العالم يتفق على محاربة داعش في مجلس الأمن ويتحرك لتمكينهم من محافظات يمنية ( تحليل )
القاعدة تزحف على حضرموت الوادي تحت أعين طائرات العدوان ومعسكراتهم
العالم يتفق على محاربة داعش في مجلس الأمن ويتحرك لتمكينهم من محافظات يمنية
صدى المسيرة – محمد الوريث
تعمَلُ السعوديةُ وداعش في انسجام رهيب منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن، وكانت السعودية تُمطِرُ مواقعَ الجيش اليمني واللجان الشعبية بمئات الغارات، في وقت تزحَــفُ القاعدة وداعش لإكمال ذات المشروع، بالاستيلاء على باقي معسكرات الجيش اليمني في حضرموت.
والمفارَقةُ الساخرةُ أن معسكرات الجيش اليمني في حضرموت أعلنت ولاءَها للخائن عبدربه منصور هادي، ويُفترَضُ أنها والقاعدة تقفُ على نفس الصف، إلا أن وجودَ كيان عسكري منظّم يظلُّ فكرةً مقلقة بالنسبة للسعودية وعملائها، خاصةً إذَا كان هناك مؤامرةٌ لابتلاع حضرموت.
وهاجمت داعش والقاعدة معسكرات المنطقة العسكرية الأولى في شبام والقطن بمحافظة حضرموت شرق البلاد، الجمعة الماضية، وقُتل 15 جندياً من الموالين لهادي وجُرح أكثر من 35 آخرين، في ذات اليوم، في هجومين متزامنين لتنظيم القاعدة قرب مدينة شبام بمحافظة حضرموت.
وقع الهجومُ في تمام الساعة السادسة صباحاً على موقعين عسكريين يتبعان المنطقة العسكرية الأولى، وهي نقطة مفرق القارة الواقعة غرب مديرية شبام، والثاني مفرق وادي سر بمديرية القطن، وفي وقت متزامن، وقد تم الهجومُ على الموقعين من ثلاثة محاور، وهي محور منطقة عقران ومحور منطقة وادي سر ومحور منطقة غرب حذية، وتم زراعة عبوات ناسفة في مدخل شبام لاستهداف التعزيزات القادمة إلى نقطة القارة، وعدد العناصر الإجرامية المشاركة في هذه العملية يزيد عن 200 فرد والأسلحة التي بحوزتهم معدلات وبي 23 وآر بي جي ودشكا وسيارات مفخخة، ومجموعة منهم كانوا يرتدون أحزمةً ناسفة.
وتقول التقارير غير النهائية: إن 16 جندياً سقطوا من الجيش و23 مصاباً، ولقي ما لا يقل عن 25 مصارعهم من العناصر الإجرامية.
وعلمت “صدى المسيرة” من مصادر خاصة أن هناك ما يزيد عن 500 إجرامي مخصصين لإسقاط وادي حضرموت بيد الدواعش بعد الساحل الذي يخضَعُ لسيطرة القاعدة منذ قرابة الثمانية أشهر، وأن حوالي 10 أطقم شاص لوحظت قبل أيام تتجول وسط الحوطة وتحديداً جنوب فندق العالمية، وكذا من منطقة حذية إلی القطن تتبع هذه العناصر الإجرامية.
وتؤكد المصادر أن العناصر الإجرامية التي هاجمت نقاط الجيش الموالي لهادي قد مرت من جوار عدد من معسكرات المحتل الإماراتي دون أن تحرك ساكناً، وتتضح خيوطُ المؤامرة بشكل أكبر، حيث أن القاعدة التي سبق وأعلنت عن وجودها الصريحِ في المكلا وسيطرت على كافة منشآت المدينة الاستراتيجية وموانئها النفطية دون أن تتعرضَ حتى لضربة جوية واحدة من تحالف العدوان على اليمن، أضف على ذلك كُلّ الضجيج الذي يصطنعه العالم حول وُجوب التصدي للتنظيمات الإجرامية، وعلى رأسها القاعدة وداعش، وآخرُها صدورُ قرار تم التصويت عليه بالإجماع من مجلس الأمن يؤكد على ضرورة استخدام كافة الوسائل لمكافحة القاعدة وداعش، في حين أن القاعدة تبيع النفط من موانئ حضرموت للسعودية، كما كشف موقع “صدى المكلا” عن مصادر مطلعة ويرفع أعلامه على المقرات الحكومية في المكلا!!.
