من ذكرى انتصار تموز إلى الهروب عبر سقوط التطبيع
محمد الهادي
انتصار تموز حزب الله مثّل شوكة في حلق كيان الاحتلال، وخُصُوصاً الكاريزما التي يتمتع به السيد حسن نصرالله. والذي جعل العدوّ الإسرائيلي غير مستعد حتى لسماع كلمة القائد في ذكرى انتصار تموز الذي أفقدهم صوابهم بصبره عبر التوعد المحتم لكيان الاحتلال..
فحقيقة إعلان وإشهار التطبيع ليس سوى هروب لنظام الكيان الصهيوني ولَكن إلى الأمام وذلك من كابوس ذكرى انتصار المقاومة الإسلامية بأيادي المجاهدين في حزب الله ضد كيان الاحتلال، وبعد الهزيمة المرة والمدوية التي مُنِيَ بها جيش العدوّ الإسرائيلي وأفقدته ديكور هيلمان الجيش الذي لا يقهر والذي لا يخفى في حينه تسخير كُـلّ طاقة الأنظمة الخليجية لتقديم الخدمة الكاملة وَالنموذجية لنجاح مشروع كيان الاحتلال في حربه على حزب الله آنذاك فما الذي تغير اليوم ليتم إظهار المخفي والمستور وإعلان التطبيع الذي كان منذ عشرات السنوات السمان على كيان الاحتلال من الكيانات الخليجية.
السقوط المحتم للمشروع الصهيوني في المستقبل القريب سيظهر حقيقة هشاشة هذه الأنظمة والتي ستتساقط الواحد تلو الآخر، وذلك يعني سقوط المشروع الصهيوني فقدان إسرائيل توازنها وإلى الجحيم مع كُـلّ الأنظمة العميلة.
مكرهٌ أخوك لا بطل.. النظامُ الإماراتي يرى اليوم بأم عينه حقيقة مرارة التطبيع الذي كَثيراً ما تهرب من الوقوع فيها؛ لأَنَّ حقيقة ذلك يعني التخلي الإسرائيلي عن مثل هذه الأنظمة وذلك بعد استخدمهم الكامل والذي لم يقنع هذا الكيان المتربص بالجميع إلَّا بعد العبث بكل ثرواه شعوب هذه الأنظمة المتخبطة بين تخمة أموال شعوبها والتمسك بكرسي السلطة.
العلاقة الإماراتية الإسرائيلية لم تكن وليدة اليوم في تبادل المصالح التي خدمت التواجد الإسرائيلي في المنطقة هو ما كان في الظلام بطريقة غير شرعية في السابق وَما حصل حديثاً من إعلان للتطبيع المعلن عبر التعامل الدبلوماسي الرسمي المتبادل بين هذه الكيانات يعتبر خطوة متقدمة من كيان الاحتلال للي ذرع أنظمة العمالة.
وبعد أن سعى الكيان الصهيوني إلى زرع أشواكه التي تؤتي أكُلَها اليوم في الساحة العربية والإسلامية الكثير من الفصائل الإرهابية عبر استنساخ العديد من القوى التكفيرية الجناح العسكري (القاعدة وأخواتها) وجناح ديني (الإخوان المتأسلمين) وجناح سياسي (الإصلاح) التي تحمل ثقافة الحقد اليهودي تحت إمرة (أنظمة العمالة) التي عملت ليلَ نهارَ في خدمة المشروع الصهيوني في الخفي واليوم في العلان ها هي هذه الأذرع تعلن ولاءها بشكل غير مسبوق لأعداء الأُمَّــة الإسلامية.
وبعد أن تمكّن الكيان الصهيوني إلى بلوغ والوصول لذروة نشوة علاقته غير الشرعية مع الأنظمة الخليجية (اللطيفة والرقيقة والحنونة) في تعاملها مع هذا الكيان لم يهدأ بال لهذا الكيان إلَّا بالإحكام على كُـلّ عميل عبر التشهير بعلاقة الغير شرعية بالأنظمة الخليجية.
وصل الحال بالكيان الصهيوني إلى يكشف كُـلّ ما حصل مع الكثير من الأنظمة العربية وذلك يعني أن الكيان سئم أَو مل طريقة التعامل في الظلام وبالأصح يتعمد كيان الاحتلال على فضح الأنظمة العربية أمام شعوبها في تعاملهم مع كيان لا يحمل لهذه الأُمَّــة سوى الحقد المتجذر والمتغلغل في نفسيته الخبيثة وعلى مر التاريخ.