توازنُ الردع الرابعة.. والقادمُ أعظم
زينب العياني
على مدى العصور والبشريةُ تعيشُ في ظلمٍ وحروبٍ، وتُعاني من جبابرةٍ مُتسلّطين، ولكن في كُـلّ زمان يأتي اللهُ بقومٍ ناصرين للحق قامعين للبغي لا يخافون في الله لومة لائم، المعركةُ بين الحق والطاغوت هي منذ الأزل وما زالت مُستمرة حتى عصرنا هذا، الفرق أن اليومَ ولّى انتصار الطاغوت وباتت الانتصارات تتجلّى لقوى الحق.
القوات المسلحة اليمنية مؤخراً استهدفت العمق السـعودي في عملية الأكبر من نوعها والتي سُميّت “توازن الردع الرابعة” رسالة هذه العملية للتّحالف أن اليمنيين لا يقبلون المساومة والمخادعة في إيقاف العدوان ورفع الحصار.
ما يُميّز “عملية توازن الردع الرّابعة” أنها استمرت من المساء حتى الفجر وتنوع أهدافها أَيْـضاً، حيث اتسعت جُغرافيا العملية من جيزان ونجران، وُصُـولاً إلى عاصمة العدوّ الرياض، المدينة الأشدُّ تحصينًا لدى العدوّ بالدفاعات الجوية والرادرات من صواريخ الباتريوت وغيرها الكثير من مسارات الدفاع، وهذا يؤكّـد للسعودية أن القوة التي تتحدث عنها وتتباهى بها وتُغرد بين وقتٍ وآخر أن دفاعاتها الجوية استطاعت للتّصدي لعمليات القوات المسلحة اليمنية، وإحباطها، رسالةٌ واضحةٌ بأن القوة العسكرية اليمنية هي الأكبر والأقوى في ساحة المعركة، حيث أن السعودية أصبحت هي وقواتها ونفطها ومواقعها العسكرية والجُغرافية في مرمى سلاح اليمن الفتاك.
السلاحُ المُستخدم في “عملية توازن الردع الرابعة” مشتركٌ بين القوة الصاروخية وسلاح الجو المُسيّر، استخدمت القوة الصاروخية أنواع عدّة من الصواريخ منها صواريخ ذو الفقار بعيدة المدى -قدس مُجنح، الذي يتميز بتقنيته العالية في تجاوز منظومات الدفاع الجوية – وصواريخ مُجنحة لم يُكشف عنها بعد وَأَيْـضاً طائرات من نوع صماد 3، التي تُحلق على مديات بعيدة جِـدًّا حيث جُرّبت في أكثر من عملية.
يبدو أن القوات المسلحة غيّرت مساراتها في أهدافها الاستراتيجية مع العدوّ، فعملياتُ توازن الردع الثلاث السابقة، استهدفت عَصَبَ الاقتصاد السعودي، وتركزت على أهداف نفطية، فما الذي تغيّر اليوم؟.
مع انخفاضِ أسعار النفط ربّما لم تعد القواتُ المسلحة ترى فيها هدفًا ثمينًا، فانتقلت إلى مسارٍ جديدٍ باستهداف العصب السعودي وهو الاستخبارات، وقاعدة سلمان الجوية ومواقعَ عسكريةً في الرياض وَجيزان ونجران
“عملية توازن الردع الرابعة” تعكسُ الشجاعةَ والقوةَ والجُرأةَ لمن يُمثل اليمن، حيث أن هذه العملية تهدفُ إلى وقف العدوان ورفع الحصار وإطلاق سُفن النفط.
والقادم حافلٌ بالمزيد..