الناطقُ باسم أنصار الله ورئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام لقناة “المسيرة”:
الاتّفاق الصهيوني الإماراتي مستفز ويثبت بأن الأمريكي والصهيوني مستمرون في تدمير المنطقة لكنه سيتلاشى كما تلاشت صفقة القرن
قضايانا وقضايا الأُمَّــة تباع على رصيف الدعاية الأمريكية وليس فيها أية مصلحة لشعوب المنطقة
المسيرة- خاص
استنكر ناطقُ أنصار الله ورئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبدالسلام بشدَّةٍ، الاتّفاقَ الصهيوني الإماراتي واعتبره خطوةً مستفزةً.
وقال عبدالسلام في حوار لقناة المسيرة الخميس: إن هذه الخطوة نقلت ما في السر إلى العلن، وأثبتت أن العدوَّ الصهيوني والأمريكي مستمر في تدمير المنطقة.
وأشَارَ عبد السلام إلى أن الاتّفاق الإماراتي الصهيوني ومشاركة الإمارات في العدوان على اليمن يثبت أن اليمنيين يدفعون أرواحهم ودماءهم فداءً للقضية الفلسطينية، موضحًا أن العدوَّ الصهيوني حرص على تسمية الاتّفاق باتّفاق “إبراهام” ليخدع العالم، مؤكّـداً أن قضية فلسطين حاضرة في وجدان شعوب الأُمَّــة الحرة.
وأوضح عبدالسلام أن هذا الاتّفاق ليس ضد إيران، بل ضد الأُمَّــة العربية والإسلامية، مُشيراً إلى أن محور المقاومة أثبت أن من يقف في جانب فلسطين هو صاحب الموقف المحق والصحيح.
إلى نص الحوار:
– أُستاذ محمد -مساء الخير- تابعتم ما وصفه الرئيس ترامب بالاتّفاق التاريخي بين الإمارات وكيان العدوّ الإسرائيلي.. كيف يتابع أنصار الله ما جرى؟ وفي أي سياق تضعون هذا الإعلان؟
بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين، توكلنا على الله، وأعتقد أن الموقفَ الذي صدر هذا اليوم هو موقف سيء للغاية، نعبّر عن استنكارنا الشديد؛ لأَنَّ هذه الخطوة تعتبر خطوة مستفزة أَوَّلاً خطوة تستفز الأُمَّــة العربية والإسلامية، وهي خطوة وإن كنا نعلم أنها إنما أظهرت الموقف غير المعلن إلى الموقف المعلن، ولكن نحن نعتقد أن هذه الخطوة هي تثبت أن هذا العدوّ الأمريكي الصهيوني مستمرون في مشروعهم في تدمير المنطقة وفي سلبها لمصادر قوتها، كما أنها تثبت أن هذه الدول كأمثال الإمارات العربية المتحدة التي تشن عدواناً وتشارك في عدوان ظالم على اليمن وتشارك في كثير من المعارك في المنطقة، إنما هي تخدم الكيان الإسرائيلي، نحن نعتقد أن هذا الإعلانَ الذي جاء بالنسبة لموقفنا فهو واضح ومعلن وصريح، وما العدوان الغاشم علينا إلا نتيجة لمثل هذا الموقف، وهو يثبت هذا الموقف الذي نحن فيه، وهذه المعركة المشرفة التي نحن فيها، إننا نعبر عن موقفنا ضد الكيان الصهيوني الغاصب وندفع ثمناً وندفع دماً وندفع أرواحنا في سبيل الله وفي سبيل هذه القضية، ثم نحن نعتقد أن هذه المغالطة أَو أن يأتي ترامب ليتحدث كما أشار قبل قليل إلى أن هذا هو يأتي لمصلحة البلدين أَو مصلحة المنطقة، هذا غير صحيح، ويقول إن هذا الاتّفاق هو ضد إيران، هذا كلام غير صحيح، هذا الاتّفاق ليس ضد إيران، هو ضد الإسلام والمسلمين، ضد الأُمَّــة العربية والإسلامية وضد إيران وضد الإمارات نفسها، وضد الشعب الإماراتي نفسه، هذا الاتّفاق أَو إعلان التطبيع العلني بعد أن كان سرياً محرجاً، حان الوقف بعد