هيئة الزكاة وَقلوب القوم المجرمين
علي عبدالله صومل
هجمة عدوانية شرسة وحملة شيطانية رجسة يقودها أمراء الجريمة وفراعنة العصر وتنفذها أبواق الفتنة وألسنة الإفك مستهدفة الهيئة العامة للزكاة تحت عناوين دينية وإنسانية ووطنية مطبوخة وبأساليب دعائية تضليلية والتوائية مشروخة.
شخصياً أعتقد أن هذه الضجة الدعائية المهندسة والممزوجة باللهجة البكائية المسيَّسة حقّقت نتائج عكسية لم تكن في حسبان تحالف النفاق وصنعت لهيئة الزكاة شهرة إعلامية واسعة النطاق لقد أرادوا أن يذموا فمدحوا وأن يفضحوا فافتضحوا.
وإذا أراد الله نشرَ فضيلة.. طويت أتاح لها لسانَ حقود
ونصيحتي لهم أن يسكتوا عواء ذئابهم ويخرسوا نباح كلابهم فالشعب اليمني هو ذاته الشعب المؤمن الحكيم واليمن الحر الكريم -إن كنتم لا زلتم تجهلونه طيلة سنوات عدوانكم الغاشم وحصاركم الظالم- الذي لم تأثروا على رباطة جأشه ولم توهنوا من صلابة بأسه بأزيز طائراتكم الحربية المطورة ولا بدَوِيِّ قنابلكم العنقودية المدمّـرة أفتظنون أنكم قادرون على اقتلاع جذور وعيه العميق الراسخ وزعزعة حصون فقهه الوثيق الشامخ بطنين ذبابكم الإلكتروني ونعيق غرابكم الفيسبوكي؟!
خرست ألسنتكم وتبت أيديكم وخاب سعيكم أيها الحمقى وتباً وسحقاً لكم.
كيف تجرأتم على مواجهة زئير الأسود بقهقهة القرود؟!
ولقائل أن يقول: ما بالك تذهب بعيدًا عن موضوع الإثارة ومضمون الدعاية الموجهة ضد الهيئة العامة للزكاة (التشكيك في مشروعية الخمس)؟
فأقول وبالله التوفيق لا نحتاج إلى التدليل على مشروعية الخمس فثبوت شرعية الخمس معلوم بنص الآيات القرآنية المباركة وأحاديث السنة النبوية الشريفة واجماع مذاهب الأُمَّــة الإسلامية قاطبة وماذا عسانا أن نقول بعدَ الآيات محكمة والروايات المعنعنة وإجماع أئمة وفقهاء المذاهب الإسلامية السبعة: إن مسألة الخمس في الإسلام من جملة التشريعات المالية المعلومة من الدين ضرورة؟!
ولكني أتحفكم بدقيقة فقهية في هذه المسألة (الخمس).
سئل الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة عليه السلام بالسؤال التالي: ما ترى في اليهودي إذَا وجد ركازاً هل يجب عليه خمس أم لا؟ وهل الخمس يكون طهرة كالزكاة فلا تجب عليه؛ لأَنَّه ليس من أهلها أم لا؟
فأجاب سلام الله عليه بقوله:-
الجواب عن ذلك وبالله التوفيق: إن الخمس واجب عليه في الركاز لعموم الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله: ((في الركاز الخمس)) فعم ولم يخص، وليس يطهره؛ لأَنَّه لو كان طهره، لم يجز لنا أهل البيت؛ لأَنَّ الله سبحانه كره لنا غسالةَ أوساخ الناس، وما كان يذهب بأقذارهم كما يذهب الأدران، فلما حَـلّ لنا الخمس علمنا أنه ليس بطهرة ووجب على اليهودي وجوبه على المسلم. انتهى السؤال والجواب من المجموع المنصوري للإمام عبدالله بن حمزة عليه السلام.
وفي خاتمة المقال أقول:- للأخ رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ العلامة المجاهد شمسان محسن أبو نشطان والوكلاء وجميع الزملاء من موظفي الهيئة وفقهم الله جميعاً.
اشكروا الله تعالى على هذه النعمة العظيمة والمنة الجسيمة واطلبوا منه دوامَ التوفيق والسداد في مواصلة السعي المشكور المتمثل في تحصيل الحقوق وتوزيعها على المصارف الشرعية فقد بذرتم السعادة في قلوب الفقراء والمساكين وزرعتم البسمة على شفاههم وكَثيراً ما فرّجتم كروب المكروبين وقضيتم ديون الغارمين… إلخ فلكم منا عاطر التحية وجزيل الشكر ولكم من الله علو الدرجة وعظيم الأجر.
واصلوا مشواركم الرسالي واستبسلوا في ميدانكم المالي كما يستبسل إخوانكم المجاهدون في ميدانهم القتالي ولا تبئتسوا بهذرمة الحقود القالي فالفقراء والمساكين والغارمون… إلخ هم من يجب أن تصغوا لأنينهم مسامع قلوبكم وتبادروا للتخفيف من قسوة ظروفهم وَتتحاشوا عاقبة سخطهم عليكم؛ لأَنَّ ضعفاء الخلق هم عيال الله الذين يغضب لغضبهم وينتقم لمظلوميتهم واعلموا أنه بقدر ما تدخلون من السرور إلى قلوبهم وتزيحون كوابيس الهموم عن صدورهم ستشغلون -في نفس الوقت- جمرة الغيظ والحنق في قلوب المعتدين القتلة من آل سعود وأسيادهم من الأمريكان والصهاينة وأذنابهم من العملاء والمرتزِقة وستزيدونهم هزيمة اقتصادية مزلزلة إلى هزائمهم العسكرية والسياسية والأخلاقية المدوية وحينها لا بأس عليكم إن صرخوا منكم بأعلى أصواتهم وبدت البغضاء من أفواههم فليموتوا بغيضهم.
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله.