قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي: التطبيع مع إسرائيل محرم شرعاً وارتداد عن القيم الإنسانية والإسلامية وانحراف خطير عاقبته الخسران والندم
أكّـد أن ممارسات الصهاينة كلها ظلم وسيطرة ووحشية واغتصاب ودورهم في المنطقة تخريبي وتآمري
المسيرة- خاص:
أكّـد قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن العلاقات ما بين النظام الإماراتي وإسرائيل ليست بالجديدة، وأن الهدف من إعلانها الآن هو أن تتجه إلى العلن وتتحول إلى حالة رسمية.
وقال قائد الثورة في خطاب له، الخميس الماضي، بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية 1 محرم 1442هـ: إن النظامين السعودي والإماراتي دمويان ويتجهان لنشر الفتنة بين أبناء الأُمَّــة، وإن التطبيع مع الكيان الصهيوني محرم شرعاً وارتداد عن القيم الإنسانية والإسلامية، والنتيجة الحتمية لهذا الانحراف هو الخُسران والندم.
وَأَضَـافَ قائد الثورة أن “البعض من الأنظمة العربية لها هذه الروابط مع الإسرائيلي، وإن كانت في مستويات متفاوتة، ومن الواضح أنهم يسعون لأن تكون على مستوى أكبر وعلى مستوى علني”، مُشيراً إلى أن الفارق في الموضوع هو هذا: “أنهم يحاولون أن تتجه إلى العلن، أن تتحول حالةً رسمية، وأن تكون حالة مقبولة في الساحة العربية والإسلامية، ويسعون إلى أن تكون على مستوى أكبر، ربما الظروف الحالية والحالة السرية إلى حَــدٍّ ما -لم تعد سرية، كانت سرية إلى حَــدّ ما- تعيقهم عن بعض النشاطات التي لا بدَّ فيها من أن تكون ظاهرة وواضحة وعلنية ومكشوفة، فيأتي الإعلان عن هذه العلاقات وهذه الروابط المحرمة شرعاً بحسب الدين الإسلامي، وبحسب القيم الإنسانية والأخلاقية، يأتي هذا الإعلان ويأتي الدخول إلى هذه المراحل المتقدِّمة من هذه الروابط والاتّفاقات؛ ليتيح المجال للكثير من الأنشطة والأعمال التخريبية والسلبية”.
وأوضح قائد الثورة أن من يدخل في ارتباطات مع الإسرائيلي، وتعاون مع الإسرائيلي، واتّفاقات مع الإسرائيلي، لن يكون هذا إلَّا ضمن دورٍ سلبي في الواقع، لافتاً إلى أن الكيان الصهيوني معروف في واقعه منذ بداية تأسيسه واغتصابه لفلسطين وإلى اليوم، وهل كان دوره إلَّا دوراً سيئاً وتخريبياً وشراً، هل كانت ممارساته كلها إلَّا ظالمة، هو كيان لا يمتلك أية مشروعية في اجتماعه وفي احتلاله لفلسطين، أية مشروعية؟! كيان غاصب وظالم ومجرم، وكل تاريخه قائمٌ على الإجرام، منذ أن بدأوا بتجمعهم على أرض فلسطين بحمايةٍ بريطانية وبدعمٍ غربي وإلى اليوم.
وأشَارَ قائد الثورة إلى أن ممارساتهم، أي الصهاينة، كلها ظلم، وإجرام، ونهب، وسيطرة، ووحشية، واغتصاب، كُـلّ تاريخهم منذ ذلك اليوم وإلى اليوم هو هكذا، وكل دورهم على المستوى العام في المنطقة وتجاه الأُمَّــة الإسلامية بشكلٍ عام، هو دورٌ تخريبي وتآمري، وهم حاقدون على هذه الأُمَّــة، هم أعداء لهذه الأُمَّــة بكل ما تعنيه الكلمة، وأن الله أخبرنا عنهم في كتابه الكريم أنهم أعداء، والواقع يشهد بذلك، كُـلّ ممارساتهم، وكل سياساتهم بحق هذه الأُمَّــة، وبحق شعب فلسطين الذي هو جزءٌ من هذه الأُمَّــة عدائية، فمن يأتي ليدخل في روابط معهم، وعلاقاتٍ معهم، واتّفاقاتٍ معهم، هل سيكون إلَّا شريكاً لهم في ظلمهم، شريكاً لهم في فسادهم، شريكاً لهم في مؤامراتهم بحق أبناء هذه الأُمَّــة.
