هل حكمت الإمارات على نفسها بالإعدام؟
عبدالجليل الموشكي
لماذا سارعت الإماراتُ لمكافأة الكيانِ الصهيوني بعد تدميره لنصف بيروت؟
وكيف استطاع الكيان استخدام الإمارات في فرض أجندته للسيطرة على البحر الأحمر وباب المندب؟
وما علاقة إعلان اتّفاق العار بسقوط داعش والقاعدة في البيضاء؟
وكيف للأوهن من بيت العنكبوت أن تحمي الإمارات من بطش الصاروخية والمسيّرات؟
وهل حان الوقت لإنهاء عربدة الإمارات الصهيونية؟
في الحين الذي فوجئ الكثير بإعلان التطبيع الكامل بين كيان الاحتلال الصهويني والإمارات، لم يكن الأمر بالنسبة لنا في اليمن سوى اكتمال لحلقة التطبيع وانقشاع لقناعه المريب فقط، ولعل اختيار ترامب لتوقيت كهذا خُصُوصاً بعد انفجار بيروت وبالتزامن مع الذكرى 14 لانتصار حزب الله على العدوّ الصهيوني في تموز 2006، يكشف السر الأكبر وهو انضواء ممالك الرمال تحت جُبَّة الباطل المتمثل بأمريكا وكيان العدوّ ومن على شاكلتهم، وبالمقابل انتماء الشعوب الحرة لمحور المقاومة المدافع عن شرف الأُمَّــة، وفي الحين الذي تنتحب فيه بيروت العروبة سارعت أبو ظبي لاحتضان قاتل لبنان ولا غرابة البتة.
واستطاع العدوُّ الصهيوني من خلال الإمارات السيطرةَ على البحر الأحمر وباب المندب، حيث لوحظ استماتةُ مليشيات الإمارات للسيطرة على الحديدة، بيد أنها فشلت.
وبسيطرة انتقالي الإمارات على سقطرى، بارك كيان العدوّ الخطوةَ، معتبرًا لها إنجازاً على طريق تأمين خط ملاحة إيلات والسيطرة على البحر الأحمر، وسابقًا عمل على إنشاءِ قواعدَ عسكرية في أرض الصومال وأريتيريا والسودان على امتداد (بحر القلزم)؛ بغية درء أي خطر قادم من جنوب الجزيرة، وأفادت التصريحات الإسرائيلية بالرعب من اليمن خُصُوصاً بعد تصريحات اللواء الحاكم.
ومما لا شك فيه أن هناك علاقةً قويةً بين إعلان الاتّفاق التطبيعي وسقوط داعش والقاعدة، وتصاعدت المخاوف الأمريكية والإماراتية والسعودية بعد أن دك أبطالُ الجيش واللجان أوكار التكفيريين من داعش والقاعدة في قيفة بالبيضاء؛ تزامناً مع اشتداد الخناق على مأرب، ما أَدَّى إلى ارتماء قائدة التطبيع علناً في حضن عدو الأُمَّــة المعروف بالأوهن من بيت العنكبوت، والذي لم يستطع حماية نفسه من صواريخ الجهاد وحماس، وهنا ينطبق على الإمارات المثلُ العربي المعروف عند العرب لتصبح كالمستجيرِ من الرمضاء بالنار، ولا شك في أن موقفَها هذا سيعودُ عليها بالوبال والنكال، فالنارُ لا تخلّف سوى الرماد، فأمريكا وإسرائيل وباتريوتاتها لم تمنع الصواريخَ والمسيّراتِ اليمنيةَ من الوصول وسَل ينبُعَ وأرامكو وبقيق والدفاع والاستخبارات السعودية وغيرها.
عندما يصدّق العملاء ما قاله ترامب على لسان أحد مساعديه أن تسمية الاتّفاق بـ “ابراهام” جاءت نسبة إلى نبي الله إبراهيم الذي أسّس الثلاثة الأديان في تدليس وافتراء وتضليل وهم يعلمون أن الدينَ عند الله الإسلام وأن إبراهيم لم يكن يهودياً ولا نصرانياً بل حنيفاً مسلماً، فالأمر حينئذٍ في غاية الخطورة، حيث يضلّل زعيمُ الكفر الأُمَّــةَ باستخدام مصطلحاتها بما يتواءم مع مصالح الصهيونية، في حين انسلخ الأعرابُ المطبِّعون من ولاية الله ورسوله والذين آمنوا إلى ولاية أعداء الله.
وفي الوقت الذي نُحْيي فيه ذكرى الولاية لأمير المؤمنين علي عليه السلام، تتجلى الحقائقُ ويقدم ترامب أولياءه بصورة مزرية، على عكس الصورة القوية التي يظهر فيها شعبنا اليمني المجاهد الذي يتعرض لعدوان كوني بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني، ومؤخّراً تتوارى الأخبارُ عن إنشاء قاعدة عسكرية إسرائيلية في سقطرى؛ ولأن المجالَ لا يتسع لذكر الحقائق ومواقف حلفاء قادة التطبيع في اليمن، ينبغي الإشارة إلى أنه قد حان الوقتُ لإنهاء عربدة ربيبة الكيان الصهيوني الإمارات بمسحها من الوجود بالبراكين والمسيّرات اليمنية، التي سبق أن أرعبت كيانَ العدوّ لعلمه بمداها وقدرتها على الإصابة، فضلاً عن صدق تهديدات ووعود القيادة.
وحَـاليًّا لم يعد هناك ما يمنع من تفعيل الصاروخية لبنك الأهداف في الإمارات، على طريقِ السعي إلى القدس بتطهير الكيانات والممالك التي أنشأتها الصهيونية لإعاقة مسيرة الجهاد، ويعتبر إعلانُ اتّفاق العار إشارةً في رسالة مع التحية للقيادة الثورية والسياسية لتفعيلِ جبهة المواجهة المباشرة مع كيان العدوّ الصهيوني بدكِّ قواعده في الخليج على غرار الردع اللازم لكفِّ شره واستعادة مقدسات الأُمَّــة وكرامتها من قبضته وتحرير الشعوب من امتهان القادة المطبِّعين معه ولو بعد حين.
والمؤكّـد هنا أن الإمارات انتحرت بتعليق مشنقتها للإعدام على يد شعبٍ يصرُخُ بالموت لأمريكا وإسرائيل، ومن المحال أن يتوانى في مسحِها من الخارطة وهو بالله مستعينٌ على ذلك، واللهُ على كُـلّ شيءٍ قدير.