رابع توازن الردع .. رسائل شديدة الفعل وبالغة الأثر
دينا الرميمة
أثمان باهظة يدفعها النظام السعودي منذ إعلانه الحرب على اليمن وشعبه الذي بدوره قابل هذا العدوان الخبيث بصبر استراتيجي حول لديه المحنة إلى منحة فجرت مواهبه في قدراته القتالية والتصنيع العسكري من الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة وأنظمة الدفاع الجوي الأمر الذي تنكره عليه دول العدوان وتنسبه إلى إيران.
ومن مرحلة الدفاع انتقل اليمنيون إلى مرحلة الهجوم وُصُـولاً إلى القيام بعمليات توازن رد رادعة داخل العمق السعودي كحق مشروع في الرد على جرائم العدوان المتواصلة واستمرار حصاره الخبيث.
ومع ما وصل إليه اليمنيون من تطور في القدرات العسكرية والأنظمة الدفاعية التي مكنته من قلب موازين المعادلة لصالحه خَاصَّة وبعد قيامه بعمليات توازن الردع الثلاث إلا أنه وكبادرة إنسانية مد يد السلام لإنهاء هذه الحرب متوعداً بالدخول إلى مرحلة الوجع الكبير في حال رفض السعودية ومن تحالف معها للمبادرة وَأصروا على الاستمرار في عدوانهم وحصارهم
لكن ومع ما يجنيه النظام السعودي من فشل عسكري وخسائر اقتصادية كبيرة وبأُسلُـوب المقامرة الذي غلب على طبع أمرائه لا يزال يمارس بحق الشعب اليمني أبشع الجرائم ويضيق عليه الخناق بحصاره وحربه الاقتصادية ويشحن الموت لليمن،
لم يستوعب النظام السعودي إلى اليوم أن اليمن يستحيل أن يعود إلى زمن التبعية والوصاية فهو يجهل معنى الكرامة التي يقدسها اليمنيين ويفتقدها هو منذ أن سخر نفسه وماله خنجراً ساماً بيد أمريكا به وعبره تحاول تحقيق مآربها في المنطقة، وكخدمة لها شن حربه على اليمن ولم يعد بإمْكَانه الخروج منها، فأمر انهائها لم يعد بيده رغم تورطه الكبير فيها!
وإلى اليوم وفي ظل ما يعانيه اليمن والعالم من جائحة كورونا عجزت عن مواجهته أكبر الدول فكيف ببلد محاصر من ابسط مقومات الحياة؟
لا تزال الغارات اليومية مستمرة ولا تزال المشتَقات النفطية محتجزةً وعلى إثر هذا مؤخّراً دقت وزارة الصحة ناقوس الخطر عن قرب انتهاء الوقود منذرة بحدوث أكبر كارثة داخل المستشفيات بموت الآلاف من المرضى داخل غرف العناية المركزة والغسيل الكلوي خَاصَّة مع توقف ثلاثة مصانع أكسجين.
هنا ما كان على اليمنيين إلا إرسال رابع رسائلهم البالستية الرادعة والأكبر نوعاً وكماً من سابقاتها عبر طائرات مسيّرة وصواريخ بالستية ومجنحة لم يكشف عن عددها ملأت سماء الرياض وُصُـولاً إلى وزارة الدفاع ومبنى الاستخبارات السعودي وقاعدة سلمان وأُخرى حلقت في سماء نجران وجيزان مستهدفة قواعد عسكرية.
الأمر الذي لم يكن يتوقعه النظام السعودي من حيث قدرة اليمنيين المتنامية في الوصول إلى هذه المواقع!
فثمة ما يجهله النظام السعودي من أن اليمنيين نفَسُهم طويل وقادرون على الوصول إلى أبعد مما هو متوقع فالخيارات مفتوحة والأهداف محدّدة ومرصودة!
إذاً هي رسائل بالستية شديدة اللهجة وكبيرة الفعل والأثر تنذر بما هو أشد وتحمل تحذيرات بأن لا يختبروا صبر اليمنيين الذين لا ولن يسمحوا لأي كان بقتلهم وإماتتهم جوعاً، وما هذه العملية إلا جزء من توعد السيد القائد والقيادة السياسية والعسكرية بما ليس في حسبان العدوّ عساه يستوعب ويرضخ للسلام وإلا فإن القادم أعظم فكما المجال مفتوح للسلم هو أَيْـضاً مفتوح للمفاجآت اليمنية الموجعة للعدو وللعالم المنافق والصامت ولإنسانيته المزيفة التي ماتت وتماهت في حرب اليمن،
ولعل الخيار الذي يدركه ويؤمن به اليمنيون أن السعودية لن يكسر عدوانَها إلا العملياتُ الرادعة التي يبدون استعدادَهم لها بشكل أكبر وبعدد أكثر مهما كلفهم ذلك من ثمن طالما العدوان مستمر.