تصاعد الخلافات بين السعودية ومليشيا “الانتقالي” التابعة للإمارات
المسيرة | خاص
ظهرت خلال اليومين الماضيين المزيدُ من ملامح الخلاف الكبير بين السعودية ومليشيات ما يسمى “المجلس الانتقالي” التابع للإمارات، مؤشرٌ على تصاعد التوترات السياسية، في الوقت الذي تتصاعد المواجهاتُ بين المرتزِقة الموالين للرياض والمليشيا المدعومة من أبو ظبي في عدد من المحافظات الجنوبية، الأمر الذي يؤكّـد مجدّدًا على ثبوت فشل ما يسمى “اتّفاق الرياض” وينذر بتوسع رقعة الصدامات.
الخلافُ بين الرياض والمليشيا الموالية للإمارات عاد إلى الظهور مجدّدًا، الخميس، بعد قيام السعودية بتسريب معلومات لوكالة “رويترز” تفيد بتقديم “مقترح” سعودي لإنهاء المواجهات الدائرة بين حزب الإصلاح والمليشيا في المحافظات الجنوبية، وبالذات في أبين، وبحسب رويترز فإن المقترح يتضمن البدء بـ”تقاسم السلطة” بين طرفي المرتزِقة ووقف إطلاق النار بينهم في أبين، وإلغاء “حالة الطوارئ” التي أعلنتها مليشيا الانتقالي، وَأَيْـضاً سحب القوات التابعة للمليشيا من عدن وإعادة نشرها في أبين.
التسريباتُ أكّـدت على وجود الخلافات بين السعودية والمليشيا، حيث تمثل بنود “المقترح” في مجملها “عرضاً” مقدماً إلى المليشيا بشكل خاص وليس إلى طرفي المرتزِقة معاً، وهو الأمرُ الذي يفسره الصدامُ المستمر منذ أشهر بين المليشيا والسعودية، حيث يشي المقترحُ بأن المليشيا تتبع توجيهات أُخرى (إماراتية لا شك) لرفض التوجّـه السعودي الواضح نحو تحجيم دورها، وهو ما وضّحته الأحداثُ خلال الفترة الماضية وبالذات في عدن.
لكن ذلك لم يكن المؤشر الوحيد على تصاعد الخلافات، إذ سرعان ما نفت مليشيات الانتقالي على لسان المتحدث باسمها، المرتزِق نزار هيثم، صحة التسريبات التي نقلتها وكالة “رويترز”، حيث قال هيثم إن المليشيا لم تتلق أية مبادرة، وهاجم الإعلام السعودي لنقله هذه التسريبات، قائلاً إن “الهدف منها خلق البلبلة وإحباط المقاتلين”.
إلى جانب ذلك، نفى نائبُ رئيس ما يسمى الإدارة العامة للشؤون الخارجية لمليشيا الانتقالي، المرتزِق محمد الغيثي، وجود أية مبادرة سعودية، وطالب حكومة الفارِّ هادي بأن تنسحب “فوراً” من أبين وشبوة.
وشن العديدُ من ناشطي المليشيا هجوماً على التسريبات السعودية ووصفوها بأنها “جس نبض” وَ “محاولة للإرباك”.
ردودُ فعل أتباع المليشيا بالمجمل أكّـدت على توسع الخلاف مع الرياض، وهو خلافٌ كان قد ظهر مسبقًا على العلن عندما قامت السعودية بمنع عدد من قيادات المليشيا من العودة، كما قامت بتحريك قوات تابعة لها لمواجهة المليشيا داخل عدن.
ويأتي هذا في الوقت الذي تتصاعد فيه المواجهات بين المليشيا المدعومة من الإمارات وقوات حكومة المرتزِقة وحزب الإصلاح المدعومة من السعودية في عدد من المحافظات الجنوبية، وبالذات في أبين وشبوة.
وتؤكّـد هذه التوترات المتصاعد مجدّدًا فشل ما يسمى “اتّفاق الرياض” الذي لم ينفذ طرفا المرتزِقة أي بند من بنوده، وبحسب مصادر إعلامية فإن مليشيا الانتقالي كانت تطالب بالبدء بتقاسم السلطة مع حزب الإصلاح قبل المضي في وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي يبدو أن السعودية لا تحبذه بالنظر إلى تصاعد خلافاتها مع المليشيا.