احتجازُ ناقلات النفط إبادةٌ أممية مقصودة
بلقيس علي السلطان
خمس سنوات مضت من سنوات العدوان على اليمن، كانت كفيلة بكشف الأقنعة لكثير من المسؤولين والمؤسّسات والدول بما فيها ما يسمى بهيئة الأمم المتحدة التي حملت شعار الحمام وغصن الزيتون، ولكن الأيّام جاء لتثبت أن شعارها هو شعار القراصنة المتمثل بالجماجم والعظام، فأدوارها لا تختلف كَثيراً عن أدوار المستعمرين والطغاة العالميين الذين جعلوا منها أداة ينفذون من خلالها خططهم ومؤامراتهم الخبيثة.
لقد برز دور الأمم المتحدة كأداة من أدوات العدوان في اليمن بشكل جلي وواضح منذ بداية العدوان، من خلال التستر والتغطية على جرائم العدوان التي يندى لها الجبين، وكذلك السكوت والمشاركة في الحصار المطبق على اليمن وعلى بعض المناطق من قبل مرتزِقة العدوان كالدريهمي وكذلك ما كشفته الأيّام عن الدور المخزي لمبعوثها لليمن الذي مثل الناطق الرسمي للعدوان بأساليب خادعة وخبيثة وكأنه حمامة للسلام بينما هو غراب للدمار والخراب وما فعلته منظمة الصحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة لا يخفى على الجميع فدورها البارز في إثارة الشائعات حول وصول فيروس كورونا إلى اليمن ونسبة انتشاره، وكذلك انسحابها من ساحة التصدي له بعد أن أوصلته بالفعل إلى اليمن وكذلك التنصل عن مسؤوليتها في إمدَاد اليمن بما تحتاجه من أدوية وأجهزة طبية، لهو أكبر الدليل على مكر وخبث هذه الهيئة، وما تفعله مؤخّراً من احتجاز لناقلات النفط في ظل ما تشهده اليمن من حصار وحرب وجائحة صحية يدل أكبر دلالة على الإبادة التي ترتكبها الأمم المتحدة بالشعب اليمني..!
لقد تحمل الشعب اليمني من العناء ما لم تستطع شعوب العالم تحمله؛ مِن أجلِ نيل الحرية والعزة والكرامة وهذا لا يروق للأعداء وأدواتهم بما فيهم الأداة الأممية التي لم تعد صرخات الأطفال الجوعى وبكاء النساء الثكلى وأنين المرضى في العنايات المركزة، وآهات الأطفال في الحضانات تثير حتى شفقتها أَو تحَرّك ضميرهم الإنساني الذي غيبته رائحة النفط والأموال الخليجية، وغيبته القوى الاستكبارية العالمية التي هدفها السيطرة على العالم وثرواته وإركاع وإذلال الشعوب التي لا تقبل بالوصاية والخنوع.
إن ما تفعله قوى العدوان برعاية أممية باحتجاز ناقلات النفط يعتبر جريمة حرب بامتياز، وَإذَا كان السكوت العالمي تجاه هذه الجرائم هو السائد، فإن البركان اليمني الثائر لن يسكتَ وسيقذفُ حممَه باتّجاه الطغاة، كي يعلموا بأن دماء اليمنيين وأرواحهم ليست رخيصةً ومستباحة، وبأن الرد اليماني سيكون موجعاً لهم حتى يتراجعوا عن ما نُهوا عنه ويتركوا اليمن وشأنها، فالحريةُ ثمنُها باهظٌ، وقد دفع اليمنيين هذا الثمن، وآن لمن يريدون سلبَ حريتهم أن يدفعوا ثمنَ غطرستهم وطغيانهم وبغيهم وما ذلك على الله بعزيز وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين.