أضعتم وطناً.. فلتلطموا كما تلطم النساء
عبدالمنان السُّنبلي
شكراً سلمان.. شكراً إمارات الخير.. بهكذا عبارتين وفي لحظة سَفَهٍ وطيشٍ أضعتم وطناً.
قلنا لكم ذلك وحذرناكم ولكنكم لم تكونوا تعقلون سوى أنكم صدقتم الشيطان وأمنتم به فأغواكم وأضلكم السبيلَ.
أكثر من خمس سنوات ونحن لم نَكُّف لحظةً واحدةً عن مناشدتكم وتنبيهكم وتحذيركم من هؤلاء الناس لعلكم تعقلون شيئاً لعلكم ترجعون، ولكن لا حياة لمن تنادي!
أخبروني..
هل يستطيع أحد منكم اليوم أن يقنعني أن ما تقوم به الإمارات مثلاً في جنوب اليمن يصب في خدمة اليمن؟!
هل يستطيع أن يقنعني أن السيطرة على الجزر والموانئ اليمنية قد جاء في إطار اتّفاق مسبقٍ معكم؟!
وماذا عن القواعد العسكرية وتهجير السكان والمناطق العازلة وقوات النخبة والسيطرة على منابع النفط ووووو…؟!
هل كُـلّ هذه الإجراءات والتصرفات الاستفزازية تمثل الشرعية التي تبحثون عنها أم هو احتلال مع سبق الإصرار والترصد؟!
أين هادي ومحسن وبن دغر والجباري واليدومي وكل الحالمين بعودة (الشرعية) من كُـلّ هذا؟!
ماذا يمكن أن تسموا ذلك يا محترمون؟! تحريراً مثلاً!
ومتى تحوث السقطريون أَو تشيعوا حتى ترسل الإمارات قواتها لنجدتكم هناك وإنقاذ شرعيتكم فيها؟!
ألم يكن اختلافنا معكم منحصرا في مُجَـرّد (شرعية وانقلاب)؟! فلماذا أبحتم الأرض والعرض والنفس والمال لأراذل الأعراب وحثالة البشر؟!
قولوا بربكم..
هل كانت شرعيتكم المزعومة تستحق كُـلّ هذا الخراب والدمار؟! وهل كان حضوركم ونفوذكم وسلطانكم أهم من حياة ومصير ومستقبل شعبكم ووطنكم؟!
أنني والله وأنا أرى الإماراتي وبرغم أنفكم قد استفرد بجزءٍ غالٍ من وطننا الحبيب بفعل تفريطكم وإفراطكم أكاد أُجَن وأُصعق، فلا أُطيق مقاما ولا أهنأ مناما، فكيف يطيب لكم مقامٌ ويهنأ لكم منام؟!
وماذا أنتم فاعلون اليوم وأنتم ترون آمالكم وأحلامكم الجوفاء تتبخر أمام ناظريكم وعلى يد من؟!
على أيدي من ظننتم أنهم صانعوها ومحقّقوها لكم!
أتعرفون ما هو الفرق بيننا وبينكم اليوم؟!
أننا حافظنا على ما تحت أيدينا من الوطن، بينما ضيعتم أنتم ما ظل تحت أيديكم منه، فضعتم وضيعتم الوطن لدرجة أنه لم يعد بوسعكم اليوم شيء إلا أن تلطموا كما تلطم النساء أَو الجواري بالأحرى.