وكالة “ديبريفر”.. انتهاكات تحالف العدوان الأمريكي السعودي بحق الإعلاميين اليمنيين مرعبة
تناولت استهداف رئيس اتّحاد الإعلاميين اليمنيين في حي الرقاص
المسيرة- خاص
نشرت وكالة “ديبريفر” العالمية المستقلة، أمس، تقريراً سلّط الضوء حول معاناة الإعلاميين اليمنيين جراء العدوان الأمريكي السعودي على بلادنا، وأفردت مساحةً للاستهداف الذي طال رئيس اتّحاد الإعلاميين اليمنيين عبدالله علي صبري في 16 مايو 2019، وأدى إلى استشهاد والدته ونجليه حسن ولؤي، بالإضافة إلى إصابته بكسور في رجله اليسرى.
وَ”ديبريفر” هي وكالة أنباء متخصصة في أخبار اليمن والشرق الأوسط والعالم، تأسست مطلع العام 2018، وأطلقها مجموعة من الصحافيين المستقلين حول العالم من الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، واليمن، ومقرها الرئيس في فرنسا، وتسلط اهتمامها بصورة خَاصَّة على أخبار اليمن باللغتين العربية والإنجليزية، وتنقل الحقائق حول المناطق التي تعيش أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.
ولأهميّة التقرير تعيد صحيفة المسيرة نشره، مع الاحتفاظ بتغيير بعض المصطلحات بما يتناسب مع سياستها.
(لا يزال الكثيرُ من اليمنيين يتذكرون بأسى كيف وجّه طيران العدوان الأمريكي السعودي غاراته بشكل غادر، مستهدفاً حي الرقاص في شارع هائل وسط العاصمة صنعاء، فجر يوم 16 مايو العام الفائت، حيث كان ذلك الهجوم متزامناً مع هجوم آخر استهدف مبنى “وزارة الإعلام” أحد أكثر المباني أناقة في اليمن.
في ذلك اليوم، لم يكن سكانُ شارع هائل المعروف بكثافته السكانية وازدحامه الشديد، يعرفون ماذا يخبئ لهم التحالف من “ضربة” قاسية جِـدًّا، لكنهم صحوا على وقع انفجارات ضخمة كان مصدرها غارات لمقاتلات تحالف العدوان دمّـرت عدداً من المنازل، وقتلت أسرة كاملة مكونة من 6 أشخاص بينهم 4 أطفال، وأصابت العشرات من سكان ذلك الحي الذي كان شاهداً على جريمة بحق مدنيين آمنين داخل منازلهم، لم يدر في خلدهم أن يمطرهم العدوان بصواريخ حقده مع أشعة شمس صباح يوم رمضاني لن ينسونه أبداً.
أحد المنازل التي استهدفها طيران العدوان بشكل دقيق ومتعمد، كان منزل رئيس اتّحاد الإعلاميين اليمنيين في صنعاء، عبدالله صبري، واستشهد خلال الهجوم (اثنان من أبنائه ووالدته، وأربعة من جيرانه، بينما أُصيب صبري وأحد أبنائه ووالده)، أما الحصيلة المأساوية فقد كانت 7 شهداء و60 جريحاً.
انتشل الأهالي الذين هرعوا إلى مكان القصف داخل حيهم السكني لإنقاذ جيرانهم عشرات المصابين، بعضهم كانوا لا يزالون على قيد الحياة من تحت الأنقاض، وآخرين كانوا قد فارقوا الحياة وعثر على جثامينهم هامدة بمشقة بالغة تحت ركام منازلهم المتواضعة، بينهم أطفال ووالدة رئيس اتّحاد الإعلاميين اليمنيين عبدالله صبري.
في ذلك الصباح الدامي، نفّذت مقاتلات العدوان هجوماً عنيفاً على وزارة الإعلام في حي النهضة بصنعاء، مستهدفة إياها بغارتين شوهت ملامح المبنى الأنيق والذي استكمل بناؤه قبل الحرب بسنوات قليلة.
لم يكن مصادفةً تنفيذُ العدوان لهجوم في وقت واحد على وزارة الإعلام، ومنزل رئيس اتّحاد الإعلاميين، ويبدو أن التحالف تعمّد إيصال رسالة تحذير شديدة لكل المناوئين له بما في ذلك الإعلاميون والكيانات الحاضنة لهم، سواءٌ أكانت مبانيَ أَو مؤسّساتٍ أو حتى حارات سكنية).
لاحقاً، أعلن تحالف العدوان، كما جرت عادته بعد أي قصف كثيف لأهداف أغلبها مدنية، عن بدء عملية استهداف نوعية لأهداف عسكرية تابعة للحوثيين؛ بهَدفِ تحييد قدراتها على تنفيذِ الأعمال العدائية بحسب وصفه.
كان ذلك قبل أكثر من عام، وقد جدّد العدوان نفس “ديباجته” يوم الأربعاء الفائت، وبعد أكثر من عام على قصفه لوزارة الإعلام في صنعاء، جدد التحالفُ غاراتِه على الوزارة التي ظلت متماسكةً في الهجوم الأول، وقصفها بغارتين.
وعقب الهجوم، اتّهم وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء ضيف الله الشامي، العدوان الأمريكي السعودي باستهداف البنية التحتية لوزارة الإعلام ومؤسّساتها.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” عن الشامي قوله: إن هجماتِ العدوان الجوية “محاولة لإسكات صوت الحق والتغطية على جرائمه وانتهاكاته بحق الشعب اليمني”.
وكشف الشامي عن استهداف غارات التحالف لمبنى وزارة الإعلام في صنعاء، ملحقة أضراراً بالغة فيه.
ودعا الشامي الاتّحادات الإعلامية العربية، والدولية، والمنظمات الدولية المعنية بحماية الصحفيين إلى “الاضطلاع بدورها إزاء ما تتعرض له الوزارة والمؤسّسات والوسائل الإعلامية في اليمن من استهداف ممنهج من قبل التحالف”.
ويأتي هجوم العدوان الأمريكي السعودي على “وزارة الإعلام” في صنعاء، في ظل أوضاع مأساوية يعيشها الإعلاميون والصحافيون اليمنيون؛ بسَببِ انقطاع مرتباتهم منذ نحو أربع سنوات.
وتسبب تحالف العدوان في قتل 90 إعلامياً وصحفياً يمنياً ممن وثّقوا “جرائمه” خلال العام الخامس من الحرب، بحسب تقرير صادر عن اتّحاد الإعلاميين اليمنيين الذي أكّـد أن عدد المنشآت الإعلامية التي تم تدميرها من قبل العدوان بلغت 23 منشأة، و30 برجاً للبث والإرسال الإذاعي.
واتهم تقرير الاتّحاد العدوان باستنساخ قنوات ومواقع إلكترونية بواقع 6 حالات استنساخ، وقام بإيقاف بث 8 قنوات وحجب وتشويش 7 قنوات أُخرى، واخترق 3 مواقع إلكترونية، وتسبب بإيقاف صحيفتين رسميتين.
كما اتهم التقرير التحالف أَيْـضاً بمنع 143 صحفياً دوليًّا خلال العام السادس من العدوان من دخول اليمن، فضلاً عن إيقاف عشرات الحسابات على فيس بوك وتويتر ويوتيوب.