ما العيبُ في أن نصرخ؟!
البتول جبران
حينما كنت أسمع من يصرخون بالشعار كنت وقتها أستغرب، وتخطر في نفسي الكثيرُ من الأسئلة التي ربما البعض من الناس يتساءلون عنها، كنت أتساءل لماذا يصرخون؟ وَما الفائدة من إعلان هذه الصرخة، إنها مُجَـرّد كلمات عادية؟ وحينما تأملت للواقع من حولي، وعرضت الشعار على آيات الله وجدت أن كُـلَّ كلمة فيه لم تأتِ من فراغ، بل إن وراءه ثقافة قرآنية تزلزل وترهب الأعداء، وتخرج الأُمَّــة من واقع الذل والانحطاط إلى الواقع الذي أمر الله بأن تكون عليه.
أول عبارة بدأ بها هي الله أكبر لترسخ في القلب بإيمان ووعي أن الله هو أكبر من كُـلّ كبير، لا أمريكا ولا غيرها ممن يعتبرون أنفسَهم أقوى الأقوياء أكبر وأقوى من الله، قال تعالى: (وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، قال تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا)، وقال تعالى: (هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ).
وهناك الكثير من الآيات التي تتحدّث عن الأعداء، لنتأمل قليلاً لها ألا تنطبق على أمريكا وَإسرائيل؟ من يعارضني الرأي فليفتح عينيه جيِّدًا وليشاهد الواقع أمامه وليبحث عن أعداء الأُمَّــة الحقيقيين، وَمنهم أشدُّ غيظاً وعداوة للإسلام والمسلمين؟ أليست أمريكا وَإسرائيل؟ إذَا كان الله قد أمر نبيهِ بأن يقول لأعداء الإسلام في ذلك الزمان موتوا بغيظكم، فمن واجبنا نحن بأن نطبّق آيات الله وَنقتدي بنبيه.
اللعنة علـى اليهود، قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ)، اللعنة على اليهود؛ بسَببِ عصيانهم لله، وَاعتداءهم على أبناء هذه الأُمَّــة، وهي امتثال لأمر الله، واقتداء بأنبياء الله داوود وعيسى بن مريم، النصر للإسلام هي تأكيد للوعد الإلهي قال تعالى: (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) النصر للإسلام بقدسيته وأخلاقه وقيمه ومبادئه العظيمة كما قدّمه رسولُ الله –صلى الله عليه وآله وسلم-.
فما العيب في أن نصرخ في وجه الأعداء ونتبرأ منهم؟!
ذلك أقلُّ القليل أمام كُـلّ ما يصنعون ويرتكبون بحقِّ الشعوب المسلمة والعربية، فمن كان حراً وشريفاً وكانت قضية فلسطين من أولى قضية سيصرخ ولن يباليَ، وليعلم الجميع أن لهذا الشعار تأثيره القوي على الأعداء، وخير شاهد ودليل تلك الحروب الست التي شُنت على الشهيد القائد وَأنصاره، أرادوا من خلالها إسكات صوت الحق، وإيقاف صدى الصرخة، ولكن هيهات لهم ذلك، وها هي رغماً عنهم تدوي في كُـلّ مكان.