أن وضعوا الأُمَّــة في حروب ووضعوا أن العدوّ لها ليس إسرائيل، بدأت تظهر مثل هذه المواقف وتأتي الإمارات لتتجرأ بمثل هذا الموقف، ليس ضد إيران وإن كانت إيران فهو موقف مشرف لها، ثم يأتي هذا الاتّفاق ونحن دائماً نقول عندما يأتي هذا الاتّفاق اسمه إبراهام، وقال ترامب للصحفيين إنه كان يريد أن يسميه ترامب لولا أن البعض سينتقد ومع ذلك يريدون أن يضللونا، البعض عندما نقول تعالوا إلى القرآن الكريم إلى تاريخنا الإسلامي، يقولون انتهى هذا الموقف، لماذا لا ينتهي هذا الموقف عند الآخرين؟، لماذا حرصت إسرائيل أن تسمي الاتّفاق بـ إبراهام؟، وهي تريد أن تخدع شعوب المنطقة أن نبي الله إبراهيم -عليه السلام- هو يمثل الجميع، وهذا غير صحيح؛ لأَنَّ رب إبراهيم ورب محمد ورب العالمين، أكّـد في القرآن الكريم: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68) وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (69) آل عمران، ويأتي يستخدم مصطلحاتنا ليضللوا هذه الأُمَّــة بأن إبراهيم يمثل الجميع، إبراهيم هو أول من أسلم، (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) (البقرة – 131)، بل استنكر الله سبحانه وتعالى عليهم عندما يأتون ليحاججوا بإبراهيم، أضف إلى ذلك أن هذه الخطوة التي هي خطوة مستفزة وخطوة لا مبرّر لها، وهي تأتي لخدمة إسرائيل بشكل مباشر تستوجب أن يكون هناك موقف أمام الله أَوَّلاً وأمام هذه القضية الفلسطينية ثانياً.
– هذه لفتة مهمة، أُستاذ محمد كما وصفت هذه الخطوة بأنها خطوة مستفزة وسيئة.. هل تعتقدون أن هناك ربما سيترتب عليها تداعيات وخُصُوصاً أن وزير الخارجية الإماراتي وصفها بالخطوة الجريئة؟
لن يكون هناك تداعيات.. أَوَّلاً بالنسبة لقضية فلسطين هي قضية حاضرة في شعوب هذه الأُمَّــة الحرة، وكما ذكرت أنها تثبت تمسك ما يسمى بمحور المقاومة الذي لا يريد أن يفهمه الأمريكي ولا تريد أمريكا أن تفهمه، أن يفهمه شعوب المنطقة، أثبت أن من يقف إلى جانب قضية فلسطين هم في الموقف الصحيح والصادق والمحق؛ لأَنَّ هذه القضية تتعرّض للتدمير، ليست مسألة خلاف على أرض أَو مسألة خلاف سياسي، إنما سيأتي بعد هذا التدمير للأخلاق، التدمير للمناهج، استهداف للقرآن، استهداف لهذه الأُمَّــة، وهذا هو صراع حدث مع الأنبياء وهو صراع أكّـده الله سبحانه وتعالى مع هؤلاء الذين هم أعداء للإنسانية بما يثبته واقع اليوم، أما أنها ستأتي بتداعيات، أنا أسألك والمشاهد يعرف، أين جاءت صفقة القرن التي طبلوا لها أعواماً؟ لم يحصل لها أية نتيجة، ما استخدم اليوم هو حاجة دعاية أمريكية أعلن عنها ترامب، قال لقد قدمت لإسرائيل الكثير، هذا الاتّفاق سيمنحنا خطوة في الانتخابات القادمة، وَإذَا فزت فإنني سأقدم الخطوات الكثيرة، ها هي قضايانا وقضايا الأُمَّــة تباع على رصيف الدعاية الأمريكية، ليس فيها أية مصلحة لشعوب المنطقة، لا اقتصادية ولا اجتماعية ولا إنسانية ولا سياسية، بل هذا يصطدم كليًّا مع مشروع الأُمَّــة وإنسانية الأُمَّــة وحتى اقتصادية الأُمَّــة؛ ولهذا لن تؤثر وستبقى هذه القضية حية وحاضرة طالما هناك شعوب يقظة كما هو الشعب اليمني الذي يقدم موقفاً صريحاً وواضحًا