء كورونا.
وفي التدشين الذي حضره وزيرا الإعلام ضيف الله الشامي والثقافة عبدالله الكبسي وعضو مجلس الشورى خالد المداني، هنّأ رئيسُ الوزراء أبناءَه الطلاب والطالبات بتدشين الدورات الصيفية التي تشتمل على برامجَ وأنشطة تساعد في صقل مهاراتهم وتغذية أفكارهم وانتشالهم من الفراغ واستغلال العطلة الصيفية بما ينفعهم ومجتمعهم.
وقال: “طلابنا بالملايين سيستمعون إلى البرامج الصيفية وسيتفيدون منها، حتى الطلاب المتواجدون في المناطق القابعة تحت سلطة الاحتلال السعودي الإماراتي، وكذا من هم خارج اليمن ممن أجبرتهم أسرهم مغادرةَ الأراضي اليمنية“.
وأضاف: “نحن نعيش في ظل وضع استثنائي وحالة عدوان وحصار، حيث ما تزال السعودية والإمارات تمارسان العدوانَ الوحشي ضد الشعب اليمني رغم ادعائهما عبر وسائل إعلامهما بإعلان وقف العدوان، فيما هو في الواقع عبارة عن تضليل وأكاذيبَ ليس إلا”.
وتابع: “إن اليمنَ الذي يتعرَّضُ لعدوان منذ أكثرَ من خمس سنوات ما يزال في حالة فريدة من الصمود والثبات بمختلف شرائحه التي تقاوم هذا الصلف والاستكبار، وسيظل بكل أطيافه حاضراً في مواجهة العدوان في ظل توجيه قائد الثورة الحبيب عبدالملك بدر الدين الحوثي بالمسارات التي تحافظ على كرامة وهُـوية اليمن الأرض والإنسان الذي تتكالب عليه دول كبرى؛ مِن أجلِ تركيع أبنائه”.
وقال: “نحن لا تقاتلنا السعودية ولا الإمارات، وإنما تقاتلنا دول كبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا والحلف الغربي بمجمله وكذا الأفكار المتصهينة، ما يجعلنا نشعُرُ بالدروس والعِبر والعظة من هذا الثبات والصمود”.
وأشاد الدكتور بن حبتور بالدور البطولي والاستثنائي للجيش واللجان الشعبيّة في الدفاع عن حياض الوطن ومقارعة العدوان وأدواته وكل يمني موجود في الساحة المقاومة.
ولفت إلى أن الشعب اليمني الذي يعيش بدون مرتبات وخدمات؛ بسَببِ العدوان والحصار وما نجم عن ذلك من تعطيل العديد من الأجهزة الخدمية التي تقدم خدمات للمواطنين، اليوم يعيش ويواجه تحدياً من نوع آخر يتمثّل في جائحة كورونا التي اجتاحت العالم”.
وبيّن أن اليمنيين حاولوا منذ بداية هذه الجائحة التعاملَ معها كأمرٍ واقعٍ ومن خلال توجيهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى.. وَأَضَـافَ “أحاديث قائد الثورة كانت واضحةً قبيل شهر رمضان وأثنائه وبعده في كيفية التعامل مع هذه الجائحة؛ باعتبَارها شراً لا يمكن إهمالُه، وعلينا التعامل معها بمسئولية وحرص شديد، وفقاً للقواعد المرعية في التعامل الصحي مع وباء كهذا“.
وتطرق رئيسُ الوزراء إلى جهود وزارات التربية والتعليم والإعلام والأوقاف والشباب والرياضة والجهات ذات العلاقة في ترتيب برنامج عملي ومفيد يراعي أخطارَ جائحة كورونا على التجمعات الطلابية في المخيمات والمراكز الصيفية السنوية.
وأوضح أن المراكز والدورات الصيفية لهذا العام ستكونُ في كُـلّ بيت، وستأتي المعلومات إلى المنزل من خلال رؤية وُضعت بشكل شامل لإيصال المعلومات لكل طالب وطالبة.
وتساءل قائلاً: “لماذا نقّيم المراكز والدورات الصيفية؟ هل نقيمُها كمسألة ترفيه أَو أنها تسريحٌ للوقت؟ “.. موضحًا أنها لم تأتِ؛ مِن أجلِ ذلك، وإنما مسألة جوهرية في مسار تأهيل ذهنية التلاميذ، ونشاط لا ينبع من فكرة خاوية أَو بعيدة عن الواقع.
