نعمل على إنشاء مصنع عملاق للطحين المركَّـب قادر على إنتاج آلاف الأكياس يوميًّا للتقليل من استيراد الحبوب
نائب مدير المشاريع في مؤسّسة قنوان للتنمية الزراعية، المهندس عامر حسين عامر في حوار مع المسيرة:
المسيرة – حاوره:- إبراهيم الهمداني
قال نائبُ مدير المشاريع في مؤسّسة قنوان للتنمية الزراعية، المهندس عامر حسين عامر: إن المؤسّسة تتبنى مشاريعَ تنمويًة اقتصادية حقيقية تعمل على تعزيز صمود المجتمع وتحصينه ضد مشاريع التبعية والاستلاب ومن ضمنها مشروع الدقيق المركَّـب.
وَأَضَـافَ عامر في حوار مع صحيفة المسيرة أن المشروع يعد “استراتيجياً” في جانب الأمن الغذائي لبلدنا، كما أنه يساهم في التقليل من فاتورة الحبوب المستوردة، ويسعى إلى رفع المستوى المعيشي للمزارعين الذين يشكلون نسبة كبيرة من عدد السكان.
وأشَارَ عامر إلى أنه يتم إنتاج حَـاليًّا ما بين 300- 400 كيس يوميًّا، وأن المؤسّسة تتجه إلى إنشاء مصنع عملاق للطحين المركَّـب قادر على إنتاج آلاف الأكياس يوميًّا.
إلى نص الحوار:
– مَـا هِي فكرة المشروع؟، وكم مضى على بداية تنفيذه؟
فكرةُ المشروع كانت معروفةً منذ القِدم، حيث كانت الأُسر اليمنية تقومُ بخلط معظم أنواع الحبوب لإنتاج الخبز والكدم وغيرها من المأكولات الشعبيّة القديمة.
من هنا -وعن طريق خبراءَ وأساتذة جامعيين وفنيين- جاءتنا فكرةُ إنشاء أول وحدة في اليمن للطحن والخلط بطرق حديثة؛ لخلط الحبوب وطحنها وإنتاج طحين مركَّـب بنسب مدروسة ومختلفة؛ لتغطي معظم المعجنات والمأكولات، وقد بدأنا تنفيذ المشروع في منتصف عام 2018م.
– مَـا هِي الأهدافُ العامة والخَاصَّة التي تعملون على تحقيقها من خلال هذا المشروع؟
يهدف برنامج الطحين المركَّـب إلى تحقيق عدد من النتائج، ومنها:
– تعزيزُ الأمن الغذائي، عن طريق تقليص فاتورة الحبوب المستوردة، والتقليل من كمية الحبوب المستوردة.
– توفيرُ رغيف وطني ذي قيمة غذائية عالية، وسعرٍ تنافسي يصل إلى أيدي كافة شرائح المجتمع بيسرٍ وسهولة.
– توسيعُ الرقعة الزراعية، عن طريق تشجيع المزارعين للتوسُّع في زراعة أراضيهم، وهذا يعتبر من أهم مقومات التنمية الزراعية.
– إحياءُ الثقافة الاستهلاكية للمحاصيل الزراعية اليمنية.
– إعادةُ توزيع الثروة وخلق تنمية ريفية، عن طريق مشاريع الزراعة التعاقدية مع مزارعي الحبوب في الجمهورية.
– زيادةُ وعي المجتمع بأهميّة الطحين المركَّـب ذي القيمة الغذائية العالية ليحل محل الخبز الأبيض الذي يعد من السموم البيضاء.
– كيف يتم تأمينُ وتوفيرُ مدخلات المشروع الحبوب بأنواعها، تفادياً لتوقف خط الإنتاج؟
نقومُ بعددٍ من الخطوات والإجراءات التي تكفلُ تأمينَ احتياجاتنا من مدخلات الإنتاج، ومنها:
– مشروع الزراعة التعاقدية.
– الاتّفاقُ المباشر مع عدد من المزارعين والتجار في أكثرَ من محافظة.
– الاتّفاقُ المباشرُ مع الكيّالين في عدد من المحافظات.
– الشراء المباشر من الأسواق المحلية.
– التعاون مع المؤسّسات ذات الصلة، سواء الحكومية أَو الخَاصَّة.
– حبّذا لو أطلعتمونا والإخوة القراء -في نبذة مختصرة– على خطة سير العمل، والخطوات التي يمر بها المنتج حتى يصل إلى المستهلك في صورته النهائية؟
تمر عملية إنتاج الطحين المركَّـب بعددٍ من الخطوات، وذلك على النحو الآتي:
- تحديد الاحتياج من الحبوب وفقاً للكمية المراد طحنها بناءً على التراكيب المختلفة.