وعملياً وخَاصَّة ونحن في هذا الشهر الكريم، الشهر الذي يفترض أن فيه حج أبناء الإسلام وأعلنوا البراءة من أعداء الإسلام من يهود وأعداء هذه الأُمَّــة في هذه الأيّام، نحن كنا على أعتاب أَيَّـام مضت في أَيَّـام الولاية، نقول لشعبنا اليمني، انظروا أين تأتي ولاية أمريكا وإسرائيل، يأتي يقدمهم ترامب بشكل سيء لا يُشرّف أحداً، ويقول لقد عملوا، حتى الاسم هو اختاره لهم، وهل يعبر عن شعب الإمارات أَو شعوب الجزيرة العربية، هل هذا الاتّفاق يعبّر عن ثقافتنا الإسلامية، عن حريتنا عن كرامتنا؟! لا يعبر؛ ولهذا هذا الاتّفاق سياسي له مصالح نعم لأمريكا ومصالح لإسرائيل؛ لأَنَّها ستشجع بعض الدول على اتِّخاذ مثل هذه الخطوة؛ ولذلك نحن نقول لمستوى حقيقة القضية ستتلاشى بإذن الله كما تلاشت صفقة القرن إلا أن تفرط هذه الأُمَّــة بهذه القضية فستكون هذه مشكلة.
– ولكن في المقابل أُستاذ محمد، الإمارات تصور هذه الخطوة بأنها حالت دون الضم للضفة للكيان الغاصب، وبالتالي تقدم هذه الخطوة بأنها حقّقت مكسباً سياسيًّا.. كيف تنظرون إلى ذلك مع أن الأمريكي نفسه قال إن الأمر لا يعدو كونه تعميقاً للضم لا لإلغائه، قبل قليل أَيْـضاً نتنياهو قال بأن هذه الخطوة لا تشطب مشروع الضم؟
من المؤسف أن تكون مثل هذه المغالطات، لا يسمح لها أن تمر أشهر لتضلل المجتمع أَو تضلل الناس، ترامب أعلن أن هذا هو فقط من باب التعليق وليس الإلغاء، ثم هذه الخطوة لن تتم، ونحن نعلم والمشاهد يعلم والأمة الإسلامية تعلم أن إسرائيل لن تتوقف عن الاستيطان، هذه أسهل مسالة بالنسبة لإسرائيل بالنسبة للاستيطان، أين الاتّفاق لوقف هذا الاستيطان؟ هذه محاولة ساذجة من الإمارات أن تقول لقد أوقفت الاستيطان، لن يقف الاستيطان وهو مستمر وسيستمر من غد هذا إن لم يكن توقف بالأَسَاس، وإنما هي دعاية إعلامية في محاولة لتبرير هذا الموقف، الموقف صريح أنه تطبيع وخضوع وطاعة لأعداء الإسلام، لأعداء الإنسانية، لأعداء الأنبياء، لأعداء الله، طاعة للطاغوت، وطاعة واضحة لعدوٍّ يحتل أراضي إسلامية، معتد بكل المقاييس والقوانين الدولية، لن يتوقفوا عن الاستيطان، لن تتوقف إسرائيل بقرارات من مجلس الأمن، أكثر من 60 قراراً بما فيها إيقاف الاستيطان لم تتوقف، إنما تحاول الإمارات أن تقول لقد أوقفنا لمحاولة تضليل الرأي العام، لكنه لن يستمر لساعات؛ ولهذا لن يتوقف الاستيطان وللأسف أنها أصبحت الأمور واضحة، نتنياهو قال لن نتنازل عن ذرة حقوق من يهودية إسرائيل، ولا من حقوقنا في أرضنا، ويتكلم بهذا الوضوح، ويقول إنهم سيأتون فيما بعد ويرسل خطابات السلام والاطمئنان إلى الإمارات العربية وإلى من يقودهم، ونحن بحمد الله من خلال القرآن الكريم نكتشف هذه الحقائق كما ذكرها الشهيد القائد، وكما يذكرها السيد عبدالملك -يحفظه الله- يوميًّا وفي كُـلّ مناسبة عن حقيقة ما يجري ويتكشف من أحداث حقيقية إلى أين الأُمَّــة تذهب؛ ولهذا لن يتوقف الاستيطان ولن يتوقف استمرار الاحتلال، وإنما هذه الخطوة تأتي لتشجيع دول أُخرى على الانخراط أكثر في الاعتراف العلني لإسرائيل لأن تصبح دولة طبيعية في المنطقة، ولكن بفضل الله وطالما هناك من يتحَرّك مع الله فلن يتم هذا.
