محاذير الشهيد القائد تتجلى بعد 18 عاماً بشأن منع الحج وتقليص العدد
تقرير | هاني أحمد علي:
يوماً بعد يوم تتكشف المؤامرة الخبيثة والخطيرة التي تستهدف المشاعر الإسلامية المقدسة، وإسقاط قدسيتها وعظمتها ومكانتها من نفوس المسلمين، من خلال إغلاق الحرم المكي ومنع الطواف حول الكعبة المشرفة، وكذا إغلاق المسجد النبوي وحرمان الملايين من زيارة قبر الرسول الأعظم -صلوات الله عليه وعلى آلة-، تحت ذريعة كورونا والمخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض في وأوساط الحجاج والمعتمرين والزوار.
وبعد ما يقارب 90 يوماً على إغلاق الحرم المكي، وتوقف الطواف حول الكعبة نهائياً، وكذا توقف أداء مناسك العمرة، أعلنت السلطات السعودية، مساءَ أمس الأول الاثنين، بياناً صادماً هزَّ مشاعر المسلمين في كُـلّ بقاع الأرض، حيث أقرت إقامة حج هذا العام 1441هـ بأعداد محدودة جِـدًّا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، مرجعة ذلك إلى حرصها على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحيًا وبما يحقّق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهدّدات جائحة كورونا.
ويعيد قرار النظام السعودي إلى الأذهان تحذيراتِ الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه- من أساليب الأمريكيين في محاربة الحج والمشاعر المقدسة، وذلك في الدرس الثامن من دروس رمضان في العام ١٤٢٤ هجرية ٢٠٠٣ أي قبل 18 عاماً من اليوم قائلاً: “إن تقليل عدد الحجاج وكل بلد لا يحج منه إلا عدد معين، ثم رفع تكاليف الحج هذه خطة يبدو أمريكية”، وتشديده على أن ذلك “ترويض للناس أن يتقبلوا تقليص وتقليل عدد الحجاج من كُـلّ بلد عدد معين، ويكون عدداً قابلاً للتخفيض”، مُضيفاً: “كُـلّ سنة يخفضون أكثر وكل سنة يفتعلون شيئاً فيما يتعلق بالكعبة يقولون: قد حصل وباء أَو حصل كذا من كثرة الازدحام، إذَا قللوا العدد قللوا العدد حتى يصبح الحج قضية لا تعد محط اهتمام عند المسلمين أَو في الأخير يوقفوه”.
وتداول الآلاف من الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي نصوصاً من محاضرات الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي، الذي حذّر فيها قبل 18 عاماً من الخطط الأمريكية التي تستهدف الحج، بالتزامن مع إغلاق السلطات السعودية الحرم المكي والأماكن المقدسة في مكة والمدينة، الأمر الذي يؤكّـد مصداقية المشروع القرآني الذي حمله -رضوان الله عليه- وضحى بروحه وبكل ما يملك؛ مِن أجلِه، بعد أن ظهر الحرم المكي وهو خالٍ من الطائفين والعاكفين والركع السجود وهو ما لم يحدث مسبقًا، وظهرت الكعبة وسط باحة المسجد فوق أرضية بيضاء وحيدة تحيط بها عوائق بلاستيكية إلى جانب مجموعة من عناصر الأمن السعودي.
وذكر الناشطون أن من أدوات الترويض الأمريكي للمسلمين هو ما حذر منه الشهيد القائد في ملزمة، معرفة الله – الدرس الثاني عشر بقوله: (الحج إذَا ما خفض العدد يكون مقبولاً جِـدًّا؛ لأنه روضنا أنفسنا، وروضتنا حكوماتنا المباركة الجاهلة التي لا تعرف عن اليهود شيئاً، التي لا يهمها أمر الدين ولا أمر الأُمَّــة)، مُضيفاً: “يكونون قد عودونا قليلاً ثم أحياناً يقولون: السنة هذه اتركوها للمصريين، والشعب الفلاني والشعب الفلاني السنة هذه يؤجل، أَو السنة هذه احتمال يكون هناك وباء ينتشر يؤجل، وهكذا حتى يموت الحج في أنفسنا، حتى يضيع من ذاكرتنا).
وقرّرت السلطات السعودية قبل 90 يوماً إبقاء صحن الكعبة مغلقاً بزعم خوفها من فيروس كورونا المستجد، في خطوة تأتي بعد إعلانها تعليق أداء مناسك العمرة، ويشمل الإجراء أَيْـضاً “إغلاق المسجد النبوي الشريف بما فيه الروضة الشريفة والبقيع”.