أمريكا وصرخةُ الشّهيد القائد
أشواق مهدي دومان
أما آن للعالم أن يصرُخَ في وجه الشّيطان الأكبر (أمريكا) بالموت لها، فهي مَن صنع الموتَ في آخر موضة له فسمّته: “كورونا”، وَقد صدّرته للعالم مع سبق الإصرار وَالترصد لإهلاكه، وَإزهاق روحه.
أمريكا التي سبق وَصدّرت فيروساً قاتلاً أَيْـضاً، لكنّه فيروس فكري وَوزّعته على العالم بذراعاتها الأخطبوطِية، فكان ذراعاً من داعش وَذراعاً من النّصرة وَذراعاً من القاعدة، وَكلُّها بناتُ الوهَّـابيّة وَالإخوان المسلمين، وَكلها تعتنق التّكفير وَكلّها منتج أمريكي، وَقد آن الأوانُ للعالم كلّه أن يفعلَ ما فعله رجلٌ من هذا العالم منذ 2002 حين أصدر قرارين بحقّ أمريكا، أولهما لُغوي نفسي معنوي يضرِبُ أمريكا بشدّة ضربة نفسيّة معنويّة، وَيواجهها بتلك اللغة وَالشّعار كما يواجه الأمنيُّ مجرماً بحقيقة إجرامه، فيقول له في وجهه: أنت مجرم.. قاتل.. إرهابي.. مستعمر.. فالموتُ لك..
نعم قالها الشّهيد القائد / حسين بن البدر الحوثي في 2002 وَصرخ بوجه أمريكا رأسِ دمار العالم، قالها: الموتُ لأمريكا، فأمريكا من ضربت هيروشيما (قبلاً)، وَمن تحاصر كوبا، وَمن أفسدت في أفغانستان، وَمن حاولت استعمار الصّومال، وَمن أزهقت روح العراق وَأدخلتها عبر عميلها صدام حسين، فحاربت إيران لتضرب عصفورين بحجر فتتخلّص من عميلها صدام بعد الاستفادة منه، وَتدمّـر إيران كدولة إسلامية حرة مستقلة ذات سيادة لا تؤمن بأمريكا إلّا كندٍّ لو صدقت معها، وَلكنّ أمريكا كذيل الكلب الأعوج وَالذي لن يستقيم، فما زالت أمريكا تحاصر إيران مدة الأربعين عاماً عقاباً على حريتها، كما عاقبت صعدة في ستة حروب وَكان عميلُها الذي حارب بالوكالة عنها عفّاش وَالإخوان المسلمين في مملكتهم (بني الأحمر).. عفّاش وَالإصلاح اللذان ما زالا وجهين لعملة واحدة كما أثبتته وَتوثّقه الأيّام التي كشفت القناعات فسقطت، وَرأى الشّعب اليمني وَالعالم أنّ من باع اليمن هم الأحمريّون وَمعاونوهم أَو خبزهم وَعجينتهم.
عفّاش الذي أراد تفكيك الوحدة في 1994 فخاض حرباً على الجنوب ليمهّد وَيهيئ الشّعب لكره بعضه، وَالحقد على بعضه، ليكون الانفصال الخيار المرّ هو الحلّ الوحيد بين الشّمال وَالجنوب، وَكما فصلت أمريكا شمال السّودان عن جنوبه، فقد كان لليمن نفس السّيناريو، نعم: أمريكا رأس الأفعى الماسونية، أمريكا معقل الإرهاب.
أمريكا من تهندس عقول الدّواعش وَالوهَّـابيّين وَالإخوانجعفاشيّين، وَها هي اليوم قد هندست فيروساً لتقتل العالم الذي رفضها في الصين وَكوريا وَاليابان بتصنيعه وَتفوقه عليها.
أمريكا التي تحتلّ فلسطين وَتبيعها لبني إسرائيل، وَحكام العرب لديها متطبّعون قد طُبع على قلوبهم الذّلّة وَالمسكنة كاليهود، فمن اتخذ قوماً أولياءه صار منهم وَقد اتخذ الإخوانجعفاشيّون من اليهود أولياء فصاروا مثلهم، بل إنّ العرب مُجَـرّد نعال لأمريكا.
أمّ إسرائيل حيث أنّ أباها هو بريطانيا كثالوث شيطاني استعماري أرقم، أمريكا من تحلب السّعودية وَالإمارات، وَتبني قطر قاعدة لها، وَتتحكّم في البحرين، وَتدرّب الدّواعش على يد أردوغان في تركيا، لتقتل سوريا التي تهزم داعش وَتنتصر بجيشها الأسدي على أمريكا وَأردوغان وَإسرائيل.