وأوضح قائد الثورة، أنه من الطبيعي أن يتجه أُولئك الذين لهم هذه الروابط مع الإسرائيلي إلى التبرير أولاً لما يفعلونه، وداخل هذا التبرير بنفسه الكثير من الافتراء، الكثير من الأكاذيب، الكثير من التزييف للحقائق على المستوى الإعلامي، وعلى المستوى السياسي، وعلى المستوى الثقافي والفكري، حتى الفتاوى التي يحاولون أن يدعموا بها موقفهم هذا، فيها افتراء على الله “سبحانه وتعالى”، وافتراء على رسوله، وافتراء على القرآن الكريم وعلى الدين الإسلامي.
ولفت إلى أن “الأنشطة التي تبنى على ذلك، عندما يدخلون في روابط مع الإسرائيلي، واتّفاقات مع الإسرائيلي، ليست مُجَـرّد علاقات ثنائية وروابط ثنائية ينحصر فيها توجّـههم على مصالح يكسبونها ولا تتجاوز واقعهم إلى غيرهم، مع أنه حتى لو كانت المسألة بهذا المقدار لكانت محرمةً؛ لأَنَّهم يقدِّمون خدمةً للإسرائيلي من خلالها، وَإذَا حصلوا على شيءٍ من الإسرائيلي، ففي مقابله الكثير والأكثر الذي سيحصل عليه الإسرائيلي منهم، ومعنى ذلك، أنهم يدعمون الإسرائيلي في ظلمه لشعب فلسطين، في اغتصابه للمقدسات، في مؤامراته على هذه الأُمَّــة، ولكن مع هذا دورهم هو دور شامل، هم يرتبطون بالإسرائيلي تحت عنوان التطبيع، ويلحق بذلك أشياء كثيرة، تبدأ من التبرير، كم يدخل تحت عنوان التبرير من أنشطة كثيرة سيئة، ثم الترويج للعلاقة مع إسرائيل، للروابط مع إسرائيل، للاتّفاقيات مع إسرائيل، للتعاون مع إسرائيل، والسعي لإقناع أبناء الأُمَّــة بذلك، كما يدخل تحت هذا من أنشطة أَيْـضاً، من ضمن ذلك: تقديم صورة زائفة عن العدوّ الإسرائيلي، وتقديمه إلى أبناء هذه الأُمَّــة وكأنه صديق، وكأنه كيانٌ ودي يمكن أن تدخل الأُمَّــة معه في علاقة، وكأنه حمامة سلام يمكن أن تكون الأُمَّــة معه في علاقة ودية وإيجابية، وكما يدخل تحت هذا من كذب، من تزييف للحقائق، في تقديم صورة تتناقض مع الحقائق الصارخة المعروفة، التي ملأت سمع الدنيا وبصرها عن جرائم ووحشية الكيان الإسرائيلي والعدوّ الإسرائيلي”.
وزاد قائد الثورة بقوله: “عندما يأتي أحد ليحاول أن يقدِّم صورةً مختلفةً زائفةً عن العدوّ الإسرائيلي، بكل ما عليه العدوّ الإسرائيلي من بشاعة، من إجرام، من طغيان، من فساد، وهو أسس أصلاً على الإجرام، وقام على الإجرام، وكل رصيده منذ أن أتى إلى فلسطين قائمٌ على الإجرام، ومملوءٌ بالإجرام، هو من أكبر الجاحدين بالحقائق، والمتنكرين للحقائق، والمتنكرين لكل الأمور الواضحة الضرورية الجلية، كم هو ضال، كم هو فاسد، كم هو متنكرٌ وجحود من يحاول أن يعمل شيئاً كهذا”.
