حركات المقاومة الفلسطينية تدعو لمواجهة خطة الضم الصهيونية وتعزيز خيار الجهاد
المسيرة: فلسطين المحتلّة
دعت فصائلُ المقاومة الفلسطينية، إلى المشاركةِ الواسعةِ في الفعاليات الجماهيرية والشعبيّة التي تخرج ضد سياسة الضم الصهيونية.
حركة المقاومة الإسلامية “حماس” دعت الفلسطينيين للانتفاض في وجه الاحتلال رداً على الخطة الصهيونية لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلّة، مشدّدة على ضرورة تعزيز المقاومة بكل أشكالها.
وفي السياق، دعت القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية، خلال اجتماع لها، أمس الأول، إلى المشاركة الواسعة في الفعاليات الجماهيرية والشعبيّة التي تخرج ضد الاستيطان وسياسة الضم.
وأكّـدت القوى أهميّة تظافر الجهود لإجهاض قرار ضم الأراضي الذي يأتي في صلب برنامج حكومة الاحتلال لمحاولة تمرير ما يسمى “صفقة القرن” الهادفة لشطب حقوق الشعب الفلسطيني، مشدّدة على أهميّة سرعة وضع آليات لمواجهة هذه السياسة العدوانية من قبل المجتمع الدولي، وأهميّة المواقف والقرارات الصادرة عن كُـلّ أطراف المجتمع الدولي وما يتطلبه من فرض عقوبات ومقاطعة على الاحتلال، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين في ظل التصعيد العدواني والإجرامي، خَاصَّة بعد قرارات القيادة بالتحلل من كُـلّ الاتّفاقات مع الاحتلال.
وشدّدت على أهميّة تكثيف كُـلّ المساعي والاتصالات الهادفة لرفض سياسة الضم الاحتلالية ومحاولة شرعنة المستوطنات الاستعمارية غير الشرعية وغير القانونية واضطلاع المجتمع الدولي والمؤسّسات الدولية بدوره في التأكيد على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي.
ودعت القوى إلى التصدي للمستوطنين الذين يعربدون في الشوارع ويعتدون على المواطنين الفلسطينيين ويقطعون الاشجار ويسرقون المحاصيل بحماية جيش الاحتلال، مترافقاً مع ما يجري في القدس المحتلّة من اقتحامات يومية للمسجد الأقصى المبارك ومواصلة التهويد والاستيطان وهدم البيوت والإعدامات بدم بارد كما جرى بتصفية الشاب من ذوي الاحتياجات الخَاصَّة الشهيد إياد الحلاق.
إلى ذلك، حذر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، من أن تنفيذ خطة الضم الإسرائيلية ستدمّـر السلطة الفلسطينية وتنهي الحل التفاوضي للصراع.
وفي لقاء عقده عريقات الأحد مع صحفيين إسرائيليين وأجانب في مدينة رام الله، قال: إن ضم “إسرائيل” أجزاء من الضفة الغربية “يعني تدمير السلطة الفلسطينية، وستكون هذه نهاية الحل التفاوضي”.
وَأَضَـافَ أنه “إذا أقدم (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على ضم إنش (وحدة صغيرة لقياس الطول) واحد من الأراضي الفلسطينية المحتلّة فسيكون بذلك قضى على أي احتمال للسلام في المنطقة”.
من جهته، قال عضو الكنيست الصهيوني اوفير اكونيس، النائب عن حزب الليكود: “إن إعلان السيادة الإسرائيلية على أراضي في الضفة الغربية سيبدأ في الأسابيع القليلة المقبلة وستشمل أجزاء من الأراضي في المناطق المعرفة C”.
وصرّح النائبُ اكونيس خلال لقاء إذاعي صباح أمس “ان الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لمثل هذا الإجراء”.
بدوره، أعلن مصدر أردني أن عمان أبلغت المسؤولين الإسرائيليين أنها لن تقبل بأي ضم لا أحادي ولا قسري، وإن أي ضم هو خرق للقوانين الدولية واحتلال للأرض الفلسطينية، ويعمل الأردن إلى جانب السلطة الفلسطينية وبمؤازرة الاتّحاد الأُورُوبي، على الضغط على الولايات المتحدة لثني حكومة نتانياهو عن أطماعها التوسعية.
إلى ذلك، زعم رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء اليوم الاثنين، أن تطبيق خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلّة لن تتم دفعة واحدة.
وقال نتنياهو وفقًا لما ذكرته القناة السابعة العبرية: “إن خطة الضم ستنفذ على مراحل متعددة وقد تم نقاش تطبيق الخطة مع كبار ضباط الاحتياط في جيش الاحتلال”.
وأضاف: “لا يتم الضم مرة واحدة، ولكن سيتم تنفيذه على مراحل”، مُشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت موافقة غانتس وأشكنازي حول تطبيق خطة الضم.
وفي ذات السياق، قالت صحيفة “إسرائيل اليوم”: إن من أسمتها بالدول العربية المعتدلة – المطبعة، أبلغت رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن “خطة الضم الإسرائيلية” لأراض بالضفة الغربية سيتم تنفيذها بالتدريج، وهو ما يؤكّـد تخاذل الموقف العربي وتحديداً الخليجي وتماهيه مع المخطّطات الصهيونية.
ونقلت الصحيفة، أمس الأول عن مصادر دبلوماسية “عربية” أن تل أبيب وواشنطن اتفقتا على تنفيذ مخطّط ضم المستوطنات بين شهري يوليو وسبتمبر من العام الجاري.
وحسب صحف عبرية، فإن الإمارات تأتي على رأس قائمة المتواصلين مع الكيان الصهيوني لتنفيذ خطة الضم تدريجياً، فيما اعتبر مراقبون أن هذه التواصلات تأتي في سياق خوف الدول المطبعة من ارتدادات الرأي العام العربي والإسلامي تجاه خيانتها؛ ولذا لجأت للتواصل مع كيان الاحتلال لاقتراح تدرج تنفيذ الخطة كطريقة فاعلة في امتصاص غضب الشارعين العربي والإسلامي.
وفي إطار الاحتجاجات الدولية تجاه خطة الضم الصهيونية، شارك المئات من المتضامنين الهولنديين وأبناء الجاليات الفلسطينية والعربية الإسلامية، في التظاهرة الداعمة لفلسطين، أمس الأول، في العاصمة أمستردام، والتي دعت لها عدة مؤسّسات هولندية وفلسطينية؛ لرفض قرار الاحتلال حول ضم الأغوار ومناطق في الضفة الغربية المحتلّة.
وندّد المشاركون في التظاهرة بالاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني، وسياسة التوسع والاستيطان الإسرائيلي وسرقة الأراضي الفلسطينية.
كما دعوا إلى مواجهة السياسات الإسرائيلية القمعية والعنصرية بحق الفلسطينيين، وإلى وضع حَــدّ للدعم الأمريكي من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحكومة الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
يشار إلى أن الحكومةَ الصهيونيةَ تعتزمُ بدءَ إجراءات ضم منطقة غور الأردن والمستوطنات بالضفة الغربية المحتلّة مطلع يوليو المقبل، وهي خطوة تضمنتها خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أعلن عنها أواخر يناير الماضي.
وتشير تقديرات فلسطينية إلى أن الضم سيصل إلى أكثر من 30% من مساحة الضفة الغربية.