الأسبابُ الحقيقيةُ لقرار النظام السعودي إلغاءَ الحج
إسماعيل ضيف الله*
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)..
(وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)..
اللهُ سبحانَه وتعالى شرع الحجَّ وجعل له مكانةً رفيعةً في ديننا وجعله ركناً لا يتم إسلامُ المرء إلَّا به في حال الاستطاعة، وعلى مدى التاريخ والأزمنة حتى في تاريخ ما قبل الإسلام كان للحج -وإن اختلفت أركانُه- مكانتُه الرفيعةُ والمقدسة عند العرب، وقد أتى الإسلامُ لـ يعززَ من هذه المكانة، وجعل منها مؤتمراً إسلامياً لـ تدارُسِ أمورنا كـ مسلمين ولـ يكونَ لنا خطةً مستقبليةً لـ مواجهة كلِّ ما يهم وحدةَ ولمَّ شملنا كـ أُمَّـة إسلامية تمتثل لما أمر اللهُ ورسوله به وما نهى اللهُ ورسولهُ عنه..
إلا أنَّ ما نراه حَـاليًّا ممن يسمّون أنفسَهم خُدَّامَ الحرمين الشريفين مناقِضٌ ومنافٍ للمشروعية التي فُرض مِن أجلِها الحج.. ومن ضمن ذلك ما تم إعلانُه من قرار إلغاء الحج لهذا العام من قبل النظام السعودي غير المبرّر مهما كانت أسبابُهم التي يوهمون العالم بها، وإنَّما كان ذلك امتثالاً لـ توجيهاتِ اليهود والنصارى، ومن خلال هذا القرار المجحف بحقِّ ضيوف بيت الله الحرام، فقد اتضحت الصورةُ جليًّا أمام مَن كان لا زال في قلبه ذرةٌ من التعاطف مع هذا النظام بأن يعرفَه على حقيقته؛ كونه عبارةً عن آلةٍ أنشأها اليهودُ والنصارى.
إذن يجبُ علينا كـ عرب ومسلمين أن نتحدَ ويكونَ لنا موقفٌ حازم وجاد بأن نجعلَ إدارةَ الحرمين الشرفين إدارةً مشتركةً لا تنفردُ بها دولةٌ عن أُخرى، وبذلك تعاد الفريضة إلى مشروعيتها الإلهية الحقيقية التي فُرضت مِن أجلِها، ويكون منبرُ الحرمين الشريفين تنفيذاً لـ التوجيه الالهي بإعلان البراءة من أعداء الإسلام..
(وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) صدق اللهُ العظيم.
* وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد المساعد لقطاع الحج والعُمرة