- جمع عروض الأسعار وتحليلها بالتنسيق ما بين الإدارات الآتية: المشاريع، المالية، الإنتاج.
- اختيار العرض المناسب.
- نزول مختص الفحص لمعاينة وفحص الحبوب.
- شراء الحبوب وفقاً للمعايير الآتية:
جودة الحبوب وخلوها من أيَّةِ آفات.
الشراء بسعر مناسب يشجّع المزارعين على مواصلة الزراعة.
الأولوية هي لشراء الحبوب المحلية، ولكننا نواجه إشكالية تتمثل في أن الكميات المطلوبة من القمح البلدي غير متوفرة في السوق، وهذا ما يجعلنا نضطر- في الوقت الحالي- إلى شراء كميات من القمح الخارجي، وقد شرعتْ قنوان لمعالجة هذه الإشكالية من خلال عدد من الخطوات، أبرزها ما يلي:
الزراعة التعاقدية (زراعة عشرات الهكتارات بأنواع الحبوب المختلفة وعلى رأسها القمح، في أكثر من محافظة).
تجربة زراعة القمح في مناطق تصنَّف على أنها غير صالحة لزراعة القمح، والنتائج الأولية تبشر بخيرٍ عظيم.
- وأخيرًا نقوم بنقل الحبوب -التي تم شراؤها- إلى مصنع قنوان للطحين المركَّـب، وهناك يتم مجدّدًا فحصها للتأكّـد من جودتها ومناسبتها لمعايير قنوان الصارمة في مجال استهلاك الحبوب، ويتم بعد ذلك عمليات: الغربلة والطحن والخلط والتعبئة والتغليف ومن ثم إيصال المنتج النهائي إلى المستفيدين.
– ما هو تقييمُكم لمنتج الدقيق المركَّـب حَـاليًّا كمًّا وكيفًا مقارنةً بالبدايات؟
نحمدُ اللهَ الذي وفقنا للوصول إلى هذه التركيبة الحالية للطحين المركَّـب، التي جاءت بعد إجراء عدد كبير من التجارب، ولدينا -أيضاً- عدد من التجارب الناجحة ذات التراكيب المختلفة التي تحمل قيمة غذائية عالية، وسنطرح هذه التراكيب في متناول الجميع قريباً إن شاء الله.
وبخصوص الكمية التي ننتجها حَـاليًّا فهي تتراوح ما بين (300-400) كيس، ونحن بصدد العمل على إنشاء مصنع عملاق للطحين المركَّـب قادر على إنتاج آلاف الأكياس يوميًّا، ومن الله نستمد العون والتوفيق.
– ما أهميّة هذا المشروع اقتصادياً وصحياً ومجتمعياً؟
من الناحية الاقتصادية يعدُّ مشروع الطحين المركَّـب مشروعاً استراتيجياً في جانب الأمن الغذائي لبلدنا الحبيب، كما أنه يساهم في التقليل من فاتورة الحبوب المستوردة، ويسعى إلى رفع المستوى المعيشي للمزارعين الذين يشكلون نسبة كبيرة من عدد السكان.
ومن الناحية الصحية فإن الطحين المركَّـب يعدُّ غذاءً مفيداً للجسم؛ نظراً لاحتوائه على محاصيل الحبوب المحلية ذات القيمة الغذائية المرتفعة حسب التراكيب المختلفة، كما إن هذا الطحين يوفّر للمواطنين بديلاً صحياً عن الدقيق الأبيض.
والناحتان الاقتصادية والصحية تساهمان بدورهما في تحقيق عدد من الفوائد للمجتمع؛ لأَنَّها تنعكس بشكلٍ إيجابيٍّ على رفاهيته وأمنه الغذائي.
– لنجاح أي مشروع اقتصادي إنتاجي، يجبُ مراعاة عدة أمور لعل أهمها: جودة المنتج، خطة الترويج والتسويق، نيل رضا المستهلك وثقته، من خلال تأمين احتياجاته ومراعاة قدرته الشرائية.. أين تقع هذه الشروط في مشروعكم؟
شرطُنا الأَسَاسي والأهمُّ هو جودةُ العملية الإنتاجية في كُـلّ مراحلها، ابتداءً من شراء الحبوب بعناية وحرص، وحتى خروج المنتج بصورته النهائية، ولدينا تعاون مع الجهات ذات العلاقة بضبط ومراقبة الجودة، وفي مقدمة هذه الجهات الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة، التي تقوم بشكلٍ دوري بمتابعة عملنا في المصنع.
وعن خطط الترويج والتسويق فإننا نستخدم الوسائل التي تكفل لنا الوصول إلى الجمهور المستهدف، عن طريق: القنوات الفضائية – الإذاعات – الصحف – المواقع الإلكترونية – شبكات التواصل الاجتماعي- سوق الخميس، وغير ذلك من الطرق والوسائل.
