الصرخة في وجه المستكبرين.. فاصدع بما تؤمر
مرتضى الجرموزي
حَقٌّ وللحق مصادر هداية به يسيرون، وبه يعدلون، وبهِ يهدون الناس، جماعاتٍ وفرادى، أمم وشعوب استجابت لله الواحد القهار وللرسول الأعظم -صلوات عليه وعلى آله الطيبين الطاهِرين-، ومع الصالحين وأعلام الهدى انطلقت تصدع بالحق، تصدع بما أُمرَ به رسول الله والأئمة المهديون الذين ساروا على نهج وهُدى الرسول، صدعت بالحق وأعرضت عن المشركين، مثبطين منافقين ومرتزِقة.
وها نحنُ اليوم نحتفل بالذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين والظلمة وأحذيتهم المنافقين والمرتزِقة، صرخةٌ أيقظت مشاعر الأمم وأحيت أُمَّـة مجاهدة، في نفس الوقت التي كسرت حاجز الخوف لدى الكثير من أحرار العالم في اليمن وغيره، والذين باتوا اليوم يصرخون بكلِّ حرّية وأمان..
بينما نرى أُولئك الذين لم تناسبهم كيف هي حياتهم في ظل الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وأدواتهم في المنطقة العربية.
الصرخة في وجه المستكبرين هي فاروق بين الحق والباطل، وتمييزٌ بين الخبيث والطيّب، بين الغثّ والسمين، وهي شهادة لا يُقبل ولا يُكتمل إيمان المرءِ إلّا بها، والصرخة ليست مُجَـرّد خمس عبارات تنطقها بصوت عالٍ أَو خفيّ، وإنما هي عمل جد واجتهاد وجهاد في سبيل الله، ورفض للهيمنة والغطرسة أيًّا كان مصدرها.
فلا بد أن تصرخ بقلمك، أن تصرخ بسلاحك، وأن تصرخ بموقف قاعداً أَو واقفاً، انطلاقاً من هذا المبدأ قولاً وعملاً وتجسيداً للصرخة في وجه المستكبرين التي أراد لها الظلمة والفاسدون أن تُدفن في جرف سلمان بمحافظة صعدة، خَاصَّةً بعد استشهاد السيد المجاهد حسين بدر الدين الحوثي –حفظه الله-.
ومن مفاهيم القرآن الكريم وسورة التوبة وسور أُخرى، استنبط من دُرر الآيات الكريمة البراءة من أعداء الله، يهوداً ونصارى ومنافقين، وقال: اصرخوا بالموت لهم واللعنة من الله عليهم تحلّ إلى قيام الساعة، اصرخوا وستجدون من يصرخ معكم في كُـلّ مكان.
وها هو بعد استشهاده، أحيا أُمَّـة صرخت في وجه المستكبرين بملءِ فيها، وأرعبتهم بسلاح الإيمان وسلاح الحديد، وها هي اليوم الصرخة تدوي في أنحاءٍ من العالم الحر الصامد الأبي، الذي لا يقبل أن يُستذل لعرابيد البشرية..
ومع الذكرى السنوية للصرخة، نجد يوم الفصل يوماً يميّز الله بين الخبيث والطيب، ونجد من رفع الصرخة وجسدّها قولاً وعملاً كيف يعيش السعادة والاعتزاز بالمبدأ والموقف حتى وإن تكالب عليه شرارُ العالم، فيكفينا شرفاً وفخراً أننّا رفضنا الأمر والوصاية السعودية الأمريكية، وقلنا بها في أعلى صوت، ولّى زمان الذل والاستعباد ولى زمان الوصاية والتبعية لكل طواغيت العصر.
وبالنسبة للصرخة وشعار البراءة، سيظل شعارنا ما دامت السموات والأرض، به نحيا وبه نستشهد حتى يأذن الله بالغلبة لعباده وجنوده وأوليائه..