المجاهد عبد الكريم الرازحي -أحد المكبِّـرين الأوائل- في حوار خاص مع “المسيرة”:
- التحقيقات التعسفية كانت من أشد ما واجهتنا في المعتقل والسفير الأمريكي بصنعاء كان يشارك فيها بنفسه
- كنا نتعامل مع العساكر بكل احترام وتقدير وكان بعضهم يبكي عندما ينهالون علينا بالضرب ونقول لهم إن عدوتنا هي أمريكا
المسيرة – حاوره أيمن قائد
وصف أحدُ المكبِّـرين الأوائل المجاهد عبد الكريم الرازحي قصتَه التي عاشها داخلَ أسوار الأمن السياسي بالكابوس المرعب، مُشيراً إلى أن السلطات تعمدت منعَ المعتقلين من رؤية الشمس لعدة أشهر، والبعض لمدة سنتين.
وأكّـد الرازحي أن التحقيقات الأولى في السجن كان يشرف عليها السفير الأمريكي بصنعاء آنذاك.
وأوضح الرازحي في حوار خاص مع “صحيفة المسيرة ” أن معركةَ الجامع الكبير هي أولُ معركة تجاه الاستكبار العالمي وعمالة السلطة اليمنية، لافتاً إلى تعرض المكبِّـرين للكثير من الضغوط والممارسات التعسفية للتراجع عن الهُتاف بالشعار وعدم العودة إلى الشهيد القائد.
وذكر في حديثه بعضاً من المحطات الخالدة التي ساعدته على الصمود أمام كُـلّ وسائل التعذيب التي تعرض لها خلال فترة حبسه.
إلى نص الحوار:
– بدايةً كيف كانت الانطلاقة وما هي الدوافع التي جعلتكم تذهبون لتصرخوا في الجامع الكبير رغم علمكم أن عاقبتَكم ستكونُ السجنَ في الأمن السياسي المتخصص جِـدًّا بالتعذيب والذي غالبًا لا يخرج سجناؤه بحالة صحية جيدة؟
حياكم الله، ونشكرُكم على إتاحة هذه الفرصة للحديث عن أول معركة للمشروع القرآني، حيث كانت الانطلاقةُ بكل حماس وجدٍّ وعزيمة؛ نتيجةً لدوافعَ إيمانية كبيرة جعلت من المكبِّـرين براكين مشتعلةً ضد العملاء، وتلك الدوافع جعلتهم يضحون بأرواحهم وأنفسهم في سبيل الله والقضية.
ولا شَكَّ أن التحَرُّكَ في بداية المسيرة كان قليلاً جِـدًّا؛ بسَببِ عدمِ التغطيةِ الإعلامية وعدمِ معرفةِ كثيرٍ من الناس بالمشروع القرآني؛ بسَببِ ضعف الإمْكَانات الإعلامية وغيرها.
فكان المكبِّـرون آنذاك ينطلقون بدعم وجهود ذاتية بحتة، وهذا في حَــدِّ ذاته يعتبر درساً كَبيراً للناس اليوم..
فالوضعُ بشكل عام كان متعباً بشكل كبير في كُـلّ النواحي النفسية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيرها، ومع ذلك انطلقنا ونحن نحملُ المسؤوليةَ الكبيرةَ كخيارٍ وحيد لما نشاهده من الواقع البئيس الذي فرضته أمريكا وإسرائيل على كُـلّ شعوب الإسلام بشكل عام واليمن بشكل خاص، فكان لا بد لنا من التحَرّك آنذاك.
لقد كانت معركة الجامع الكبير كأول وأهم معركة تجاه الاستكبار العالمي وعمالة السلطة اليمنية، فكانت الصرخة في الجامع الكبير بالشكل التي ضربت عصفورين بحجر، حيث أنها أثبتت عمالةَ النظام اليمني لأمريكا؛ كونه تدخل في اعتقال المكبِّـرين وهو ليس مستهدَفاً، والضربة الثانية لأمريكا نفسها فأفشل مؤامراتها لاحتلال اليمن تحت ذريعة الحرية والديمقراطية الكاذبة الذي أثبت الشعارُ في الجامع أنه لا يوجدُ لهذا العنوان وجودٌ في اليمن؛ بسَببِ اعتقال المكبِّـرين كسجناء رأي داخل الأمن السياسي بصنعاء.
