الأهميةُ الاستراتيجية للصرخة
د. تقية فضائل
تحدّث السيدُ القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي بمناسبة الصرخة، يوم الخميس الموافق 18/6/2020، وكثيرةٌ هي المحاورُ التي تناولها -سلام الله عليه-، ولكنا سنتناول محوراً واحداً، وهو الأهميّة الاستراتيجية للصرخة، وهو المحور الرئيس في الخطاب، وقد حدّد السيد القائد أهميّة الصرخة في مجموعة نقاط وهي كما يأتي:
– هذه الصرخة مثّلت نقلة عملية، فبعد أن كان الناسُ يتعاطون مع الأحداث والمؤامرات الخطيرة على الأُمَّــة تعاطياً غير مسؤول، وكأن الأمرَ ﻻ يعنيهم وكل ما يقومون به مُجَـرّد تحليلات غير صحيحة؛ لأَنَّها تنشأ عن الفهم الخطأ والنظرة الخطأ، وبعد أن جاءت الصرخة انطلق الذين استجابوا لها بروح المسؤولية بروح من يدرك ويعي أنه المعنيُّ بهذه الأحداث، وليس من مصلحة الأمة كلِّها أن تبقى في دور المتفرج أَو مُجَـرّد محلل للكلام، فانطلقوا بمواقف عملية برؤية قرآنية يعبّر عنها الشعار، وترافق معها مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية ونشاط توعوي وغير ذلك.
– الصرخة أصبحت عنواناً وشعاراً لمشروع توعوي عملي بنّاء ينهض بالأمة لمواجهة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية، ونشر الوعي في غاية الأهميّة؛ لأَنَّ الأُمَّــةَ بحاجة ماسة إلى فهم وإدراك ما يدبر لها الأعداء لمواجهة الحملة التضليلية التي تستهدف الأُمَّــة، وهي تحتاج أَيْـضاً إلى أن تعمل في إطار مشروع ذي طابع عملي.
– بالصرخة تحدّد موقفاً واضحاً من الأعداء، وهذا يعني أنه لم يعد هناك مجالٌ للصمت والسكوت عن مؤامرات الأعداء في الساحة الإسلامية؛ لأَنَّ الصمتَ ﻻ ينسجمُ مع القرآن ولا مع الواقع، بل هو خدمة للعدو يسهل له مهامَّه العدائية دون أي عوائق أَو متاعب تعطل مخطّطاته الخطيرة.
– والشعار مهمٌّ جِـدًّا في تحديد موقف من العملاء والخونة من أبناء الأُمَّــة الذين يقفون في صفِّ أمريكا وإسرائيل، سواء أكانوا أنظمة أَو حكومات أَو حركات أَو شخصيات.
– وهذه الصرخة وما يترافق معها من خطوات عملية لمواجهة الصراع مع عدو يتحَرّك على كُـلّ المستويات، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، مستخدماً عملاءَه والمنافقين ليخترق الأُمَّــة من داخلها ليضعفها ويمزّق نسيجها الاجتماعي، ويئد كُـلَّ تحَرّك حر في أوساط الأُمَّــة، فوجب أن يكون تحَرّكنا تحَرّكاً واعياً شاملاً ويتجه إلى سد الثغرات على العدوّ ليحصن هذه الأُمَّــة من الداخل ويحميها من الاختراق، وهذا الوعي مستمد من القرآن الكريم الذي وعّانا وَفهمنا خطورةَ العدوّ الإسرائيلي والأمريكي على الأُمَّــة وأهدافهم الدنيئة وأساليبهم، وكيف ينبغي أن نواجهه وجاءت الصرخة لتسد حالة الاختراق وتساعد على التحصين.
– الصرخة والخطوات العملية التي صاحبتها أثبتت أنها بمستوى المواجهة مع الأخطار والتحديات، فقد استنهضت الهمم وشحذتها وخلقت موقفاً توعويًا وعملياً من الأعداء، وأعاقت تقدمهم في تنفيذ مشاريعهم.
في ختام هذا المقال نخلص إلى أن الصرخة ذات أهميّة استراتيجية؛ كونها تمثل نقلة عملية وبداية انطلاقة ميدانية توعوية بناءة تنهض بالأمة، وتحدّد أعداءَها وموقفها منهم، الصرخة شعار وموقف ومسؤولية وسلاح..