حتى لا ننسى خيرَ الإمارات
مرتضى الجرموزي
كعمل إنساني استطاعت دولةُ الإمارات أن تجمع بين أسرة يهودية من أصول يمنية كانت تفرقت في وقت سابق وبرعاية كريمة من النظام الإماراتي، تم لمُّ شمل الأسرة، ها هي الآن تمارس طقوس عبادتها في الكنيسة التي اُفتتحت مؤخّراً في دبي.
هذه واحدة، وفي الشأن اليمني ها هي دولة الإمارات رغم دعمها السخي وعطائها الكريم عجزت من لمِّ أسرة مرتزِقة ذات أصول يمنية، ولم تستطع إعادتها وهي ترتزق في السعودية منذُ ستة أعوام، وكعمل إنساني تعمل دولة الإمارات، نظامها وحاشيته على تمزيق النسيج اليمني وتسعى لاستئصال الروح اليمنية.
مزّقت الأجساد وفرّقت الأسر اليمنية، قتلت ودمّـرت ونسف وحاصرت الشعب اليمني عن بكرة أبيه، وفي نفس الوقت تدعم طرفي الارتزاق ليتصارعا فيما بينهما شرعيتها وانتقاليها، ومقابل ذلك تفتك بالجسد اليمني تمزيقاً وتشظياً.
تنتهك الحقوق والحريّات وتعتدي على شعب ذات سيادة ويسعى للاستقلال والتحرّر من الوصاية بأشكالها المختلفة، شتّان ما بين إمارات الخير لليهود وإمارات الشرّ للعروبة والمسلمين، فتلك تلم الشمل وتلك تفرّق الشمل وتبيد الأسر وبدون تفرقة بين طفل أَو امرأة أَو براءة ومدنيين.
كيف ننسى خير الإمارات وإنسانيتها وهي التي دعت للنفير العام لإنقاذ كلبٍ غرق في المياه وحشدت الجيوش، وفعلاً أنقذته وها هو يتنعم بالحياة في ضلال النظام الإماراتي (القائد الكلب)، كيف ننساهم وهم الذي لبّوا داعي نكف الشرعية تلك الأسطوانة المشروخة، جنّدت الجُند وهيئت الظروف وهبّت عن بكرة نظامها، وجمعّت شُذّاذ الآفاق مرتزِقة ومافيا لشن حربٍ ظالمة ضد اليمن الأرض والإنسان والعقيدة، كعمل إنساني لإعادة الهاربين إلى فنادق وملاهي الخليج ومصر وتركيا، وها هي الإمارات إلى جانب السعودية ومن خلفهم الآمر والناهي (الصهاينة والأمريكان) قد فشلَ فشلاً ذريعاً من إعادة الشرعية الدنبوعية؟!
كيف ننساهم ونغفل وهم رفعوا درجة التأهب القصوى للمساعدة في إنقاذ 13 طفلاً علقوا في إحدى كهوف تايلاند، وفي نفس الوقت ومع حالة التأهب القصوى أقلعوا بطائراتهم وإلى سماء محافظة صعدة يصولون ويبحثون عن فريسة تُشبع غريزتهم الشيطانية، ووجدوا أطفال ضحيان وصبوا عليهم جام حقدهم وانهالوا عليهم بالصواريخ، وقتلوا أكثر من اثنين وخمسين طالباً لا تتجاوز أعمارهم العاشرة؟!
ونحن ومن هذه الأحداث التي جعلت من الإمارات دولة يشار إليها بالبنان تطبيعاً مع الصهاينة على حساب الأُمَّــة والشعوب العربية؛ ولهذا لا يجب أن ننسى خيرها الذي يعتبر شرًّا بأصله.
إنّه النفاق والعهر والعمالة للشيطان جعلت من النظام الإماراتي والسعودي عبدين آبقين صغيرين وذليلين لليهود والنصارى.
ونحن نثق بالله ومصداقاً لقوله الكريم بأن عاقبة الظالمين الخسران والضلال، وعاقبة المتقين النصر والتمكين.