ولا ننسى أن للشهيد القائد -رِضْــوَانُ اللهِ عَلَيْهِ- الفضلَ في تحريك ذلك الوعي الكبير لدينا، وكان الدافع الحقيقي لنا للصرخة في الجامع الكبير والذي قال آنذاك عن تلك الصرخة بأنها المعركةُ الحقيقيةُ والمباشرةُ مع السفير الأمريكي لدى صنعاء.
– كيف كانت المعاملةُ داخل السجن وكيف كنتم تواجهون تلك المعاملات؟
كانت المعاملة أكثرَ من سيئة بل وقبيحة وبكل ما تستطيع أن تصفها به من أوصاف القبح والإساءة وأبشع المعاملات الخبيثة نفسياً وجسدياً وفكرياً وغيرها.
كان مبنى الأمن السياسي لوحده يشكل كابوساً مرعباً، فأنت في غرفة أَو زنزانة أَو عنبر عليك سبعة أبواب مستحيل أن تفكرَ بالهرب أَو أن تحصل لك حالة أنه يمكنك ذلك؛ بسَببِ كثافة الأبواب والمداخل والحواجز وَأَيْـضاً منعونا من الكلام حتى داخل العنابر وحتى من قراءة القرآن.
أما بالنسبة للشمس فلم نخرج إلى الشمَّاسي إلَّا بعد شهرين على الأقل، والبعض جلس منا في الزنازين سنتين من دون أن يرى حتى الشمس.
أما الأكل لم يكونوا يعطوننا في البداية إلَّا (كدمتين) فقط طوال اليوم ونصف سطل رز وربع سطل طبيخ لأكثرَ من ثلاثين فرداً في العنبر الواحد وهكذا عانينا من الجوع وكادت أجسامنا أن تذبل من الازدحام والجوع والحرمان والكبت حتى شكلنا شبهَ ثورة داخل السجن ورفضنا كَثيراً من تلك الإجراءات التعسفية، وقمنا بضرب مدير الأمن السياسي وعساكره في يوم تاريخي وحافل وفي أول إهانة له من قبلنا والوحيدة منذ أن تأسس الجهاز رغم أنهم بسَببِ تلك الثورة قيّدوا أكثرَ من مِئة سجين ونزلوا معظمنا إلى الزنازين الفردية، ولكن بتلك الانتفاضة داخل السجن خفت علينا بعض الإجراءات وجعلتنا نقوم بحريتنا في الكلام وحفظ القرآن وإحياء المناسبات الدينية داخل السجن.
ولا ننسى التحقيقات التعسفية وهي من أشد وأقسى ما واجهتنا في السجن، فكانوا يأخذوننا على انفراد ويقومون بتلك الوسائل القذرة بالضرب بالكهرباء والكابلات، وبعضنا كانوا يكسرون العِصِيَّ في جسمه؛ لمحاولة جَــرِّ المكبِّـرين إلى اعترافات غير صحيحة وغير واقعية، وكانوا أكثرَ ما يركزون عليه في التحقيقات هو من أين لكم المال وكم أعطاكم الحوثي فلوس؛ مِن أجلِ الصرخة ولماذا اخترتم الجامعَ الكبير بالذات وماذا تقولون في الصحابة؟! ومن هذه الأسئلة، فكنا نجيب عليهم فيقول: بعضنا بعت البقرة.. وهذا يقول: بعت النعجة حقي.. وهذا يقول: بعت ذهب زوجتي.. وأنا قلت: اقترضت لي 500 ريال يمني حق المواصلات إلى الجامع الكبير ومسكتونا ولا معنا ريال واحد، وأما سبب اختيارنا للجامع الكبير فقلت لهم: لأَنَّه جامع الإمام علي عليه السلام، وبالنسبة للصحابة ليسوا قضينا وأنتم اعتقلتمونا؛ بسَببِ الصرخة ولم نقل الموت لعمر ولا اللعنة على عثمان وكانوا ييأسون من إجاباتنا، بل كانت كلها صريحة؛ لأَنَّنا آنذاك لم يكن لدينا أي شيء نخفيه ولم نكن آنذاك تنظيماً وحركةً مرتبة ومنظمة وإنما كنا حركة شعبيّة طوعية وعادية ولم يكن لدينا آنذاك سريات.
