مشروعُ السيد حسين القرآني.. مشروعُ نهضة لا فتنة
فاطمة الشامي
لم يكن مشروعُ المسيرة القرآنية للسيد (حسين بدرالدين الحوثي) مشروع فتنة، أَو مشروع تفرقة وعمالة لإيران، أَو مشروعاً يراد به إعادتنا للوراء قروناً مضت، كما كان يروج عملاء الصهاينة في النظام السابق.
بل كان مشروعاً يراد به العزة والسيادة، والتطور للأُمَّـة لتنهض من تحت أقدام اليهود الذي دجّنوها واستعبدوها ونهبوا ثرواتها، وغزوها ثقافياً ودينياً، حتى أصبحت أُمَّـة خاضعة لهم لا تحَرّك ساكناً.
الشهيد القائد -رضوانُ الله عليه- كانت لهُ نظرة قرآنية عميقة للأحداث، وكان من خلالِ القرآن الكريم يقيّم الأحداث في المنطقة العربية، وبقيت والعالم نظرة كان يعرف من خلالها كيد اليهود وخطرهم المحدق بالأمة.
فأحداث الحادي عشر من سبتمبر عند تفجير البرج في أمريكا، كان للسيد نظرة قرآنية حول هذا الحدث، المراد به نسب الحادثة (للإرهابين) حَــدّ وصفهم، والقصد بذلك (المسلمين) لبثِّ الذعر في أوساط العالم وتشويه الإسلام في أنظارهم، وتصوير الإسلام على أنه دين مجرم وعنصري وطائفي وَ… إلخ.
وخطة لدخول المنطقة العربية بحجّـة مكافحة الإرهاب، الذي يسعون من ورائه لخلخلة الأمن في المنطقة، وإشعال فتيل الحروب الطائفية والأهلية، والمناطقية والمذهبية، بين فئات المسلمين.
وتفرقتهم إلى مذاهب سنة وشيعة وشوافع وسلف صالح… إلخ، لحساب مصالحهم تحت شعارهم (فرق تسد)، كانت هذه خطة أمريكا وإسرائيل، من وراء تفجير البرج.
فكانت نظرة السيد القرآنية هي من عرفت مخطّطهم الماكر هذا، فعمل السيد جاهداً على تحذير المسلمين من المخطّط الصهيوني، وقام السيد بتأسيس المسيرة القرآنية، والشعار؛ مِن أجلِ تحصين المسلمين من الأخطار التي تحوم حولهم..
بعد إنشاء أمريكا قوة ما يسمّى مكافحة الإرهاب، ومحاربة تنظيم القاعدة داخل المنطقة العربية، وإنشاء إعلام عربي تابع لها ليسهل عليها تدجين الأُمَّــة وترويضها، لاحتلالها دولة بعد دولة، دون أن تحَرّك ساكناً، كما فعلوا بالعراق، وما عملوه أَيْـضاً من غزوٍ ثقافي لمناهج التعليم، لإنشاء جيل مفروغ من دينه وثقافته الإسلامية، هكذا هي مساعي اليهود الخبيثة تجاه الأُمَّــة الإسلامية؛ لأَنَّهم لا يريدون للأُمَّـة أيَّ خير، فقد قال اللهُ تعالى عنهم: (مَّا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْكُم مِّنْ خَيْرٍ مِّن رَّبِّكُمْ) هكذا هم منذُ عهد الأنبياء.
فلو تحَرّكت الأُمَّــة تحت ظل مشروع الشهيد القائد من تلك الأيّام التي حذر فيها السيد من الخطر اليهودي، لكنا غيرنا واقعنا للأفضل من الواقع الذي نعيشه اليوم كعرب ومسلمين تحت رحمة اليهود، لكان واقع الأُمَّــة واقع عزة، وقوة، لديها اقتصادها، ولها سيادتها ولن يستطيع أيُّ مستكبر المساس بها.
لكن تجاهل الأُمَّــة العربية والإسلامية لتحذيرات السيد (حسين بدرالدين الحوثي) ومحاربتها لمشروعهِ القرآني ووقوفها في صف الطواغيت، أوصلها إلى حال أصبحت في ذل، وعبودية، واستعباد لليهود والنصارى، الاقتصاد بات بأيديهم، والثروات تحت سيطرتهم، والسيادة تحت وصايتهم، كما هو حال الجنوب في اليمن، ودول الخليج، ومصر والأردن والسودان..
فمتى تصحو هذه الأُمَّــة من غفلتها وتنظر إلى الأحداث كما نظر إليها الشهيدُ القائد نظرة قرآنية لتصحح واقعها، لتعرف أن عدوَّها هو الأمريكي والإسرائيلي وقوى الاستكبار جمعاء، وليس عدوها السني وَالشيعي كما كادت بهم اليهود وأوهمتم بذلك..
لتعود أُمَّـة لها عزتها وكرامتها، أُمَّـة لها هُويتها الإيمانية، أُمَّـة ذات سيادة، أُمَّـة تنصر الحق، وتزهق الباطل، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، كما أمرها اللهُ في القرآن الكريم وأراد لها ذلك.