التنازُلُ عن دين الله هو الثمن لنيل رضا أعدائه
منير الشامي
لماذا تستهدف الشعوب العربية في الدول ذات الأنظمة الجمهورية والديمقراطية؟!
ولماذا لم تشهد تلك الدول استقراراً حقيقياً منذ ولادة تلك الأنظمة، بينما تشهد الدول الخليجية ذات الأنظمة الأسرية المستبدة استقراراً منذ تأسيسها، رغم معاناة شعوبها ومصادرة حقوقهم وانتهاكها من قبل تلك الأنظمة القمعية الوراثية؟!
لماذا شن هذا العدوان الغاشم على اليمن؟!
ولماذا الحرب على سوريا؟!
ولماذا يستمر التدخل في العراق وليبيا؟!
ولماذا لم تستقر لبنان حتى ليوم واحد؟! ولماذا تستهدف بيروت بذلك التفجير الهيروشيمي قبل أيام؟!
ومن يقف وراء ذلك التفجير؟! وما هي أهدافه؟!
هذه بعض من التساؤلات التي دارت وتدور في ذهن كُـلّ مواطن يتأمل المشهد العربي ويتابع الأحداث، وستظل تراود أذهان الأجيال المتعاقبة إن ظلت الشعوب العربية على هذا الحال بأحداث أكبر وبمؤامرات أشد مما مضى.
ربما كان من الصعب جِـدًّا في الماضي الوصول إلى الإجَابَة الحقيقية عن مثل هذه التساؤلات وغيرها، لكن اليوم بعد إن انكشفت الحقائق أصبحت الإجَابَة عنها هي من تعلن عن نفسها لكل متسائل عربي أَو غير عربي.
فالسعودية والإمارات وغيرهما من دول الخليج ذات الأنظمة الملكية القمعية والمستبدة، اتّبعت ملة اليهود والنصارى وأعلنت ولاءَها لهم منذ نشأتها؛ ولذلك رضي أعداء الله عنها وحولوها إلى وسيلة بأيديهم لتنفيذ وتمويل مؤامراتهم في بقية الدول العربية ذات الأنظمة الجمهورية، واتخذ أعداء الأُمَّــة من الديمقراطية وسيلةً لتفريق وتمزيق الشعوب في تلك الدول، واتخذوا من عناوين حقوق الإنسان أبواباً للتدخل في الشؤون الداخلية لكل دولة عربية في الوقت الذي تقوم أنظمةُ الإجرام في الرياض وفي دبي وَالبحرين وغيرها بكل الجرائم الإنسانية من إعدامات واعتقالات وتعذيب في حق الفئات المعارضة لهم ولقمعهم ولمصادرتهم حقوق الشعب وبعلم كُـلّ المنظمات الحقوقية والأنظمة المستكبرة ودون أدنى انتقاد منها على ذلك، ولماذا؟
لأَنَّ أنظمة العمالة تلك على ملتهم وفي طاعتهم وخدمتهم؛ ولذلك فَليعملوا ما شاءوا بشعوبهم، فهم أحرار في ذلك.
استقالة الحكومة في لبنان بعد تفجير بيروت وتدمير مرفأها وما يوازي الربع منها، هو الهدف الأول من وراء مؤامرة التفجير؛ لأَنَّ أعداء الأُمَّــة أسموا تلك الحكومة بحكومة حزب الله من الوهلة الأولى لولادتها وهكذا في بقية التساؤلات.
ما يعني ويؤكّـد أن تلك الأنظمة الاستبدادية المجرمة من ضمن مكونات مشروع أعداء الأُمَّــة من اليهود والنصارى التآمري على الأُمَّــة، وهو ما أصبح واضحًا كقرص الشمس في كبد السماء لكل العرب من خلال الولاء والتبعية المطلقة للكيان الصهيوني التي انكشفت مؤخّراً من قبل نظام الرياض ودبي.
ومن المؤكّـد أن القائد الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- هو أول من أجاب عن هذه التساؤلات وعلى الكثير من غيرها قبل ظهورها بهذا الشكل العلني، وهو أول من كشف حقائق لم يكن يتوقعها أيُّ إنسان على وجه الأرض، وَأول من أسمى هذا الزمن بزمن كشف الحقائق.
وحينما تحدث -رضوان الله عليه- وأشَارَ بقوله إلى أن في هذا الزمان يكون الناسُ فريقين، إما مؤمن صريح أَو منافق صريح كانت نظرته دقيقة جِـدًّا؛ لأَنَّه رأى هذا الوضع بعين بصيرته الثاقبة قبلنا جميعاً ولم نرَها؛ لأَنَّ الغشاوة كانت لا تزال سميكة أمامنا ولذلك فقد جحد قولَه هذا الغالبيةُ من الناس.
اليوم معظم تلك الغالبية من الناس التي جحدت قوله أصبحت تقول “سلام الله على السيد حسين” بعد أن تكشفت كُـلُّ الحقائق التي ذكرها وحدّدها من واقع رؤيته القرآنية وقد رأوها بأم عيونهم، والخلاصة أن كُـلَّ الأحداث الجارية والتي جرت في الدول العربية ما هو إلا ترجمة حرفية لقول المولى عز وجل: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْـمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ) صدق الله العظيم، من سورة البقرة – آية (120).