لرجال الله
أشواق مهدي دومان
وَفي تلاحين الشّروق جمال يعزفه رجال الله ببنادقهم.
أُولئك المرابطون الذين ثبتوا ثبات الجبال فعانقوها شمّاء كأرواحهم.
وَهم أنفسهم من تواضعوا فتدفّقوا جداولَ كالسلسبيل، يروون أرواحنا بانتصارات يسكبونها بهناء نصراً تلو النّصر.
رجال الله: من لو كان نسيم الصّيف شحيحاً بالهواء العليل البارد حتّى هبّوا ببذل أرواحهم قتالاً ضدّ المحتلّ الأرعن، فهبّت أخبار انتصاراتهم عليل هواء وَأكسجين ينعش أرواحنا فتعود لتنتشي الحياة فينا من جديد.
رجال الله: من نجني ثمار انتصاراتكم سكينة وَهدوءاً، وَنتذوّق عاقبة ثباتكم شفاء وَبلسماً، وَنذكركم بكلّ عرفان، وَلا ينكركم إلّا ذليل منافق جبان.
رجال الله: أُولئك من تعزف أرواحنا السّعادة فنقيم أفراحنا، وَتتمايل قلوبنا فرحة مستبشرة كبراءة طفلة تتسمّع وقع معزوفتها لتتراقص عليها انتشاء وَنشوة بالحياة، وَشوقاً للمستقبل الرّغيد.
رجال الله: من انغرسوا في كبد الأرض الطاهرة، فكبروا وَعانقوا كبد السّماء بتضحيات كالغيث المدرار يطهّر الأرض من رجس العملاء وَالخونة وَالمحتلّين.
رجال الله وَانتصاراتهم دانية منّا، وَهم يساقطونها رطباً جنيّاً علينا قائلين لنا: كلوا وَاشربوا وَقرّوا عيناً.
رجال الله: من تخرّجوا على يد قائد هو الأبّ الذي نستظلُّ (جميعنا) تحت جناحيه، وَقد خفض لنا جناحي الرّحمة وَالتّواضع درجة قوله: أدعو الله أن يوفقني لأن أكون خادماً لهذا الشّعب، فمضوا بروحه يخدمون شعبهم برباطة جأش وَقتال للعدوّ وَصبر وَمرابطة وَصمود أُسطوري ألغى مقام الأساطير في ذاكرة الشعوب وَأذهان الملاحم.
رجال الله: وَقائدهم من نهجع بأمان وَسلام تحت كنفه وَكنفهم، في حين يفزع من يعيش تحت خَبَث المرتزِقة الذين تشاكس فيهم أربابهم وَباتوا يتشاركونهم تشارك الكلاب على جيفها المقنّعة بمسميّاتها الزائفة، وَشعاراتها الخادعة، وَكلُّهم يجرّه إليه بذيله، حتّى تمزّقوا كخرقة بالية لم تكن لها من قيمة إلّا حين كانت تمسح نعال المحتلّين وَجنجويدهم وَبلاك ووترهم وَسنغاليهم، وَحثالاتهم الشرعية الدنبوعية الوهَّـابيّة، وَالانتقاليّة الإماراتيّة وَحرّاس طوارق الزّيف العفّاشيّة، وَ.. وَ… إلخ.
رجال الله: من أقاموا أعمدة سيادة اليمن وَاستقلالها، وَرفعوا قواعدها من وَفي البيت الإيماني اليماني للتّائبين الأوّابين عن العمالة، وَاحتفوا بالعائدين إلى حضن الوطن حين تبرؤوا من عمالتهم للخارج الأحمق.
رجال الله: من قدّموا أرواحَهم الزكية قرابين للأمن وَالحبّ والسّلام وَالحريّة لليمن، وَامتزجت طينتهم الأصيلة بماء الكرامة، فأقاموا صروح مجد يماني يفزع إليه التّاريخ حين تضيع حضارات الشعوب، فحضارة اليمن بهم قائمة بقيمها وَأخلاقياتها كأنّها حصون منيعة تقينا برد وَصلف العالم الظالم الجبان، كما وَتقينا حرّ نار صيف وَشحّ المرتزِقة الجبناء الخونة.
رجال الله: من يشتاقهم الرّكن اليماني فاتحين مكّة، محطّمين فيها أصنام الوهَّـابصهيونية في مملكة السراويل وَإمارات الزجاج.
رجال الله: من ستجري عواصفهم بما شاءوا لتقتلع خيم الظالمين في بقية معسكرات الخليج الاستعمارية، فتحلّ اللعنة على حكام البحرين وَقطر وَبقية معسكرات الاستكبار الخليجية.
وَستصعق صرخة رجال الله من في أذنه صمم من حكّام العرب العملاء، وَتصدح بالحقّ رافعة شعار الصّرخة على مداخل وَمخارج الجزيرة العربيّة وَجواره شعار: (قادمون يا قدس) فما بعد الكعبة إلّا المسرى.
رجال الله: دمغة الحقّ على الباطل، وَبصمة الحريّة في صفحات المجد.
رجال الله: يا جند الله، وَمدده، وَها أنتم فالسَّلام.