ولا شك أننا -في برنامج الطحين المركَّـب- نأخذ بعين الاعتبار القدرة الشرائية ورضا المستهلك؛ لأَنَّهما عاملان أَسَاسيان في النجاح والاستمرارية، ونحن نسعى بالأَسَاس إلى تغيير النمط الغذائي للمواطنين ورفع وعيهم وليس الربح من برنامج الطحين المركّب، وهذا ما يجعلنا نطرحه في الأسواق بسعرٍ نعتقد أنه في متناول الجميع إذَا ما نظرنا إلى كُـلّ العوامل التي منها: القيمة الغذائية للطحين المركَّـب، أسعار مدخلات الإنتاج، أسعار المنتجات البديلة.
– كيف تقيمون حضوركم في سوق الخميس، ونسبة الإقبال على المنتج، وهل لديكم نقاط بيع أُخرى؟
سوق الخميس هو خطوة متقدمة وفكرة ممتازة، ونحن في مؤسّسة قنوان نتشرف بالمشاركة في هذا السوق، وحضورنا ليس لغرض الربح وإنما بهَدفِ الترويج للطحين المركَّـب، ولم نتفاجأ بالإقبال الكبير على الطحين المركَّـب؛ لأَنَّنا على بصيرة بأن الشعبَ اليمني لديه الرغبةُ في أن يحافظَ على صحته وأن يخدمَ اقتصاد بلده، وكل ما يحتاج إليه فقط هو التوعيةُ والإرشاد وتقديم المُنتج الذي يحقّق له الرضا.
ولدينا عددٌ من نقاط البيع في العاصمة صنعاء، على النحو الآتي:
– مصنع قنوان للطحين المركَّـب.
– أفران قنوان.
– مؤسّسة غدرة التجارية – شارع النصر.
– الهتار للبهارات – شارع الزراعة.
– محلات الوفاء العربي – شارع القاهرة – جوار شركة السنباني للدواجن.
– بوصفكم أحد أهم المنتجين.. ما تقييكم لسوق الخميس من حيث: الأداء الإداري والخدمات، السياسة الترويجية، مستوى التنظيم؟
يتحسن الأداء الإداري والخدمي والتنظيمي لسوق الخميس من أسبوع لآخر، وهذا يدل على حرص القائمين على السوق على إنجاح السوق والاستفادة من كافة الملاحظات التي يقدمها المشاركون في السوق أَو الزائرين له.
ونأمل أن يبذل القائمون على السوق جهداً أكبرَ في الترويج للسوق بما يكفل تحقيق الأهداف التي؛ مِن أجلِها أقيمتْ هذه الفكرة على أرض الواقع، وذلك عن طريق الترويج والإعلان عن السوق عبر كافة الوسائل.
– هل لديكم استراتيجية إعلامية خَاصَّة بكم للترويج لمنتج الطحين المركَّـب، أم إنكم تكتفون بالترويج في إطار إعلام سوق الخميس؟
كما ذُكر سابقًا فإن وسائلنا لتسويق الطحين المركَّـب والترويج له لا تقتصرُ على “سوق الخميس”، فنحن نستخدمُ عدداً من الوسائل الإعلامية والدعائية التي تساعدُنا في الوصول إلى هدفنا المتمثل في رفع وعي المواطنين بأهميّة الطحين المركَّـب وبأضرار الدقيق الأبيض، ويمكنكم زيارة موقعنا على الإنترنت لمزيد من المعلومات حول طرقنا في الترويج والتسويق، وذلك عن طريق الرابط الآتي: www.qinwan.Org
– كلمة شكر تريدون توجيهَها من خلال هذه المقابلة.. ولمن؟
نشكُرُ اللهَ العلي القدير الذي وفّقنا للقيام ببعض ما يجب علينا القيام به؛ خدمةً لوطننا وأمتنا في ظل تكالب الأعداء علينا، وسعيهم بكل الوسائل إلى إخضاعنا وإذلالنا، ولكن هيهاتَ لشعبٍ عظيمٍ يقودُه رجلٌ حكيمٌ مُلهَمٌ أن يستسلمَ أَو يتوانى عن القيام بواجباته في المجالات كافة حتى يتحقّق النصر المبين بإذن الله.
كما نتوجّـه بجزيل الشكر والامتنان لقيادتنا الرشيدة التي نستمدُّ منها بعد الله الإرادَة والإصرار على تحقيق الأهداف المنشودة، والشكر موصولٌ لكل من ساهم وتعاون معنا وبذل الجهد لإنجاح برنامج الطحين المركَّـب.
شكراً لكم ونسأل الله أن يوفقَكم والجميعَ إلى ما فيه خيرُ البلاد والعباد.