ومن العجيب أثناء تلك التحقيقات تواجُدُ السفير الأمريكي في بعضها ومشاركته للتحقيق مع بعض المساجين، وهذا ما عزز لدينا عظمةَ مشروعنا ومصداقيةَ قضيتنا أننا حقيقة نواجهُ أمريكا وليس النظام.
أما موقفُنا تجاه تلك الأعمال والممارسات فكنا نعامل الإخوة العساكر بكل احترام وتقدير رغم كُـلّ ما كانوا يقومون به حتى أننا استطعنا بمعاملتنا الطيبة معهم جَعْــلَهم أن يعرفوا القضية ويتركوا شيئاً من أذيتنا، وكان البعضُ منهم يبكي عندما ينهالون علينا بالضرب وكنا نقول: أنتم إخواننا وليس بيننا وبينكم شيء وعدوتُنا أمريكا وإسرائيل.
والحمد لله انتصرنا في السجن وقهرنا كُـلّ وسائل تعذيبهم التي كانوا يريدون من خلالها أن نستسلمَ لهم أَو نتعهد أَو نتنازل عن قضينا، وهذا ما لم يكن حتى خرجنا منتصرين وصارخين بالشعار ولله الحمدُ.
– هل قامت وساطات لإخراجكم؟ وكيف كان رد الشهيد القائد لتعذيبكم في السجن؟؟ وكيف كان رد أهاليكم وأسركم؟
حاولت بعضُ المنظمات إخراجَنا كمنظمة الصليب الأحمر الدولية ومنظمة العفو الدولية وتوسط عبد الله بن حسين الأحمر بنفسه في القضية وكذلك حشدوا لنا كَثيراً من العلماء وغيرهم ولكن رفضنا كُـلّ تلك الوساطات؛ لأَنَّ الهدف منها كان هو أن يخرجونا بشرط أن نتنازلَ عن الصرخة وأن لا نستمع للشهيد القائد وأن لا نذهبَ إليه مرةً أُخرى، وغيرها من الشروط المجحفة جِـدًّا بنا وبقضيتنا.
وأما الشهيدُ القائدُ فقد كان يرى معركةَ الجامع الكبير هي المعركة المهمة والحسّاسة والمباشرة مع السفارة الأمريكية، فلم يكن يسمحُ أَو يجيزُ للتنازل عن القضية أَو التعهد، وحينما كان يصل إليه البعضُ ممن ضعفوا وخرجوا؛ بسَببِ وسائل التعذيب الكبيرة، كان يأمرهم بالعودة مجدّدًا والصرخة مرةً أُخرى، وكانت هذه تشكل صفعة كبيرة لمدير الأمن السياسي ووسائلهم الخبيثة لصد الناس عن الصرخة، وعندما كانوا يأتي الأهالي إلى السيد يشكون له ما حَـلّ بأبنائهم كان يوصي الناس جميعاً بالصبر، وأن يذهب الأهالي إذَا أرادوا ليحاولوا إخراج أبنائهم، ولكن محاولاتهم باءت بالفشل، وكان الشهيد القائد يبشّر المجتمعَ بأن المساجين قضيتهم مرتبطة بالله، وأن الله هو من سيتولى إخراج المساجين رافعين رؤوسَهم وصارخين وسيكون لهم دورٌ كبيرٌ في المستقبل، خَاصَّة وأنهم كانوا الأكثرَ وفاءً مع القضية والمشروع والسيد، ولم يتنازلوا عنها حتى خرجوا منتصرين والحمدُ لله.
