استهجان رسمي لاستبعاد السعودية من قائمة منتهكي حقوق الأطفال في اليمن
المسيرة: خاص
عبّرت حكومةُ الإنقاذ الوطني ووزارة الصحة عن استنكارها لشطب اسم تحالف العدوان الأمريكي السعودي من قائمة العار لمنتهكي حقوق الأطفال في اليمن.
وقال الناطق باسم الحكومة وزير الإعلام ضيف الله الشامي: إن هذا يضع مصداقية المنظمة الأممية ومبادئها على المحك، ويعطي المجرم الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب اليمني.
وأوضح الشامي في تصريح صحفي، أن هذا القرارَ جاء بالتزامن مع ارتكاب طيران العدوان الأمريكي السعودي، مجزرة بحق النساء والأطفال في مديرية شدا بمحافظة صعدة، راح ضحيتها 13 شهيداً ناهيك عن الجرائم والانتهاكات المستمرة بحق أطفال اليمن التي لم تتوقف على مدى أكثر من خمس سنوات.
كما أكّـد أن قرار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، حذف اسمَ تحالف العدوان الأمريكي السعودي من تقريره السنوي حول انتهاكات حقوق الأطفال، يجعل أطفال اليمن أهدافاً لتحالف العدوان وبمشاركة من المنظمة الأممية في تلك الجرائم.
وحمل ناطق الحكومة، أمين عام الأمم المتحدة والمنظمة الأممية، كاملَ المسؤولية عن أي جرائم أَو انتهاكات يتعرض لها أطفال اليمن من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعودي.
من جانبها، استهجنت وزارة الصحة العامة والسكان خطوة الأمين العام للأمم المتحدة برفع اسم تحالف العدوان بقيادة السعودية من قائمة العار لمنتهكي حقوق الأطفال.
وأكّـد ناطق وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري، أمس الثلاثاء، في تصريح لوكالة الانباء اليمنية سبأ، أن هشاشةَ وضعف الأمم المتحدة تعجزها عن رؤية أشلاء أطفال اليمن، مُشيراً إلى أن تحالف العدوان بقيادة النظام السعودي ارتكب على مدى خمس سنوات أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني.
وبيّن أن سبعة آلاف و732 طفلاً وطفلة، تم تسجيلُهم من قبل وزارة الصحة سقطوا بين شهيد وجريح متناثرة أشلاؤهم ومبتورة أجزاء من أجسادهم؛ بسَببِ صواريخ الطيران السعودي الأمريكي منذ أولى ساعات العدوان في 26 مارس 2015م، وما يزال مستمراً، وآخرها سقوط أربعة أطفال، أمس، بمديرية شدا بصعدة باستهدافهم بغارتين لسيارة تقلهم مع مواطنين آخرين.
وقال الحاضري: “هذه الأشلاء للضحايا وتلك الإعاقات والعاهات التي تسبب بها التحالف لم تصل إلى أسماع الأمم المتحدة ولم تستطع رؤيتها”، مُضيفاً: “حتى دموع منسقة الشئون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن على عشرات الأطفال الذين سقطوا ضحايا استهداف العدوان لباص ضحيان في صعدة في أغسطُس 2018م، كانت ربما هي المشاعر الكاملة والنهائية التي رأتها الأمم المتحدة تجاه هذ الجرائم والوحشية التي تسيطر على قلوب قيادة تلك الأنظمة المجرمة”.
وأشَارَ الدكتور الحاضري إلى أن الحصار على اليمن جعل ما يقارب من اثنين مليون ونصف المليون طفل ما دون الخامسة، مصابين بسوء التغذية منهم أكثر من نصف مليون مصاب بسوء التغذية الحاد الوخيم، ويموت طفل كُـلّ عشر دقائق حسب تقارير الأمم المتحدة التي تحدثت أَيْـضاً عن وفاة ستة مواليد كُـلّ ساعتين؛ بسَببِ نقص التجهيزات الطبية؛ بسَببِ العدوان، لافتاً إلى أن هناك عشرات الآلاف من الأطفال مصابين بأمراض مزمنّة عجز أهاليهم عن إخراجهم للعلاج بالخارج؛ بسَببِ إغلاق مطار صنعاء منذ 8 أغسطُس 2016م، توفي منهم الآلاف، كُـلّ ذلك أمام مرأى ومسمع الأمم المتحدة.
وأوضح ناطق وزارة الصحة أن 50 بالمِئة من إصابات ووفيات وباء الكوليرا أطفال؛ كونهم الأكثرَ عُرضةً للإصابة بالإضافة إلى تزامن المرض مع سوء التغذية الذي يؤدي للوفاة السريعة، عوضاً عن أوبئة عدة كالملاريا والضنك والدفتيريا وغيرها كان للأطفال النصيب الكبير منها.
وأوضح أن عمى وصممَ الأمم المتحدة جعلها تتعامل مع بيانها الدوري الخاص بالقائمة السوداء لقتل الأطفال وتلك الأرقام التي أحدثتها السعودية وتحالفها باليمن، بدون مبالاة، بل بانعدام الحياء والإنسانية.
وخاطب ناطق وزارة الصحة الأمم المتحدة بالقول: “إذَا لم تكن هذه الأرقام من ضحايا الأطفال التي تسبب بها تحالف السعودية مؤشراً لوضع مرتكبيها بالقائمة السوداء لقتلة الأطفال، فما هي المقاييس التي تعتمدونها؟ وهل أموال السعودية المقياس الأول والأخير في تقاريركم؟”.