– أُستاذ محمد، مع انكشاف هذه الحقائق كيف يمكن ربط هذه الخطوة بالتطورات الحاصلة في المنطقة خُصُوصاً إذَا ما نظرنا للدور المشبوه الذي تمارسه الإمارات على مستوى المنطقة؟
ليس بعيداً ما يجري نحن أصبحنا للأسف، البعض ربما لا يدرك ذلك، قضية فلسطين مرتبطة بالكل، لماذا تستهدف إيران؟ لماذا يستهدف حزب الله؟ لماذا تستهدف المقاومة في فلسطين؟ لماذا نُستهدف نحن في اليمن؟ نستهدف نحن في اليمن ليس لخلاف سياسي، إنما يريدون منا أن نتخلى عن مواقفنا وكرامتنا، أَوَّلاً لمواقفنا الإيمانية تجاه قضايا الأُمَّــة وفي مقدمتها قضية فلسطين، ولأن نسمح لإسرائيل أن يكون لها موطئ قدم في الجزر اليمنية، وأن نسمح لأمريكا أن يكون لها تدخل في السيادة اليمنية وفي الحكومة اليمنية، وتصبح السفارة الأمريكية وكراً لإسرائيل لتمرير المصالح الإسرائيلية برًّا وبحراً وجوًّا وحتى لتدمير ثقافات كُـلّ مواطن؛ ولهذا نحن نعتقد الآن أن ما يجري في هذا الاتّجاه وفي هذه المرحلة لها علاقة مباشرة، ما يجري في اليمن، ماذا تعمل الإمارات في جزيرة سقطرى؟ ليس لأجلها وإنما لكي تصبحَ هذه الجزيرةُ مقرًّا للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية لحماية مشروع إسرائيل، لمواجهة التحديات التي يتحَرّكون في مواجهتها، ولهذا ما يجري في المنطقة، صلب الخلاف في المنطقة، ما هو الخلاف مع لبنان؟، ما هو الخلاف معنا في اليمن؟، ما هو الخلاف مع إيران؟، إيران دولة ذات حضارة ودولة اقتصادية ودولة ضاربة في التاريخ ودولة لها علاقات إقليمية كبيرة، لكن مشكلتهم معها أنها ما زالت تتمسك بمثل هذه القضية؛ ولهذا نقول إن الفصيل في هذه المرحلة هو التمسك بهذه القضية ليس فقط للمزايدة وإنما للحصول على موقف مرضٍ لله تعالى ومشرف؛ لأَنَّ مظلوميتها واضحة وصريحة لا تحتاج خطابات ولا تحتاج توضيحاً، هذا ما يجري، ولذلك يتجه الإماراتي إلى تلميع هذا الموقف بأنه موقف؛ مِن أجلِ الاستيطان؛ لأَنَّه موقف مخز ومذل ليس فيه أية مصلحة لأي أحد من أبناء الإسلام ولا أيٍّ من أبناء المنطقة.