– هل لك أن تذكر لنا بعضاً من المحطات الخالدة في السجن؟
هناك الكثير من المحطات الخالدة التي لا يمكن أن تنسى ومنها:
1 – صمود المكبِّـرين لمدة ثلاث سنوات وأكثر وسط التعذيب والغُربة وفي أبشع السجون وأقساها وأوحشها.
2- حفظ الكثير من المكبِّرين القرآن الكريم داخل السجن فبدلاً عن أن يكون السجن وسيلةً قذرةً ومسخاً للنفسيات والمعنويات حوّله المكبِّـرون إلى مدرسة لحفظ القرآن الكريم، وهذه وحده معجزة.
3- ما كنا نقوم به في الحوارات واللقاءات مع الوزراء ومسؤولي الدولة والتي كان الهدف منها هو إعادتنا -حسب قولهم- إلى جادة الصواب، ولكنهم كانوا يرون قوة وصمودَ المكبِّـرين الذي يدل على أحقية منهجيهم وعدالتها وكما يقال -يدل على أن الله معهم- فإذا كان الرئيس السابق بنفسه قام بأحد اللقاءات مع عدد من المكبِّـرين وتفاجأ بصلابة وجرأة المكبِّـرين في قول الحق معه، فما بالك بمن هم دونه، حيث أن أحد المكبِّـرين -وهو من الحمزات من صعدة وقد استشهد رحمةُ الله عليه- يقول للرئيس آنذاك يا علي عبدالله صالح اتق الله وارفع الشعارَ إذَا أردت أن تحافظَ على كرسيك.. فما بعدَ هذا الإيمان من شيء.. الرجل كانت لديه السلطة والجيش والأمريكان ومع ذلك باشره المكبِّـرون وغيرَه من المسؤولين بكل قوة وصلابة وهم لا يحملون إلَّا ثيابهم البيض والمقطعة من شدة التعذيب.
وهناك محطاتٌ أُخرى كالصرخة حين الخروج من السجن نفسه وكذلك الحوارات الصغيرة مع السجناء وعدم القبول بإهانة الضباط في السجن بل هم من تلقوا الصفعات واللطم من قبل المكبِّـرين المقيدين والمكلبشين والمحرومين، ولكن إرادَة السجناء وعزيمتهم الصلبة لم تكن مقيَّدةً.
– كيف كان تعامُلُكم مع بعضكم البعض؟ وكيف كان تعامُلُكم مع الأحداث التي جرت في غيابكم في السجن؟
بالتأكيد كان معاملُنا مع بعضنا البعض تعاملاً عظيماً جِـدًّا وحساساً، وكنا نتفادى بالأرواح كيف لا ولا يوجد لدينا معين أَو ناصر إلَّا بعضنا البعض بل كنا إذَا طلبوا واحداً منا للتعذيب كنا نخرج جميعاً ونرفض تسليمَ أي واحد منا لمفرده وكنا إذَا سمعنا ضرباً لبعض إخوتنا في العنابر الأُخرى كنا نؤدي الصرخةَ بشكل جماعي ونقوم بالفوضى وطرق الأبواب الحديدية وإشغال العساكر عن ظلم أصحابنا، وهكذا كنا جميعاً نتعامل مع بعضنا البعض.
وَفي ليلة من الليالي وما أن سمعنا أصحابنا يصرخون في العنبر الذي فوقنا -وهي كانت إشارةً لبعضنا البعض أننا لا نصرخ إلَّا من وجع أَو ظلم- قمنا من جانبنا بالصرخة ودق الأبواب حتى أشغلناهم بعد أن أتت مجاميعُ كبيرة من قوات مكافحة الشغب ورمونا بالقنابل المسيلة للدموع والتي أدت إلى اختناق بعضنا؛ بسَببِ عدم وجود تهوية كافية داخل السجن، ولكن مع ذلك قاومنا حتى قاموا بالإفراج عن أصحابنا وعدم مسهم بسوء، بل لقد قام بعض إخوتنا المكبِّـرين باستدراج عدد من عناصر مكافحة الشغب وسجنهم وضربهم حتى قاموا بالإفراج عن زملائنا، وهذا قطرة من بحر من القصص والآلام والصمود الذي حصل لنا في السجن والحمد لله.
