ثورة اللاوعي واللامسؤولية ذات أهداف صهيونية
إكرام المحاقري
لطالما طرح العدوُّ الصهيوني أوراقه السياسية الفاشلة على طاولة العملاء؛ مِن أجلِ تمرير معاملة ملف الاحتلال ولتكسب الصهيونية رهانها الخاسر، في حال انقادت الشعوب لتكون ورقة رخيصة لتعجل من الأزمة التي خلقتها الصهيونية أسباب ثورة ذات اتّجاه معاكس، لها أهداف ماكرة شيطانية تساوم على الكرامة مقابل لقمة العيش.
فمثل هؤلاء الذين لا نستطيع إلّا أن نطلق عليهم اسمَ بلطجية ذات دفع مسبق وقانون مرتهن، لا يعون خطورةَ المشروع الصهيوني الذي لطالما شن الحروب الضارية على لبنان بشكل عام وليس على حزب الله كفئة معينة أَيَّـام حرب الـ 2000م وَ2006م، ولم يعوا أن ذات مشروع الاحتلال ما زال ساري المفعول حتى اللحظة، لكن بطريقة سياسية اقتصادية كما هي عسكرية في حدود سوريا وحدود لبنان في بعض الأوقات.
هناك مثل أمريكي مشهور يتحدّث عن السلام وارتباطه الوثيق بالسلاح التي طالبت الشعوب المغفلة في لبنان بنزعه من حزب الله وتسليمه للقوى الشيطانية التي لطالما تربصت بمحور المقاومة الشر والهلاك، ولن يتوانوا لحظةً واحدة في سفك دماء العميل قبل العدوّ، فهذا المثل القائل: إذَا أردت السلام احمل السلاح، لم يعِ حقيقته إلّا أُولئك الأشخاص الذين يفكرون بعقولهم لا بقلوبهم..
فأين الشعب اللبناني اليوم أَو أين تلك الشلة القليلة من مفهوم هذا المثل الخطير أمام تلك الشعارات التي ندّدت بتسليم ونزع سلاح حزب الله؟!
وللشعب اللبناني عبرة ودروس عظيمة في كُـلّ ما حدث في اليمن حين أَيَّـام نظام صالح في العام 2005م، وما بين العام 2007 م- 2014م، حيث قامت القوى الأمريكية بحرق وتدمير صواريخ الدفاع الجوي اليمنية وتفجيرها بدقة عالية خذلت السيادة اليمنية وجعلت القوة العسكرية سلاحاً وجيشاً قوة هشة مفككة قابلة للاختراق في أي وقت، وهذا ما حدث في العام 2015م حين شُنَّ العدوان الإجرامي على اليمن، وبدأت القوة العسكرية في اليمن بتصنيع وتطوير الأسلحة العسكرية من تحت درجة الصفر.
فهل تريدون لبلدكم أن يقع بإشرافكم وعقولكم هذه إلى هذه النقطة ومقابل ماذا، قد يكون مقابل رغيف خبز لن تهنؤوا حتى بأكله في حال تواجد الصهاينة اللئام في الأراضي اللبنانية، وفي حال نزع سلاح حزب الله وتواجدت القوى الصهيونية في الشوارع والأراضي اللبنانية، فمن سيواجه الاحتلال وبماذا ستدافعون عن أنفسكم؟! فهل حينها ستصلون للسلام؟!
في جميع الحالات ومع تعدد الأسباب، فهذه لا تسمى ثورة، بل مؤامرة وفتنة ومخطّط صهيوني بامتياز، وما هذه الشعارات إلّا علامة للاستسلام والركوع أمام الصهاينة وتجاهل للنصر المبين الذي حقّقه حزب الله في العام 2000م والعام 2006م أودت بقوى الصهاينة إلى مزبلة التاريخ، وما زالت تبعاتُ تلك الهزيمة تلاحقهم حتى اليوم، فلا تخنقوا أنفسكم في الوقت الذي صرخت فيه شعوب دول الاستكبار العالمي بشعار: “نريد أن نتنفس”..