مسؤولون وباحثون وخطباء يمنيون لصحيفة “المسيرة”:
- قرارُ النظام السعودي منعَ الحج “جريمةٌ شاملة” وإغلاقُ المقدسات لا يخدم سوى الأمريكيين والصهاينة
- حكامُ المملكة فتحوا الأسواقَ والبارات ومنعوا المسلمين من أداء فريضة الحج
المسيرة| محمد ناصر حتروش:
أعلن النظامُ السعوديُّ هذا العام منعَ المسلمين من أداء فريضة الحج، متحججاً بانتشارِ وباء كورونا المستجد كوفيد 19 في معظم دول العالم، وَأن إعلاءَ النفس من أهمِّ مقاصد الشريعة.
وجاء هذا الإعلانُ ليُحدِثَ موجةَ غضب واستياءً واسعَين في مختلف أنحاء العالم، لا سِـيَّـما أن قرارَ الإعلان جاء بعد انحسار وباء كورونا في معظم دول العالم، وعودة الحياة إلى طبيعتها ومنها العاصمة الرياض التي فتحت الأسواقَ والبارات أمام الزائرين.
ويقول المتابعون: إن الأولى بالنظام السعودي عدمُ إعلان المنع واقتصار عدد الحجيج إلى ألف فقط، فقد كان عليه العمل بأخذ كافة الإجراءات الوقائية والسماح للناس بالتوجّـه إلى بيت الله الحرام لأداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام.
استهتارٌ كبيرٌ بالمقدسات
ويستنكرُ نائبُ وزير الأوقاف والإرشاد، فؤاد ناجي، منعَ النظام السعودي لفريضة الحج المقدّسة للعام الهجري 1441هجرية، معتبرًا هذا الإجراءَ خطوةً غيرَ موفقة، وهو عينُ الصَّدِّ عن المسجد الحرام الذي حذَّر الله منه في القرآن الكريم وتوعّد عليه بالعقاب.
ويشير ناجي في تصريح خاص “للمسيرة” إلى أنه كان حرياً بالنظام السعودي بدلاً عن شنِّ الحروب الإجرامية بحق المسلمين وتغذية الصراعات في مختلف الشعوب الإسلامية أن يعملَ على ترتيبِ إجراءاتٍ صحيحة وسليمة، من شأنها أن توفِّرَ المناخَ الملائم لحجاج بيت الله الحرام، لافتاً إلى أنه قد كان هناك وقتٌ كافٍ لذلك الترتيب، مع وجود بدائلَ ومعالجات عديدة يمكن القيامُ بها لتذليل الصعاب بدلاً عن المنع لعُمُوم حجاج المسلمين.
ويرى العلامة فؤاد ناجي، أن منعَ الحج والصّد عن المسجد الحرام أتى بعد أن رفعت كثيرٌ من دول العالم -بما فيها النظام السعودي- قيودَ الحجر الصحي، ويعكس ما يعانيه هذا النظام من التنكُّرِ لدين الله والمسارعة لمنع ما أمكن من فرائض الله ولو بأوهنِ الأعذار، موضحًا أن هذه الخطوةَ تُرْضي أسيادَ هذا النظام من الأمريكان والصهاينة وتحقّق أجندتَهم وأهدافَهم؛ لأَنَّهم يرّون في شعيرة الحج خطراً يهدّد مخطّطاتهم؛ باعتبَارها مؤتمر المسلمين الأعظم وفريضة تعزز وحدة الأُمَّــة الإسلامية وأن الأمريكان طالما سعوا عبر النظام السعودي العميل إلى أن يُفْرِغوا الحجّ من محتواه ورسالته، وانهم اليوم يفرغون الحرمين الشريفين من حجاج بيت الله.