أمريكا من وجّهت إسرائيل فحاربت لبنان، فكسر يدها سيدُ المقاومة السيّد / حسن نصر اللّه، وَهزمها هزيمة نكراء، وَدحر جيشها الذي لا يُقْهَر في 2006.
أمريكا من دمّـرت ليبيا.
أمريكا التي أرعبها التّقدم وَالتّطور الصّناعي للأسلحة في إيران المحاصرة..
أمريكا التي احتلت العراق وَنسفتها وَما زال جنودُها على أرض العراق؛ لأَنَّها غرست الفُرقة بين أهل البلاد فجعلت من وهَّـابيتها سكيناً تذبح محبّي آل رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وَآله وَسلّم)، وَقد أرادت أن يحصل في اليمن نفس سيناريو العراق، فأوحت إلى شياطينها أنّ الحوثي سيغيّر قرآنكم فإذا به يثبّت القرآن وَيستنطقه سلوكاً وَتطبيقاً، بينما أماتت الوهَّـابيّة القرآن كلام اللّه وَأحيت كلام البشر بتضخيم قيمة ما يسمّى السّنة التي أكثر صحيحها مكذوب على رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وَآله وَسلّم).
أمريكا التي حذّر الشّهيد القائد / حسين بن البدر الحوثي من دخولها اليمن عبرَ بوّابة محاربة القاعدة التي على هرمها (أسامة بن لادن) المصنوع أمريكيًّا ليفجّر أبراجها، فيكون العذر لدخول اليمن بعد تأسيسه القاعدة في حضرموت عام 1996- 1997 على يد عفّاش الذي أعطى رايات القاعدة وَوزّعها على فرق منها وضعها في يد ابن أخيه طارق، وَمنها في يد الجنرال العجوز (علي محسن الأحمر)، وَالمطوّرة (داعش) في يد الدّنبوع (أمينته) عبر بوّابة المبادرة الخليجيّة التي كانت تقضي بتمزيق اليمن باسم أقلمته إلى ستة أقاليم لتسهيل دخول أمريكا بجدارة وَثقة بعد التّمهيد لذلك بتفجير منظومة الدّفاع الجوّي اليمني أَيْـضاً على يد عفّاش في 2005، وَ2009، وَبعد السّتة حروب على صعدة حيث وَما زالت أمريكا وَرغم تلك الحروب إلّا أنها لم تفلح في نزع الفكر القرآني الذي رواه الشّهيد القائد حسين بن البدر الحوثي بدمه الطّاهر وَدماء رجاله، فصعدة ما زالت مخيفةً لأمريكا وَأزلامها (عفّاش وَشركائه)..
بل إنّ حروب صعدة وَقتل الشّهيد القائد قد أشعلت الثّورة القرآنية اليمانية من جديد في نفوس أحرار هذا الشّعب الأبيّ الحرّ، فبات من الضّروري التّمهيد لحرب كبرى على المسيرة القرآنيّة بمبرّر تطهير اليمن من الحوثي الانقلابي، وَإعادته للشّرعية العفاشيّة الإخوانجيّة الدّنبوعيّة، فهؤلاء هم عملاء أمريكا بينما عدوّ أمريكا أنصار اللّه بقائدهم السيّد القائد / عبدالملك بن البدر الحوثي، الذي أخذ الراية عن أخيه الشّهيد وَواصل مسيرته القرآنية التي وصلت إلى كُـلِّ فكر وَعقل وَلبّ وَقلب حرّ، وَاشتعلت اليمن ثورة قرآنيّة تصرخ في وجه أمريكا وَتكشف زيف حضارتها، وَلأنّ أمريكا تدرك خطورة حركة (أنصار اللّه) فهم المكوّن اليمني الوحيد الذي لم يقبل وَلن يقبل احتلالها، أمّا من فجّر سلاح بلاده ليسهل للمحتلّ أخذ بلاده فلا تسميه القوانين وَالشّرائع إلّا خائناً عميلاً مرتزِقاً، وَفي الجانب الحرّ المشرق من اليمن، ظلّ بركان المسيرة القرآنيّة هادراً في كُـلّ اليمن الشّمالي، وَما استطاع إيقافه زيف أَو خداع، فخيرة الرّجال تركوا عفّاش وَبقيّة الخونة وَالمرتزِقة، وَعرفوا الحقّ وَالتحقوا بهذه المسيرة الغرّاء، وَهنا ازداد الأمر خطورة على أمريكا التي جمعت تحالفاً من ثمان عشرة دولة لتحارب الشّعب الرّافض للاحتلال، وَاحتفظت بعملائها في فنادق وَشقق الرياض وَمصر وَ… لتعيدهم إلى اليمن حال حاجتها إليهم بعد حلمها الواهم بأنها ستتخلص من أنصار اللّه.