ولم يكن إعلانُ وحدات الجيش اليمني في مناطق الساحل والوادي بحضرموت موالاتِها للخائن عبدربه منصور هادي سبباً كافياً لتسلَــمَ هذه المعسكرات من الاستهداف، وتؤكّدُ كُلّ المعلومات الصادرة بأن تحرك عناصر القاعدة لاستهداف الجيش تَمَّ بعيون الغزاة وتحت إشرافهم، في مخطط واضح يستهدفُ كُلّ كيانات الدولة حتى الموالية لهم ويستهدف الجيش اليمني في المقام الأول، كما أن عمليات القاعدة الانتحارية ضد مواقع الجيش الموالي لهادي في حضرموت جاءت بعد أيام قليلة من عودة الخائن هادي إلى محافظة عدن محاطاً بحراسة من جيوش الغزو.
ويذكرنا هذا بسيناريو سابق مماثل عند انتقال الخائن هادي إلى محافظة عدن في مطلع العام الجاري وتحرك القاعدة في اليوم التالي مباشرةً لوصول هادي لتسيطرَ على عدد من معسكرات الجيش في عدن وأبين وتعز، ويتم ذبح عدد من الجنود في مقرات الأمن السياسي في لحج وحراسة محافظة عدن، إضافة إلى تهريب سجناء القاعدة من السجن المركزي بعدن.
وقد تكونُ تحركات القاعدة الجديدة للسيطرة على حضرموت الوادي جاءت بناءً على صفقة عقَدَها هادي ومن ورائه السعودية مع العناصر التكفيرية تقتضي تمكين داعش من حضرموت مقابل إفساح ولو هامش محدود لبقاء عبدربه هادي في عدن، أو قد تكونُ في صعيد الصراع المحتدم بين الإمارات والسعودية وبحاح وهادي، حيث أن حضرموت تمثّلُ مسقطَ رأس خالد بحاح وتمثل قاعدته الجماهيرية فيها، كما أن للمحتل الإماراتي عدداً من المعسكرات للمرتزقة في هذه المحافظة بشكل ملحوظ أكثر من غيرها، وربما تكونُ هذه العمليات الإجرامية في سياق رسالةٍ سعودية للإمارات بأن لا مكانَ لكم في حضرموت، خاصة في ظل أطماع سعودية قديمة جديدة لضمّ إقليم حضرموت إلى المملكة؛ من أجل منافذها البحرية المهمة ومخزونها الاستراتيجي من النفط.
ومن المتوقع أن تعاودَ القاعدة ضرب مقرات الجيش اليمني في وادي حضرموت، لتنتهيَ بمسرحية تسليم هذه المعسكرات للقاعدة، وتكون بموجبها قد سيطرت على محافظة حضرموت بإشراف مباشر من قوات الغزو والاحتلال من سعوديين وإماراتيين وأمريكان.
وينتشر مشروعُ الفوضى الأمريكي لإخضاع أكبر قدر ممكن من الأرض اليمنية لسلطة القاعدة وداعش وخلّق الصراعات بامتداد الجغرافيا اليمنية على أُسُسٍ سياسية أو طائفية أو مناطقية ضمنَ مشروعها الأساسي الذي بشّر به مسؤولون أمريكيون عبرَ الفوضى الخلّاقة، واستهدفت أمريكا الجيشَ السوري واليمني والعراقي ضمنَ مرحلة ما أطلق عليه “الربيع العربي”، بتواطؤ وتمويل من دول عربية، وكلُّ هذه المعطيات للأسف الشديد تصُـــبُّ في مصلحة دولةٍ واحدةٍ في الشرق الأوسط “إسرائيل”.