وتطرق العلامة ناجي إلى ما يعانيه أبناء اليمن من منعهم من أداء فريضة الحج خلال السنوات الخمس الماضية، وأن النظامَ السعودي أصبح اليوم يعُمُّ المسلمين في تسييسٍ واضحٍ لفريضة الحج، مُشيراً إلى أن الطبيعةَ المتوحشةَ للنظام السعودي تُسقِطُ عنه الذريعة التي تحجج بها بقوله إن قرارَ المنع يأتي باعتبَار أن إعلاء النفس من أهم مقاصد الشريعة، موضحًا أن السلوكَ الدموي لهذا النظام في حربه العدوانية على اليمن شاهدٌ حي على أن مسألة إعلاء النفس البشرية لا تعني له شيئاً.
ويؤكّـد العلامة ناجي أن منع فريضة الحج جريمةٌ بكل المقاييس تثبت مدى استهتار النظام بالمقدسات التي توعد الله مرتكبها بالعقوبة الشديدة بقوله تعالى: ((وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ))، متوقعاً سرعةَ زوال النظام السعودي واستعجاله للعقوبة من الله تعالى، منوِّهًا بأن النظام السعودي تعمد إغلاق بيت الله الحرام وأنه كان بوسعه إجراءُ الحجر الصحي لمدة أسبوعين أَو أخذ شهادات ووثائق صحية من الحجاج الوافدين من مختلف الدول، وأن قرار السماح والمنع بيد النظام السعودي العميل غير جائز ولا ينبغي السكوت عليه وأن الأُمَّــة الإسلامية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجريمة.
ويدعو ناجي الدولَ الإسلامية إلى استنكار هذه الخطوة، والعمل على رفع يدِ النظام السعودي عن المقدسات الإسلامية الذي ثبت فشله في إدارتها، وثبت أنه أبعد ما يكون عن التقوى التي ينبغي أن تكون صفة المتولين عليها، كما يدعو إلى إشراك الدول الإسلامية في إدارة المشاعر المقدسة، بما يتيح جعلَها والمسجدَ الحرام للمسلمين عامة، (سواء العاكف فيه والباد)، لا أن يتحكم فيها النظام السعودي المتولي لليهود والأمريكان.
قصورُ وعي ومخالفةٌ لشرع الله
من جهته، يرى وكيلُ وزارة الأوقاف لقطاع الإرشاد، العزي راجح، أن النظامَ السعوديَّ غيرُ مؤهل لخدمة المقدسات، وأن التوفيقَ الإلهي سُلب منهم، وأنه يتخبطُ في إدارته وأعمالهم وكافة أفعاله.
ويشير راجح في تصريح خاص “للمسيرة ” إلى أن تحكُّمَ النظام السعودي في الحج دليلٌ فعليٌّ على قصور الوعي لديه عن فريضة الحج وعظمتها وأن أعماله مخالفة لشرع الله.
ويؤكّـد راجح أن النظامَ السعودي سيتمادى إلى أفعالٍ أكبرَ من إغلاق المقدسات، وأن السعودية ربيبة للنظام الأمريكي والإسرائيلي تنفذ السياسات الصهيونية بكل حذافيرها، وأنه ينبغي على الشعوب الإسلامية التصدي للنظام السعودي وإيقافه عند حده، وأن على الأُمَّــة الإسلامية أن تصحوَ من سباتها وتحافظَ على المقدسات.
بدوره، يعتبر الناشط الدكتور حمود الأهنومي منعَ الناس من أداء فريضة الحج جريمةً، وأن الله تعالى توعد من تصدى عن سبيله بأشد العقوبات، وأن النظام السعودي العميل يلبي رغبات الصهاينة الذين يسعون إلى إغلاق المقدسات أَو إفراغها من مضمونها ومحتوها والإحالة دون تحقيق الثمرة التي شرع الحج لأجلها.
ويؤكّـد الأهنومي في تصريح خاص “للمسيرة” أن النظامَ السعودي يسعى إلى تنفيذ أجندة الصهاينة، وذلك من خلال تفريق الأُمَّــة الإسلامية وزرع الفتن، وأن عدوانها على اليمن جزءٌ من العدوان على الأُمَّــة الإسلامية.