جاءت أمريكا تنتعل مرتزِقة اليمن لتقتل الإيمان وَالحكمة اليمانيّة، وَتمنّي عملاءها بعودتهم زعماء وَرؤساء لتكرّر ملهاتها العملائيّة، وَلكنّها فشلت وَانهزمت أمام رجال المسيرة القرآنية الذين ثبتوا وَصمدوا وَانتصروا في خمسة أعوام، انتصروا فجن جنون أمريكا المنهزمة وَقد أتت بلفيف أسلحة عظمى الدول وَقصفت هذا الشعب بالفسفوري وَالنيتروني وَالجرثومي وَالفراغي وَالعنقودي وَ…، وَاليوم تقصف العالم وَتخرج حقدها الدفين على البشرية فتقصف العالم بفيروس كورونا.
أمريكا وَعقليتها الاستعمارية الميكافيلية التي لا تؤمن إلّا بـــ: “الغاية تبرّر الوسيلة”، فهدفها استعمار العالم، وَقد سكنها الإحباط تماماً خَاصَّة في انتصارات محور المقاومة الذي تتبنّاه: اليمن، إيران، سوريا، لبنان، العراق.
أمريكا التي تحرّض الهندوس على المسلمين في الهند، وَتبني الكنائس وَتشرف على المراقص في السّعودية التي حظرت العمرة، وَغداً ستحظر الحجّ لتهدم أركان الإسلام ركناً ركناً، فاليوم تبيع الأقصى وَغداً تهدم الكعبة، أمريكا من تخاف الأحرار وَترى الحمقى وَالمنافقين وَالمحايدين وَالعملاء وَالخونة وَالمرتزِقة بأنّهم لا يساوون جناح بعوضة لديها، ولا تستغربوا حين ذكرت الحمقى وَالمغفلين وَالمحايدين وَالمنافقين مع المرتزِقة وَالخونة فهم جميعاً يخدمون العدو وَمشاعرهم متبلدة عقائدياً وَوطنيًّا وَأخلاقيًّا وَإنسانيًّا، وجميعهم يظنّون أنّهم يستعطفونها بعمالتهم أَو حيادهم، وَيرون أنّهم يخطبون ودّها بينما أمريكا تراهم مُجَـرّد أحذية تصل بارتزاقهم وصمتهم وَحيادهم إلى أوطانهم وَهم لا يشعرون، وَلا فرق بين المرتزِقة دمى أمريكا التي قصفت صغارهم بنيران صديقة في الجبهات حين لم يحقّقوا نصراً بل هزموها، بينما تحتفظ بالنّسخ الارتزاقيّة الكبيرة لديها في مستعمراتها وَشققها وَإن تأكّـد لها عدم فاعليتهم ستجد طرقاً ناجعة للتّخلّص منهم بكلّ هدوء..
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)، وَكُـلّ مرتزِق عميل خائن ظالم، وَمثله الصّامتون المحايدون الذين يقلّلون من شأن الصّرخة التي كانت بمقام الضّربة المعنويّة المدويّة، وَالصّاعقة التي صعقت مسمع أمريكا قولاً وَحرباً معنويّة تبعتها حرب ميدانيّة قهر فيها جيش الأنصار أقوى ترسانات الأسلحة العالميّة، فكانت الصّرخة شعاراً وَموقفاً صرخ به سيّد الشّهداء في هذا العصر الشّهيد القائد، وَالذي توقّع من أمريكا حتّى حربنا بيولوجياً، وَلكأنّه حاضر بيننا ففي ملازمه حذّر من أمريكا وَتوقّع حربها الجرثوميّة هذه.
أمريكا التي حان أن يصرخ العالمُ كُـلّ العالم في وجهها، وَبصوت واحد: اللّهُ أكبر – الموتُ لأمريكا – الموتُ لإسرائيل – اللعنةُ على اليهود – النّصرُ للإسلام.