طوابير طويلة من السيارات أمام محطات الوقود.. العدوان يُعمّق مأساة اليمنيين
لأكثرَ من 3 أَيَّـام يظل بعض المواطنين في الازدحام بحثاً عن البنزين والديزل
المسيرة- منصور البكالي
تشتدُّ أزمةُ المواطنين في العاصمة صنعاء من يوم إلى آخر، جراء استمرار العدوان الأمريكي السعودي في احتجاز السفن النفطية ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة للأسبوع الثاني على التوالي.
وتصطف مئات السيارات في طوابير طويلة أمام محطات الوقود، ويقضي بعضُ المواطنين ثلاث ليال متواصلة أملاً في الحصول على مادتي البنزين والديزل، التي لا يحصلون عليها إلا بعد معاناة كبيرة.
المواطن محمد علي الرويش -مالك سيارة هيلوكس غمارتين-، يقول بأسى إنه ينتظر في الطوابير لليوم الثالث على التوالي، للبحث عن دبتي بنزين، مُشيراً إلى أنه كُـلّ يوم يحتاج 5 إلى 6 آلاف ريال صرفة خَاصَّة به، كما أنه قد ترك أعمالَه، الأمر الذي يكلفه المزيد من المال، الذي يساوي السعر في السوق السوداء.
وحمل الرويش الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والحقوقية مسئوليتها القانونية والأخلاقية إزاء هذه الأُمَّــة، مناشداً كُـلَّ الشعوب الحرة وحكوماتها بالضغط على دول العدوان للتوقف الفوري عن احتجاز المشتقات النفطية ووقف العدوان والحصار على الشعب اليمني.
من جهته، يقول المواطن مختار أحمد يعمر -صاحب باص هايس موديل 2009-: “إن الأزمة أثرت بشكل كبير على عمله، حيث يظل ماكثاً في الطوابير ولا يتمكّن من العمل كما كان في السابق، متسائلاً من أين سيتمكّن من دفع الإيجار، ومن أين سيصرف على أسرته وأولاده؟”
ويدعو المواطن يعمر كافة أبناء الشعب اليمني إلى التحَرّك لرفد الجبهات بالرجال والمال وفك الحصار عن سفن المشتقات النفطية، معللاً ذلك بقوله “العدوّ لا يعرف غير القوة ولا يردعه عن الاستمرار في حصارنا ومحاولة النيل من صمودنا وثباتنا غير الرد الموجع والتحَرّك الفعال والمسؤول لتحرير المحافظات اليمنية المحتلّة وضرب منشآتهم الحيوية، وهذا ما نأمل من القيادة السياسية والعسكرية التركيز عليه خلال هذه الفترة”.
بدوره، يؤكّـد المواطن محمد عادل الغرباني، أن تكاليف ومصروفات الانتظار للحصول على 20 لتراً بالسعر الرسمي باهظة التكاليف، وتعبّر عن حالة من الذل والمهانة للشعب اليمني، حين يتحكم العدوُّ بقوته ويجبره على الانتظار للحصول على كمية قليلة بالسعر الرسمي.
ويدعو الغرباني كُـلَّ أحرار الشعب إلى توحيد الصفوف ورصها لمواجهة مخطّطات العدوان الأمريكي السعودي الرامية للنيل من الصمود الشعبي ومحاولة تركيعه ودفعه نحو الاستسلام، وتحرير البلاد من الغزاة والمتحللين وأذنابهم.
وفي هذا الصدد، يقول المواطن منير الحرازي -صاحب تاكسي أجرة-: إن منع دخول المشتقات النفطية زاد الطين بلة، أمام غلاء المعيشة وصعوبة الحياة، ودفع بمالكين السيارات الذين أرزاقهم مرتبطة بوسائل المواصلات والنقل إلى التعطل عن العمل أَو التفرغ لعدة أَيَّـام في طابور الانتظام للحصول على 30 لتراً يمكنه العمل بها ليومين أَو ثلاث أَيَّـام، يكون مردودها غير كافٍ لمصاريف التعبئة الثانية.
وفي نفس السياق، يقول المواطن عبدالله الصعدي: إن تشديد الحصار على المشتقات النفطية من قبل دول العدوان سيدفع بكلِّ الأحرار في شعبنا اليمني، إلى الخروج بموقف موحد لخوض معركة التحرّر الانتصار لشعبنا اليمني من أذناب العبيد وأذنابهم الخونة والعملاء في الداخل.
بدوره، يؤكّـد المواطن منير الوصابي، أن السهرَ والإرهاق المتواصل لثلاثة إلى أربعة أَيَّـام أمام محطة البترول يعتبر جزءاً من المعانة، وفي حال أراد مالك السيارة أخذ قسط من الراحة فقد تتعرض بعض محتويات سيارته للسرقة، وهذا قد حصل لعدة مرات.
ويشير الوصابي إلى أهميّة تحَرّك المنظمات الإنسانية والحقوقية للضغط على مجلس الأمن والأمم المتحدة، لمنع قوى العدوان من احتجاز سفن المشتقات النفطية، والنظر إلى معاناة الشعب اليمني بعين الإنصاف مثله مثل بقية الشعوب التي تعاني من ويلات الاحتلال والحرب والصراع.