علاقةُ الانتقالي وحكومة هادي بالكيان الصهيوني
عبدالإله الشامي
ليس بالغريب ما كشفته صحيفةُ (إسرائيل اليوم)، عن وجود علاقة وتنسيق وتواصل فيما بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الكيان الصهيوني، ولم يخجل مسؤول العلاقات الخارجية لما يسمّى بالمجلس الانتقالي في أمريكا، ردًّا على سؤال الجزيرة له عن صحة ما نشرته صحيفة إسرائيل اليوم.
عن وجود علاقة واتصال وتواصل، بل وزيارة شخصيات يمنية محسوبة على المجلس لإسرائيل بالقول: مستعدون لإقامة علاقة مع إسرائيل إذَا لم يتعارض ذلك مع مصالحنا، وأضاف: نحن مع التحالف في مواقفنا وعلاقاتنا مع هذه الدولة أَو تلك.
أي مع الإماراتي والسعودي فمن يتولونه فنحنُ نتولاه ومنهم الإسرائيليون، ولا نقول ذلك تحاملاً، بل إن ذلك ما كشفه تقريرُ الموقع الإسرائيلي، حيث نشر موقع “إسرائيل اليوم” الأحد، تقريراً جديداً عن الوضع جنوب اليمن، ومستقبله في ضوء سيطرة المجلس الانتقالي الموالي للإمارات وعلاقته بتل أبيب..
ونقل الموقع عن مصادر عدة، تأكيدهم عقد مسؤولين إسرائيليين لقاءات سرية مع من وصفتها بـ”الحكومة الجديدة” جنوب اليمن، في اعتراف ضمني بالانتقالي.
ووصف كاتب التقرير حكومة الانتقالي بـ”الصديق السري لإسرائيل” جنوب اليمن، مستشهداً بتصريحات لـ “هاني بن بريك” والتي امتدح فيها الكيان الصهيوني، ورحّب بعودة اليهود إلى جنوب اليمن.
وأثارت هذه الخطوةُ استياء واسعاً جنوب اليمن، حيث وصف ناشطون من أبناء الجنوب إنشاء المجلس الانتقالي مكتباً في تل أبيب كشف عنه فادي المرشدي خلال زيارته لـكيان الاحتلال قبل عامين.
ويعدُّ التقارب الأخير بين “إسرائيل” والانتقالي، نجاحاً للإمارات التي واصلت تسويق كيان الاحتلال للعرب كحليف وفشل للسعودية التي تقربت في وقت سابق بحكومة هادي وانتهى المطافُ بها في أقبية الفنادق.
وتطمح “إسرائيل” للحضور في باب المندب كما تمتلك قاعدة عسكرية في أريتريا، وتقدم حَـاليًّا دعم لوجستي للتحالف السعودي – الإماراتي في باب المندب، ودافع وزيرُ دفاعها السابق، ليبرمان، خلال مساءلته في البرلمان حول إخضاع جيش الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ أجندة السعودية والإمارات في اليمن بالحديث عن المخاوف الإسرائيلية من سيطرة من وصفهم بـ ”الحوثيين”.
ومن قبل الانتقالي حكومة هادي الإصلاحية، ممثّلة بوزير خارجتها المدعو باليماني فلم تخجل بالجلوس مع رئيس حكومة الكيان الصهيوني جنباً إلى جنب وتقديمه لنتنياهو الميكرفون إلى أمامه.
في تطبيع وعلاقة دبلوماسية واضحة شاهدها العالمُ عبر كُـلّ القنوات الفضائية، وليس عبر صحيفة إسرائيلية، ومن هنا يتضح لكلِّ ذي عقل وبصر وبصيرة، أن ما تسمّى بحكومة الشرعية وما يسمى بالمجلس الانتقالي، بأنهما وجه لعمالة واحدة وأدوات بيد أَو برجل الإماراتي والسعودي، والأخيران بيد الأمريكي والصهاينة لتنفيذ مخطّطاتهم في احتلال اليمن، وأن هذا العدوان والحصار الظالم على اليمن طوال أكثر من خمس سنوات أمريكي صهيوني القيادة والتخطيط والتنفيذ، وما الإماراتي والسعودي إلا أدوات وممولون وممهدون وموطؤون لأقدام الصهاينة والأمريكان لاحتلال اليمن والتحكم والسيطرة والاستغلال لثرواته وممراته البحرية وجزرة الاستراتيجية.
وهذا ما نبّه وحذّر منه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في العديد من خطاباته بما تخطط له دول العدوان وعلى رأسهم أمريكا واللوبي الصهيوني ودلالهم البريطاني، من إحكام السيطرة والاحتلال لليمن بواسطة أدواتها كالنظام السعودي والإماراتي، وهذا ما تشهده المناطقُ الجنوبية اليوم.