لماذا يحاربوننا؟!
عبدالملك سام
إذَا ما راقبت العالم ودرست تاريخَ الصراعات التي حدثت، ستجد أن هناك أقواماً قاتلوا؛ مِن أجلِ مستقبلِهم وأطماع السيطرة، وهناك آخرون قاتلوا؛ مِن أجلِ حاضرهم وحقهم بالعيش، وقلما تجد شعباً كشعبنا اليمني الذي يقاتل؛ مِن أجلِ تاريخه العريق المنهوب، ومن أجل حاضره وحريته وحقه بالعيش الكريم؛ ومن أجل مستقبل أجياله الذي لا يريدُ بحالٍ من الأحوال أن يعيشوا كما عشنا تحتَ الوصاية وقد نهب تاريخنا أَو زور..
هذا التكالب علينا والذي جمع كُـلّ الأفاقين في المعمورة يدل على أهميّة المشروع الذي نكافح؛ مِن أجلِه، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، ونحن قد ناطحنا الأمم جميعها بزنجيها وأصفرها وأحمرها في معركة لم تكن في الحسبان، فماذا كان سيحدث لو كنا مستعدين؟!
تآمُرُهم على أطفالنا ليس بغريب، وسعيُهم لمنعنا عن حقوقنا مفهوم الدوافع، وسواء على أُولئك الخائفين أأدركوا أم لم يدركوا حقيقة ما نحن بصدده فلن يشفع لهم جهلهم أبداً، فالمطلوب هذه المرة رأس كُـلّ يمني، يتساوى في هذا الأصيل والذليل، والشجاع والرعديد، والكبير والصغير.. كُـلّ يمني يجب أن يموتَ عاجلاً أم آجلاً وبأية وسيلة حتى يرتاحَ كُـلُّ يهودي في فلسطين.
نعم، ها نحن نعود لأساطير الأولين، ولتلك النبوءات التي طالما تناقشنا فيها، ولأكن كاذبا مدعيا، فليخبرني أي مشكك لماذا تشن علينا حرب شعواء وبكل هذه القسوة؟! لماذا تواطأ القاصي والداني علينا بهذه الوحشية والقذارة؟! لماذا لم يرأفوا حتى بكل أُولئك الذين صدقوهم وخانوا بلدهم وقاتلوا معهم؟! ما الخوفُ الذي يمكن أن يشكِّلَه طفلٌ صغير أَو شيخ قعيد بالنسبة لهؤلاء؟!
نحن أولو البأس الذين سيخترقون أسوارَ المدينة المقدسة، شاء من شاء وأبى من أبى.. أعرفُ أن هناك مَن يخاف من الحديث في الموضوع هذا حتى لا يزيد العدوّ من قسوته وتصميمه على إبادتنا، لكن دعوني أؤكّـد لكم أنهم لا يشكون في هذه الحقيقة ولو بمقدار ذرة، ونحن –للأسف– الذين نحاولُ بغباء أن نخفيَ حقيقة الصراع! ولكن الجميع (نحن وهم) نسوا حقيقة مهمة، ألا وهي: طالما والله هو من بشّر بحدوث هذا الأمر فهو لا بُـدَّ سيتحقّق.. فليخفي البعض رأسه، وليتواطأ البعض مع عدوهم ضد أبناء شعبهم، ما يجب أن يحدث لا بُـدَّ أن يحدث، والأيّام بيننا..
من اليوم الشخص الذي ما يزال متردّداً يجب أن يفهمَ أن تردُّدَه لن يفيده، بل على العكس سيجعله يظهر بمظهر مخزٍ وغبي.. تعاملوا مع حقيقة أننا يمنيون، ولو حتى سكبنا دماءنا كلها واستبدلناها بدماء أُخرى سيظل هؤلاء يتعاملون معنا على أننا يمانيون ونمثل خطراً على مشروعهم الشيطاني، وسواءٌ أكنتَ شمالياً أَو جنوبياً، أَو من أية محافظة يمنية، هذا لا ينفي حقيقةَ أنك تظلُّ يمنياً.. فسلّم الأمرَ لله، وانهض فالنصرُ حليفُك في الأخير.