هزّت عروشَ الظّالمين
عبد الفتاح علي شمّار
امتلأ قلبُه باليقين، فأطلق صرختَه في وجه المستكبرين، فأثار خوفَ مَن كان المفترَضَ بهم أن يكونوا من المكبّرين، فكانوا أداةً للطّاغين، وحربًا على المستضعفين المؤمنين.
حروبٌ ستٌّ لا لشيء إلا لترضى ماما أمريكا، ولكنها أم لئيمة رمت كُـلّ ما قدّموه لها من تضحيات بإنسانيّتهم وإسلامهم وعروبتهم وهُويتهم اليمنية الإيمانية وراء ظهرها وداست عليهم بلا هوادة في سبيل إفساح الطريق لعملاء أكثر استعدادا للانبطاح دون أن يطلبوا مقابلا لانبطاحهم، حيث ملّت دولةُ الاستكبار الرائدة في مجال قتل الناس ونهب ما معهم منذ نعومة أظفارها -والهنود الحُمر خير شاهد وأوضح وأظهر برهان- من ابتزازهم لها بطلب مبالغ مالية ونسب من الثروات وهي تريد أن تأخذ كُـلّ شيء دون أن تعطي أي شيء، رغم أن ما تأخذه ليس من حقها أصلاً، واليوم وبعد أن استبدلت وجوهاً قبيحة بوجوه أكثر قبحاً، إذ حَـلّ السيسي مكان مبارك، وحل “الدنبوع” محل عفّاش، وبرهان الصهيوني محل خادم آل سعود البشير، ولم يشفع لهم ولا لغيرهم من الخونة تاريخ عبوديتهم الطويل لأمريكا ها هي تبتزهم كَثيراً وتعطيهم قليلاً من الفضلات.
تعالوا نتأمّل الفرق الكبير بين حال من رفضوا أن يصرخوا وكيف أضحوا كرة قدم تركلها أمريكا بالاتّجاه الذي تريده وفي الوقت الذي يروق لها ذلك فيه، وبين من ردّدوا شعار الحقّ الذين تقول لهم أمريكا اسكتوا قبل أن أضربكم فيردّون بصفعها دون خوف أَو وجل؛ لأَنَّهم يرونها قشّة لا أكثر، ولا يمكن لمؤمن صادق الإيمان إلا أن يراها كذلك، فهذا الـسيّد القائد من اليمن يشير إليها بإصبع الاتّهام أنها من تقف وراء جرائم اليهود المحتلّين لأرض فلسطين، وأنها من كانت وراء انتشار الأوبئة فيما مضى وفي الوقت الحاضر؛ لأَنَّها لا تهتم إلا بالسيطرة ولو كان الثمن إبادة البشر وتدمير الأوطان، وما هيروشيما وناجازاكي من آثار جرائمها ببعيد.
ها هي اليوم دولة الطاغوت تثبت صدق ما ذهب إليه قائدُ ثورة إيران الإمام الخميني والذي أطلق عليها لقب: “الشيطان الأكبر”، إذ تقومُ راعية حقوق الإنسان المزعومة بقتل المتظاهرين؛ لأَنَّهم رفضوا أن يُقتَلوا بصمت وهم يضحكون ويرحبون بالرفاهية على طريقة الاستخبارات الأمريكية، حيث يمارسون الترفيهَ على طريقة الحَجّاج الذي قتل من سقاه وعلّل فعلته بأنه لم يجد له ثواباً إلا الجنّة، أَو على طريقة الأفلام السينمائية التي يقوم فيها الشيخ الوهَّـابي التكفيري بربط حزام ناسف على خصر أحدهم وهو يعده بالجنّة، ولكنه يحرص على ألا يرتديَ ذلك الحزامَ ابنُه أَو أحدُ أقربائه أَو أصدقائه، أما ترامب ونظام دولة الجريمة المنظمة بغطاء أممي “أمريكا” فهم يقتلون تحت غطاء النظام والقانون، وبذلك استباحوا من قبل سفك دم مواطن لا ذنب له إلا أن سيده الشرطي الأبيض يكره اللونَ الأسود ويعتبر السودَ ممن لا حقَّ لهم بالبقاء، وكم هو مقرف ومثير للسخرية والاشمئزاز أن يكون ذلك هو منطق شرطة أمريكا وساستها وُصُـولاً إلى كبير مجرميها ترامب!!!!!
لهذا وغيره، فقد أيقنت بأن الشّعار ليس إلا سلاحٌ وموقفٌ لمواجهة الطغيان الذي فاق مجالَ الصبر وتجاوز كُـلّ الحدود.