ولفت الدكتور بن حبتور إلى أن الشعبَ اليمني يتعرّض لعدون وحصار وتجويع وتدمير للمؤسّسات وبالضرورة ينبغي تسليح التلاميذ والطلاب بوعي عالٍ تجاه الحدث الذي ليس بالأمر الهين، خَاصَّةً وهناك دول سقطت بعدوان معين في ستة أَو سبعة أشهر وسنة وسنتين.
وخاطب رئيسُ الوزراء الطلابَ والتلاميذ والشباب ومؤسّساتهم قائلاً: “عليكم الحفاظ على الهُـوية الإيمانية بطريقة صحيحة دون الدجل والتطرف الذي مورس طيلة عقود من الزمن أَو البحث عن إلهاء الإنسان عن قضاياه الرئيسة عبر توظيف الدين في هذا السياق أَو ذلك”.
وأضاف: “الطلابُ معنيون بالاستفادة من الدورات الصيفية خلال هذه المرحلة الراهنة والمعلمون والموجِّهون مطالبين بمراعاة أن تكونَ المادة الموجهة للطلاب مشوقةً ومقبولةً والابتعاد عن القالب الجاف الذي لا يتم قبولُه من قبل الطلاب“.
وعبّر عن الشكر لوزارات التربية والتعليم والإعلام والأوقاف والإرشاد والشباب والرياضة والجهات الأُخرى ذات العلاقة على تظافر جهودها في إقامة هذه الدورات والمراكز الصيفية.. متمنياً لمنهجية المراكز الصيفية لهذا العام النجاح وتحقيق غاياتها الوطنية.
من جانبه، أشار وزير الإعلام ضيف الله الشامي، إلى أهميّة المراكز والدورات الصيفية والتي تغذّي الطلاب والطالبات بالوعي والبصيرة والإدراك، بحيث لا يكون هناك فراغ يعيشونه.
وأكّـد حرص القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى على إقامة المراكز والدورات الصيفية.. وأضاف: “في ظل جائحة كورونا والوضع القائم جراء انتشار الأوبئة كان هناك إجراءاتٌ واحتياطات كبيرة لإقامة الدورات عبر الوسائل الإعلامية وتحديداً قنوات الإيمان وسبأ والقناة التعليمية والمسيرة مباشر، لنقل الحصص والدورات بصورة مباشرة”.
وأشَارَ الوزير الشامي إلى أن كُـلَّ بيت سيصبح مركزاً صيفياً، وعلى كُـلّ أسرة الحرصُ على متابعة أبنائها لهذه الدورات والحلقات عبر القنوات أَو إذاعات سام إف إم وصوت الشعب ووطن وإذاعات أُخرى ستنقل الحصص والبرامج في أوقاتها ومواعدها المقرة، بما يسهم في تعزيز الوعي ولكن بأُسلُـوب مختلف بعيدًا عن الاختلاط وتجمع الطلاب والطالبات.
بدوره، أكّـد وزير الثقافة عبد الله الكبسي على أهميّة توجّـه الطلاب والطالبات إلى كتاب الله وسُنة رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم بتدشين المراكز والدورات الصيفية.. معتبرًا ذلك خطوةً إيجابيةً ورسالةً لدول العالم بصمود وثبات اليمنيين في مختلف الجبهات، ومنها الجبهة العلمية والدينية.
وأشَارَ إلى أن إقامة هذه الدورات، يؤكّـد توجّـه الجهات ذات العلاقة للتوعية المستمرة للطلاب والطالبات والتلاميذ بصورة عامة بمخطّطات العدوان ومؤامراته على الشعب اليمني، فضلاً عن تعزيز الهُـوية الإيمانية في أوساطهم؛ كونهم عمادَ الحاضر وقادة المستقبل.
فيما أوضح نائب وزير التربية والتعليم، الدكتور همدان الشامي، أن تدشين الدورات الصيفية يأتي في ظل ظرف استثنائي يتمثل في جائحة كورونا.. وقال: “إن الجهات المعنية اتخذت كافةَ التدابير والإجراءات اللازمة لإقامة الفعاليات الصيفية التي تعودنا عليها سنوياً، وإيصال رسالة واضحة لدول العدوان باستمرار صمود اليمنيين وثباتهم“.
وأضاف “اليوم بدأنا بتدشين المراكز والدورات الصيفية بأُسلُـوب جديد ومختلف عبر وسائل الإعلام التي تحُدُّ من تفشي فيروس كورونا، وتقوم بأداء الدور المنوط والمطلوب من المراكز الصيفية والدورات التعليمية”.
حضر التدشينَ وكيلُ وزارة الأوقاف لقطاع تحفيظ القرآن الكريم، الشيخ صالح الخولاني، ومدير مكتب التربية والتعليم، زياد الرفيق، وعددٌ من المسئولين في الجهات ذات العلاقة.