مليشيات “طارق عفاش” و “الانتقالي” تؤيدان التطبيع مع الكيان الصهيوني صفقة الخيانة الإماراتية تعرّي أتباع العدوان
المسيرة: خاص
في إطار محاولاته لتبرير إعلان التطبيع الرسمي مع العدوّ الصهيوني، أوعز النظام الإماراتي إلى مرتزِقته في اليمن مهمة “تأييد” صفقة الخيانة الإماراتية والترويج لها ومهاجمة منتقديها، في مسعى بائس لتحويل الفضيحة إلى أمر طبيعي، لكن الأمر أتى بمردود عكسي، حيث لم تسفر جهود مرتزِقة الإمارات إلَّا عن إبراز قبح خيانتها بشكل أكثر وضوحاً، إضافة إلى فضح أُولئك المرتزِقة أنفسهم وتمزيق ما تبقى من الشعارات السياسية المزيفة التي يختبئون خلفها منذ سنوات.
بعد ساعات من الإعلان المخزي لولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد عن تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، انبرى إعلام ما يسمى “قوات حراس الجمهورية” التابعة للإمارات والتي يقودها المرتزِق الفارّ طارق عفاش، للدفاع عن موقف الممول الإماراتي باستماتة فاضحة، حيث سخّر عفاش الصفحات التابعة لـ “قواته” على مواقع التواصل الاجتماعي لوصف الصفقة الإماراتية بـ”الإنجاز الدبلوماسي والتاريخي” و”بارقة الأمل للسلام”.
وبالتوازي، شن الناشطون التابعون لقوات عفاش حملة هجومية على منتقدي الخيانة الإماراتية، ووصفهم بأنهم “عملاء لقطر وإيران”.
تحَرّك عكس حجمَ الإفلاس الإماراتي في تبرير الفضيحة، وشكّل مادة مثيرة للغضب والسخرية معاً في أوساط مستخدمي مواقع التوصل الاجتماعي، ليس إزاء أبو ظبي فحسب، بل إزاء مرتزِقة طارق عفاش أنفسهم، الذين حاولوا منذ سنوات الاختباء وراء شعارات وطنية للتغطية على خيانتهم العملية للوطن.
ردود الفعل الغاضبة التي انهالت على إعلام طارق عفاش ونشطائه سخرت من تسمية “حراس الجمهورية” التي ينتحلونها، ووصفتهم بأنهم “حراس تل أبيب”، كما أكّـدت حقيقة هذا الفصيل من المرتزِقة كأداة مهمتها الوحيدة هي تنفيذ الرغبات إماراتية أيًّا كانت، ولا علاقة لها بأي مشروع وطني.
ودفعت الإمارات أَيْـضاً بمليشيا ما يسمى “المجلس الانتقالي” التابع لها في المحافظات الجنوبية، للقيام بالمهمة نفسها، إلَّا أن المليشيا كانت قد مهدت لهذا مسبقًا، حيث كان القيادي التابع لها هاني بن بريك قد أعلن سابقًا استعداد المليشيا لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، وهكذا لم يتفاجأ أحد بتأييده لصفقة الخيانة الإماراتية.
الشيء المفاجئ الوحيد في موقف مليشيا الانتقالي من التطبيع، كان مستوى الوقاحة الذي أظهرت به هذا الموقف المخزي أصلاً، وقد تولى التكفيري “هاني بن بريك” مهمة هذا السقوط؛ باعتبَار خبراته المعروفة في التبجح، وهكذا مضى ليلقى التحايا والمدائح على “نتنياهو” ويشتم الفلسطينيين، بل وأعلن أنه ينوي زيارة الأراضي المحتلّة والاجتماع بالصهاينة.
وبطبيعة الحال، تحوّل هذا السلوك إلى نموذج آخر يعكس بشاعة صفقة الخيانة الإماراتية، ويؤكّـد على أنها لم تكن أكثر من مُجَـرّد “حفلة تعر” فاضحة.
وعلى غرار مرتزِقة طارق عفاش، أسهمت مليشيا الانتقالي، من خلال تأييد التطبيع مع الكيان الصهيوني، في فضح نفسها بشكل أكبر، كمُجَـرّد بيدق في المعسكر الصهيوني، لا يحمل أية قضية أَو مشروعاً سوى الإملاءات الإماراتية التي بات من الواضح أنها تأتي من تل أبيب.
والواقع أن الخيانة الإماراتية لم تفضح أبو ظبي ومرتزِقتها في اليمن فحسب، بل شملت الفضيحةُ كُـلَّ المنظومة العسكرية والسياسية الموالية للمعسكر الأمريكي الصهيوني في المنطقة، بما في ذلك السعودية المتحالفة مع الإمارات في العدوان على اليمن، وأتباع هذا “التحالف” من الفصائل الأُخرى التي تدعمها الرياض والدوحة وغيرهما، حيث لم يعد هناك أي تضليل يمكنه إخفاء الأجندة الإسرائيلية التي ينفذونها جميعاً.
هكذا أَيْـضاً لم يعد بإمْكَان أتباع تحالف العدوان في اليمن بشكل خاص، وعلى اختلاف مسمياتهم، أن يفصلوا بين تبعيتهم لدول العدوان وتبعية هذه الدول للكيان الصهيوني، وهو ما ترجمه بوضوح موقف الفصائل الموالية للإمارات من صفقتها الخيانية.. الموقف الذي تتأهب بقية الفصائل لاتِّخاذه أَيْـضاً إزاء الصفقات المماثلة المرتقبة لمشغليها مع العدوّ الإسرائيلي، حيث باتت جميع المؤشرات تؤكّـد قرب لحاق المزيد من دول المنطقة بالإمارات، وعلى رأس هذه الدول السعودية.
وأخيرًا، فإن الفضيحة التي نالها أتباع تحالف العدوان في اليمن؛ بسَببِ موقفهم من تطبيع مموليهم، أظهرت بالمقابل صوابية موقف مناهضة العدوان الذي اتخذه الشعب اليمني وأبطال الجيش واللجان الشعبيّة، إذ لم تعد هناك أية مبرّرات أَو تضليلات يمكن التشويش بها على حقيقة المشروع الصهيوني الذي أنتج هذا العدوان ولا زال يدفع به نحو الاستمرار لخدمة المصالح الأمريكية والإسرائيلية فقط، بدون أن يكون حتى للأدوات الإقليمية أية مصلحة.