– الإمارات لها دور سلبي ومشبوه في اليمن.. كيف سيكون وَما هي انعكاسات هذه الخطوة على الملف اليمني، وما هي الرسالة التي يمكن أن نوجهها في هذا السياق؟
لن يكون الدور الإماراتي المرتبط بإسرائيل غائباً علينا، ولقد تحدث السيد في أحد الخطابات عن معلومات مباشرة عن اتصالات تجري ما بين بعض الضباط الإماراتيين مع بعض الضباط الإسرائيليين، الخدمة الإماراتية في الحرب دخلت إلى الجو المباشر، ولم نسمع عن بعض حلفاء الإمارات في اليمن بدأوا يبشرون لإيجاد علاقات مع إسرائيل في اليمن، ما هو الدور؟ الدور للإماراتي هو يمثل نوعاً من المحلل الذي يغطي قضية أن تكون إسرائيل في البداية ستكون غير مقبولة ربما، لكن تأتي الإمارات تحت عنوان أنها دولة عربية مجاورة لتتدخل في اليمن، تدخلهم في اليمن ليس؛ مِن أجلِ عبدربه منصور هادي، أكبر عدو لعبدربه منصور هادي وللشرعية هي الإمارات، الذي يجري في اليمن هو محاولة استهداف هذا البلد ليصبح خاضعاً للسيادة الأمريكية واليهودية والإسرائيلية، والإمارات جزء حقيقي من هذا الحلف الصهيوني كما هي السعودية، ومن الشرف أن منحنا اللهُ أن نعرف أننا في خط الحق وأننا في موقف الحق وأننا في طريق الحق وما زلنا أحياء، وهذا هو ما ذكره الله (الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ)، وهذا ما يجعلنا أن نؤمن أننا في طريق الحق، قياداتنا قيادة تقف إلى جانب القرآن، وعندما نقول نعم نحن نمثل خط المشروع الإلهي فإنما نقول؛ لأَنَّنا محكومون بمشروع القرآن، مشروع القرآن الذي يؤكّـد أن من يؤمن بالطاغوت ويكفر بالله فقد اتجه الاتّجاه الخاطئ واتّجاه عبادة الشيطان، ونحن قادمون على الله في يومٍ ما (أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ)، نحن نخاف أن نقف بين يدي الله كما تخاف قياداتنا وكما يخاف شعبنا اليمني؛ ولهذا نعتقد أن المعركة معركة مترابطة، عندما يقف المواطن اليمني ليقول الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام، فإن هناك زعاماتٍ في الوطن العربي وفي هذا العالم قد خنعت لأمريكا وإسرائيل وبدون مقابل، بتخلٍ عن دينها بتخلٍ عن كرامتها، بتخلٍ عن كُـلّ حضارتها الإسلامية، ماذا بقي لنا من هذا القرآن؟ ما ذا بقي من آيات الله التي يمكن أن نقدمها؟ نحن نعتقد أن القضية مترابطة، صحيح أن هناك خلافات سياسية تستغلها إسرائيل وهذه الدول تغذيها، لدينا مشكلة في اليمن سياسية لا ننكرها، لدينا مشكلة اقتصادية في اليمن، تعالوا لنحل هذه القضية بالحوار السياسي، لكن ماذا يريدون منا؟ لو نقبل نحن بإسرائيل لن يعد لديهم أية مشكلة معنا، بل سيجعلون هذه الدول أن يكونوا منفذين لبعض مطالبنا وأن يوقفوا حتى هذا العدوان علينا؟ ولهذا نحن على المستوى الأخلاقي والوطني والإنساني، الحقائق تتجلى أمامنا وتتكشف، إن على مستوى القيادة وإن على المستوى الديني والأخلاقي وإن على مستوى تعامل هذه الأُمَّــة، أين علماء الإسلام؟، أين من كانوا يظهرون على المنابر ويردّدون الجهاد في فلسطين؟ لم يعد لهم كلمة، بل سنسمع يوم غد من يبرّر أن هذا الموقف هو الصحيح، هذا شأنهم، أما نحن فقد وضح الله لنا الحق الظاهر النير، والحمد لله على أن الجميع يعلم مواقف الشعب اليمني ومواقفنا نحن في هذا الاتّجاه وما قامت به الإمارات وما أعلن هو حالة سيئة سيتلاشى وستبقى القضية الفلسطينية حية في شعوب وفي قلوب أبناء المنطقة.
