من (وعي) خطاب السيد القائد بمناسبة أسبوع الصرخة
عبدالفتاح حيدرة
الصرخةُ والشعارُ الذي أطلقه الشهيدُ القائد المؤسّس للمسيرة القرآنية -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- يضعُ بصماتِ (وعيه وقيمه ومشروعه) اليوم على كُـلّ شيء في هذه الدنيا، وَكما جاء في حديث السيد القائد اليوم بمناسبة أسبوع الشعار (سلاح وموقف)، سلاح وموقف يسقط أكبرَ دول العالم وأكثرها استكباراً، فبينما النظام الأمريكي صاحب الحريات والديمقراطيات الزائفة، التي حكمت وتحكمت بها في دول وشعوب العالم يقوم بقتل وسحل وضرب وسجن أبناء البشرة السوداء (السود) في أمريكا، يخرج لنا (وعي قيم ومشروع) شعار المسيرة القرآنية وبدعوة من السيد القائد صريحة وواضحة وَللحكومة اليمنية بوضع برنامج طويل الأمد يمنح (أحفاد بلال) كافة حقوق المواطنة في اليمن والمشاركة المجتمعية الفاعلة.
إنها مقارنة لا يمكن أن يستوعب قوتها وهيبتها سوى العقل الواعي، فحديث السيد القائد ركّز اليوم على توضيح بداية مرحلة جديدة من المواجهة مع قوى العدوان والاستكبار التي تستهدف (وعي ومشروع) الصرخة والشعار، مرحلة صراع ثقافي وأخلاقي واجتماعي وسياسي، يبان فيه الخبيث من الطيب، وتأتي أهميّة (الوعي) بالشعار في هذه المرحلة من كونه وعياً يؤكّـد أنه لا توجد قوة تعادل قوة شعب فيه كُـلّ فرد ومواطن مؤمن بذاته، ولا يوجد نظام قادر على حكم شعب إلا برضا هذا الشعب وبهُويته الإيمانية، وهذه الدعوة تؤكّـد لنا أنه إذَا كنا نريد التغيير الحقيقي فيجب أن يزرع كُـلّ مواطن في نفسه فكرة أنه قادر بإذن الله، مستعيناً ومتوكلاً على الله.
كما حرص القائد على توضيح أهميّة (مشروع) الشعار التي تأتي من كونه شعاراً عملياً وتوعوياً بناءً لوعي الأُمَّــة كلها، الأُمَّــة التي هي بحاجة لمشروع تنويري ذي بصيرة فذة، وذي طابع عملي وخطوات عملية، ليتجسد موقف الشعار ضد موقف الانحراف، علينا أن نزرع فكرة أن كُـلّ مواطن وكل الشعب أصحاب تاريخ وهوية إيمانية مرتبطة بالله، وفكرة أن كُـلَّ فرد وكل الشعب هم أصحابُ مشروع بادئي الحضارة ومعلمي البشرية القيم والوعي، وهذا الكلام ليس خداعاً للنفس ولا شيفونية، كما يحلو لأدوات العدوان أن يصوروها ولكنها حقائقُ تاريخية.
الوعي اليوم الديني والثقافي والفكري والإعلامي والسياسي هو يجب أن يعلم كُـلُّ إنسان وكل فرد وكل مواطن في هذا الشعب اليمني الحر، أنه ثار مرات عديدة في تاريخه على الظلم والظالمين، وأن وعيه القرآني ومشروعه المرتبط بالله وَبهدى الله هو وقود وعي الشعب اليمني بذاته في تحمله للمسئولية، وأن فكرة أنه غير قادر، وأنه كسول، وأنه أقل شعوب الأرض وعياً، فذلك يخدم النظام العالمي المستبد حتى لو لم يقصد قائله أَو مروجه ذلك، والوعي اليوم هو أن لا يخدم أحد نظاماً يطحنه ويستعبده وينهب ثرواته ويقتله ويجوعه.
الوعي الذي يدعونا السيد القائد لاكتسابه اليوم هو الوعي بهدى الله الذي لا يزرع اليأس؛ لأَنَّ اليأس والإحباط والتثبيط يصب في صالح دول الشر والباطل وأدواتهن، ونقيض ذلك هو التمسك بهدى الله والتوكل عليه مما يعني إيجاد الأمل والعمل في التغيير، وهنا أكثر ما لفت انتباهي هو حرص وعي ومشروع السيد القائد في حديثه، على توحيد المعركة مع كافة دول محور المقاومة (فلسطين – إيران – لبنان – سوريا – اليمن) ضد العدوّ الصهيوني والأمريكي وأدواتهما في المنطقة، وتنسيق جهودها في صناعة الوعي المواجهة لدول الشر والباطل والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبوساطة بريطانيا وبإدارة الصهيونية العالمية، فالمرحلة اليوم هي مرحلة وعي إعلامي وثقافي وسياسي يسقط أمامه التضليلُ والباطلُ والزيف الأمريكي والصهيوني وأدواتهما.