القادمُ أفضلُ بإذن الله
خالد العراسي
الرسالةُ التي يعملُ العدوان على إيصالها إلى المجتمع اليمني هي أن الأنصارَ رجالُ حرب ولا يصلحون للإدارة والحكم والسياسة.
وللأسف الشديد هناك من الأنصار مَن يساهم في ترسيخ هذا المفهوم ويجعله قناعةً لدى الآخرين (بقصد أَو بغير قصد)، وهؤلاء لا أشك البتةَ في قدومِ موجة تصحيح تجتثُهم من جذورهم قريباً جِـدًّا بإذن الله.
أما من يعتقد أن الحكمَ والسياسةَ يجب أن تستند على التبعية والخنوع فهو ملوث فكرياً ولا يعرف معنى الحرية والكرامة ولا يعي مفهوم السيادة والاستقلال وفق مبدأ الاحترام المتبادل، ومن ينجح في صد ومقاومة أقبح عدوان كوني لن يعجز عن إدارة الدفة والقيادة والمضي قدماً نحو التنمية المستدامة والبناء والتطور والمواكبة وستكون مهمتُه أسهلَ بكثير مما هي عليه اليوم؛ لأَنَّه سيقودُ يمناً حراً ومستقلاً وخالياً من التبعية، ومن نجح في بعض الجوانب الإدارية في ظل العدوان سيبدع ويتميز في ظل الاستقرار، فما بالكم بمن أبدع وتميز في ظل العدوان؟
فمثلاً إبداعُ وتميُّزُ جهاز الأمن والمخابرات وهيئة الزكاة ومؤسّسة الحبوب وإعادة تشغيل مصنع الغزل والنسيج وتشجيع المبتكرين والمخترعين والأسر المنتجة وهيئة الأدوية وتميُّزُ مديري مديرية الثورة وبني حشيش وجعل المديريتين نموذجاً رائعاً نتمنى تعميمُه والعمل المتميز الذي يبذله العظماء المعنيين بإعداد الرؤية الوطنية والمتابعة والإشراف على تنفيذها والإصلاحات التي تقومُ بها شركة النفط بعد الدمار الهائل الذي أحدثته الإدارة السابقة بالأمس القريب والخراب المتراكم فيها منذ عقود، الكثير من الأعمال الرائعة تستحق التقدير والإشادة على رأسها استتباب الأمن في أصعب ظرف.
نعم هناك إخفاقاتٌ وفساد مالي وإداري وإهمال وفشل في بعض الجوانب، لكنه لا يقارن بما عانيناه إبان النظام السابق؛ بسَببِ التبعية وغياب الوطنية والمقياس الحقيقي والتقييم المنصف سيظهر عند استقرار اليمن وتحرّره واستقلاله عندها فقط ستعرفون بأننا كنا نعيشُ أسوأ حقبة في تاريخ اليمن وبأننا بلد الخير ولا حاجة لنا للاغتراب وسيزخم وطننا الخام باستثمارات من كُـلّ بلدان العالم، فلا يغشكم العدوّ ويجعلكم تعتقدون أن الماضي كان أجملَ، فهو من أوصلنا بعدوانه وحصاره وحربه الاقتصادية إلى أن نعيشَ أسوأ كارثة إنسانية وَإذَا انقشع الظلام وأدركنا النور سنعرف ما هي الحياة الحقيقية التي نستحقها وحرمنا منها العملاء والخونة وبائعي الوطن المتخمين بأرصدة من أموال وثروات الشعب المنهوبة.
أما عندما نتحدث عن الخطأ بطريقة النقد البناء فهذا يعكس رغبتنها في التصحيح وإغلاق الثغرات التي يتسلل عبرها العدوان إلى المجتمع الصامد والثابت والذي يستحق مزيد من الاهتمام.