– أُستاذ محمد، سؤال أخير، إلى جانب هذه الخطوة الاستفزازية من قبل الإمارات بالموازاة أَيْـضاً هناك صمت سعودي تجاه هذه الخطوة.. ما هو تفسيركم لهذا الصمت؟
السعودية هي لا تريد أن تظهرَ في البداية، وإلا هي من رعت صفقة القرن، وكان هناك جرعة كبيرة جِـدًّا لمحمد بن سلمان والقيادة السعودية في تبريرها لكن بحمد الله فشلهم في اليمن والكثير من التداعيات الإقليمية وفي مقدمتها الفشل في اليمن والتوفيق من الله سبحانه وتعالى والصمود الذي حصل في الشعب اليمني أفشل من أن تكون السعودية هي من تبرز نفسها بأكثر مما هي عليه الآن؛ ولهذا ستظهر الإمارات وستظهر دول، أَوَّلاً ستؤيد وثم قليلاً قليلاً لتمسحَ نوعاً ما جانباً من الحرج؛ باعتبَار أنها ما زال لديها مكة والمدينة وباعتبار أنه ما زال لديها بعضُ الاعتبارات وإن كانت قد تخلت عنها كما تخلت عن مجال السفور، وكما تخلت عن مجال الكثير من العادات والتقاليد، وكما انبطحت أَيْـضاً أكثر للمشروع الأمريكي في شن عدوان على كثير من دول المنطقة ومحاربتهم اقتصاديًّا وعسكريًّا؛ ولهذا السعودية هي جزء، السعودية والإمارات جزء بشكل مباشر وأَسَاسي، هم من يمثلون الحلقة في سلسلة المشروع الصهيوني في المنطقة بشهادة كثيرٍ من الأحداث، الحرب التي تجري في اليمن، الحروب التي تجري في المنطقة لمصلحة من؟ لمصلحة من تدميرُ لبنان؟، لمصلحة من تدميرُ العراق؟ لمصلحة من نشر القاعدة وداعش؟ لمصلحة من نشر الفكر التكفيري؟، كله لمن؟، لمصلحة إسرائيل، لمصلحة هؤلاء الأعداء الذين هم كما ذكرهم الله أعداء حقيقيون لشعوب المنطقة وأعداء حقيقيون وتاريخيون، وسيبقى هذا الصراع كما بقيت الحياة، وكما ذكرهم الله سبحانه وتعالى في القرآن؛ ولهذا نحن نعتقد أن الموقف السعودي سيتجلى إن لم يكن قد ظهر وتجلى في الفترة السابقة وسنسمع عن الكثير من المواقف، ثم ماذا سيتحقّق، سيكون لإسرائيل مصلحة، فأَنْ تأتي بدلاً عن أن يحاصر الشعب اليمني المسلم وأن تحاصر بلدان المنطقة العربية سيأتي الإسرائيلي ليجوب الأجواء كاملة ويتجسس على أبناء المنطقة لينفذ مشروع ما يقوله نتنياهو يهودية إسرائيل، هذا هو الصراع الذي جاء مع الأنبياء وهو يفرض علينا أن نعود إلى القرآن الكريم لنرى كيف الحل مع هؤلاء الذين استفزوا الكثير من أبناء الإسلام وبما فيهم الأنبياء وحرفوا الكتب وحاولوا أن يستهدفوا الأنبياء وأن يقتلوهم، وهل اليوم ما يجري إلا نوع من أنواع التضليل ونوع من أنواع التطبيع المذل حتى الغير مشرف؟، ما هي مصلحة الإمارات؟، أريد أن أفهم ما مصلحة الإمارات، دولة اقتصادية لا تحتاج، ما مصلحتها وهي بعيدة أن تذهب للتطبيع مع إسرائيل، ليست دولة مجاورة إنما مصلحتها أنها استجابت، قال ترامب “الآن” فاستجابوا بكل وضوح وصراحة؛ ولهذا نحن نقول هؤلاء إنما هم يتولون أمريكا ويتولون ترامب ويتولون إسرائيل بشكل صريح وواضح، وخطورة على من يقف إلى جانب هؤلاء أن يكون في هذا الموقف سيتبرأ يوم القيامة من هذا الموقف ولن ينفع عند ذلك وسيكون قادتهم هؤلاء إلى نار جهنم وإلى الضلال في الدنيا كما هو أَيْـضاً إلى الضلال في الآخرة.