ويشير الدكتور الأهنومي، إلى أن اجتماعَ الناس بمختلف ألوانهم ولغاتهم إلى مكان واحد دليلٌ على الوحدة الإسلامية، وهو ما تسعى السعودية إلى عدم تحقيقه، وأن وباء كورونا ذريعةٌ لتعطيل هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، مُشيراً إلى أن السعودية فتحت الأسواقَ والبارات وغيرها من الأماكن واستثنت الأماكنَ المقدسة فقط، وهو ما يؤكّـد حرصَها الشديد على إغلاق المقدسات.
ويعتبر الدكتور الأهنومي منعَ المسلمين من أداء فريضة الحج جريمةً شاملةً يجب محاسبة مرتكبيها، وأن على الأُمَّــة الإسلامية أن تأخُذَ بزمام الأمور وتطالبَ بأن تكونَ الأراضي المقدسة تحت إدارة إسلامية تديرُ المقدساتِ بعيدًا عن التحكم السعودي العميل، مؤكّـداً أن إغلاقَ المقدسات له آثارٌ كبيرة، وأن العقوبة الإلهية ستحل على النظام السعودي وأن إغلاقهم للمقدسات يسقط ولايتَهم الواقعية، ناهيك عن الولاية الشرعية المنتهية عنهم بالأصالة، وأنه يجبُ على الأُمَّــة الإسلامية أن تعيَ بأن النظام السعودي غيرُ مؤهلٍ لإدارة المقدسات.
تسيسُ الحج لمآربَ سياسية
وَيعتبر الخطيب محمد غالب، منعَ الحجاج عن أداء هذه الفريضة لهذا العام هو من الصدِّ عن سبيل الله، موضحًا أن هذا ليس غريباً على قرن الشيطان، فهم يصدون كُـلّ عام وأن لهم تاريخاً أسودَ يؤكّـد مدى خبثهم.
ويقول غالب في تصريح خاص لصحيفة المسيرة: إن النظام السعودي يمنع أيَّ دولة تختلفُ مع سياستهم، وأنهم يقومون بتسيس الحج وَيعتبرون قضية الحج فرصةً لممارسة مآربهم ومصالحهم السياسية، مُشيراً إلى أن النظام السعودية عمل على مدى السنوات الماضية على منع بعض الدول التي لا تدور في فلكها وأن منعه هذا العام العالم من الحج فاقم المشكلةَ، وهو ما يوحي بخطورة شديدة، وأن منعه أداء فريضة الحج يعتبر احتلالاً لمقدسات الأُمَّــة الإسلامية.
ويرى غالب أن السعوديةَ تستغل المقدسات لتفريق الشعوب الإسلامية وتحريضها على الدول المناهضة لسياستها وأنها تجعل من الحرم مصدراً لتصدير الفكر التكفيري والإرهابين، مؤكّـداً أن ارتفاع الأسعار وغلاء الشقق ورفع تكاليف الحج من الأمور التي تعتبر صداً عن سيبل الله، مُشيراً إلى أن الوعدَ الإلهي يتربصُ بهم وأنه يجب على اليمنيين أن يهيئوا أنفسَهم للدفاع عن الحرم وتحريره من النظام السعودي العميل، موضحًا أن إغلاقَ الحرَم المكي والمساجد تحتَ ذريعة فيروس كورونا يعتبر من الخلل الكبير في الأُمَّــة الإسلامية.
ويشيرُ غالب إلى أن النظامَ السعوديَّ يسعى إلى خراب المقدسات؛ كي لا تؤديَ دورَها الهامَّ والعظيمَ في وحدة الأُمَّــة الإسلامية وأنه يسعون إلى إفراغ المقدسات من تأدية دورها العظيم الرباني في وَحدة الأُمَّــة الإسلامية.