أما بالنسبة للأحداث فنحن الذين كنا في سجن صنعاء لم نعرف بأن الدولة شنت حرباً على الشهيد القائد إلَّا من خلال صحيفة الثورة التي كانوا يدخلونها إلينا بشكل متعمد لضرب معنوياتنا ونفسياتنا، ومع تطور الحرب أدخلوا الينا أسرى الحربين الأولى والثانية فعلمنا بالتفاصيل المُرة لتلك الأحداث والحرب الظالمة على الشهيد القائد وإخوتنا من أبناء المحافظات الشمالية المظلومين، وكنا نتعامل مع كُـلّ تلك الأحداث بكل وعي وبصيره وإيمان ويقين إلى حَــدِّ أنهم قالوا لنا سوف ندخل لكم رأسَ الشهيد القائد إلى السجن فقلنا لهم لو تفعلوا ما فعلتم سنظل صامدين ولن نخرجَ من السجن إلَّا مكبِّـرين إن شاء الله، وهذا ما حدث.
– كيف كان خروجُكم من السجن؟
طبعاً صمد إخوتنا أَيْـضاً في جبهة المواجهة خارج السجن بقيادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، وعندما عجزت السلطةُ أمام صمودنا وصبرنا ورأت أنه لا يوجدُ حَـلٌّ إلَّا أن يخرجونا من السجن، وحينها يذهبون بنا إلى صعدة ويقومون بشن حربٍ كبيرة علينا وعلي السيد وأصحابنا الذي في الجبهة ويقتلوننا جميعاً وتنتهي المسيرة وتنتهي القضية تماماً، حيث كان صمودُنا من أكبر العوائق العالقة في القضية وكنا نشكل مشكلةً كبيره للدولة لوجودنا في السجن بدون أية قضية أَو تهمة، فحاولوا إخراجنا وكانت من شروط إيقاف الحرب الثالثة أن يخرجَ السجناء من السجن فخرجنا منتصرين كما دخلنا منتصرين.
– ما الذي عملتم بعد خروجكم من السجن؟ وكيف كانت معنوياتُكم؟
في الحقيقة خرجنا من السجن وكنا نعاني من مشاكلَ صحية كبيرة، ولكن تغلبنا عليها والحمد لله، وتوجّـهنا مباشرةً للالتحاق بالسيد القائد يحفظه الله وبدأ يوزع المجاهدين في أعمال هامة وكثيرة وقوية جِـدًّا، وحصل الانتصارُ الأولُ للقضية والمشروع القرآني في الحرب الرابعة، وكان المكبِّرون هم صمَّامَ أمان تلك الحرب وسنامَها الأولَ، واستبسل الكثيرُ من الرفاق والزملاء في تلك الحروب، وحوّلوا من الناس بداية فتح جديد ونصر جديد للقضية والمشروع.
ووجّه السيد القائد آنذاك المكبِّـرين بأن يعودَ كُـلُّ واحد إلى بلده ليحشُدَ الناس ويخبرَهم بالتأييدات الإلهية التي حصلت في السجن وساهمت معنويات المكبِّـرين آنذاك بالدفع بالآلاف من الناس للدخول في هذا المشروع، بل لقد كان خروجُ المساجين وتوجيهُ السيد القائد لهم بالعمل خارج نطاق الحصار العسكري المفروض على المسيرة آنذاك مثّلت صفعةً كبيرةَ للنظام، لم يستطع حصد نتائجها إلى اليوم، وتمكّن المكبِّـرون من الدخول في أهم الأعمال الجهادية التي جعلت من هذه المسيرة القرآنية قوةً لا تضاهى في العالم أجمع، ووصل الكثير منهم إلى أهم مناصب الدولة اليمنية اليوم، (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ).