تحالُفُ الكيانات المصنوعة
حمود أحمد مثنّى
لقد خرج التحالفُ الاستراتيجي بين الإمارات والعدوّ الصهيوني من السر إلى العلن، ولم يكن خافياً ذلك التحالف منذ إنشاء بريطانيا لدويلات الخليج والكيان الإسرائيلي.
اللقاءاتُ السرية والتنسيقُ المشترك بين أعلى القيادات السياسية والأمنية والعسكرية لم تنقطع، وخفايا اللقاءات نُشرت عبر السبق الصحفي للصحافة العالمية الغربية في حينه وعن طريق تسريبات صحفية لمسؤولين غربيين وإسرائيليين (بالإمْكَان الرجوع إلى أرشيف الصحف والمجلات في النت).
مع العلم أن المخابراتِ العربيةَ أَيْـضاً لديها معلوماتٌ بهذه التنسيقات واللقاءات، طبعاً التدرُّج في نشر هذه العلاقات هو تهيئة الشعوب العربية للقبول بالإعلان الرسمي لهذا التحالف دون رد فعل رافض أَو مقاومة.
إنها شراكةٌ وجودية بين كيانات مصنوعة لا تنتمي تاريخياً في الوجود للمنطقة الحضارية في الجزيرة العربية مع بلاد الرافدين ووادي النيل وشمال أفريقيا لأمة واحدة، فقد اجتمعت هذه الكيانات على الدول الرائدة واحدةً بعد أُخرى كما يصنع قطيعُ الكلاب البرية الصغيرة الحجم مع فريسة تفوقُها حجماً وقوةً بتوجيه ضرباتٍ متتالية من كُـلّ اتّجاه تسبب لها تشتيتَ انتباهها وتركيزها فتضعفُها إن لم تفر الفريسةُ منها سوف تلتهمها عبر قضمات صغيرة حتى تأتيَ عليها، وهكذا صنعت تلك الكيانات بمصر أولاً حتى وصلت إلى انشغالها بلقمة العيش فقط، ثم العراق بتوريطها بحرب عبثية إلى أن تهيأت الفرصةُ عام 2003م للأمريكان باحتلال العراق وتدمير الدولة وتمزيق الشعب العراقي إلى كيانات متناقضة طائفياً وعِرقياً، تعمل على استمرار ضعف العراق وجلبت لسوريا جماعات فرّختها منذ عقود من عدة عِرقيات بلغ تعدادها ثلاث مئة ألف؛ للقتال وتدمير سوريا ومشاركة أمريكا مباشرة بتكرار تجربة العراق.
وكان الإنذار مبكراً من رامسفلد بعد غزو العراق على سوريا وإيران معرفة من جارهم الجديد لولا مساعدةُ حزب الله وإيران ومصالح روسيا الجوسياسية لقسمت سوريا عدةَ كيانات.
والجزائر وليبيا وضعها الكارثي معلوم وواضح بمعنى أن دولَ جنوب الحوض البحر المتوسط خرجت من دائرة المشاركة والمنافسة.