ونوّه قائد الثورة إلى أن هؤلاء يأتون ليحاولوا أن يقدِّموا صورة مشوِّهة للشعب الفلسطيني، ولمقاومته، ولمجاهديه الأبطال، وهذا ما يحصل لدى تلك الأنظمة، ألسنا نجد هذا واضحًا لدى النظام الإماراتي، والنظام السعودي، وآل خليفة في البحرين، ونجد هذا واضحًا بالنسبة للعسكريين الحاكمين في السودان؟ من يرتبط بهم من الإعلاميين كم يتحدث اليوم بكل وقاحة بالسوء وبالإساءة عن الشعب الفلسطيني المظلوم، ويلقي باللائمة على الفلسطينيين، ويلقي باللائمة على المجاهدين في فلسطين، ويسيء إليهم، ويشهد بالزور لإسرائيل، وهذه من أخطر الشهادات، ومن أسوأها حملاً وثقلاً ووزراً يوم القيامة: من يشهد للإسرائيليين على الفلسطينيين.
وواصل قائد الثورة قائلاً: “نحن سمعنا الكثير من الإعلاميين الخليجيين المرتبطين بالإمارات، أَو بالنظام السعودي، أَو بآل خليفة، سمعنا الكثير منهم، هذا يظهر في التلفزيون، بل أكثر من ذلك، عملوا مسلسلات قاموا ببث بعضها في شهر رمضان المبارك الفائت، وهي تروِّج للعلاقة مع إسرائيل، وتسيء إلى الشعب الفلسطيني، وتشهد بالزور للإسرائيليين؛ ولهذا يترتب على مثل هذا الوزر والجرم الكثير والكثير من الجرائم، يتحول الإنسان من خلال ذلك إلى شريكٍ بكل ما تعنيه الكلمة للإسرائيليين في كُـلّ جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني، وبحق الأُمَّــة بكلها، وهذا وزرٌ خطير؛ ولهذا نجد فعلاً أنَّ مستوى التحذير الذي أتى في القرآن الكريم في قول الله “سبحانه وتعالى”: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}[المائدة: من الآية51]، أنَّ المسألة بالفعل ترقى إلى هذا المستوى من الخطورة، وأنَّ واقع أُولئك الذين دخلوا في هذه الارتباطات يشهد على ذلك، ويجسِّد ذلك، فهم يظهرون وكأنهم في خندقٍ واحد، وكأن معركتهم واحدة، وهذا موقفهم من الشعب الفلسطيني ومن المجاهدين في فلسطين، وهو موقفهم أَيْـضاً تجاه حزب الله في لبنان، وهو موقفهم تجاه أحرار هذه الأُمَّــة، في الأخير يتحولون إلى معادين لكلِّ من يعادي إسرائيل، فمن عادى إسرائيل فهو عدوٌّ لهم، يبتدئونه بالعداء، حتى لو لم يكن قد دخل معهم في أي مشكلة على أي شيءٍ آخر، لمُجَـرّد أنه أصبح يعادي إسرائيل فهم يعادونه”.
وأشَارَ قائد الثورة إلى أن النظام السعودي “عندما أقدم على اعتقال بعض الفلسطينيين الذين كانوا متواجدين في المملكة، وزج بهم في السجن، وهناك بعض الأخبار أنه يمارس بحقهم التعذيب، على ماذا اعتقلهم؟! هل لهم جرم؟! هل لهم مشكلة؟! هل لهم قضية يفعل بهم ذلك؛ مِن أجلِها؟! المشكلة الوحيدة لهم: أنهم يعادون إسرائيل، وهو يتجه بالتودد إلى الإسرائيلي والارتباط معه في مشاريع عمل ومواقف وتوجّـهات معادية وتخريبية لأبناء الأُمَّــة، فيرى في هذا قرباناً يتقرب به إلى الإسرائيلي، ويتجه أُولئك الذين لهم هذه الوجهة في العلاقة مع إسرائيل، والدخول في روابط وتعاون مع الإسرائيلي، وقدَّموا عنوان التطبيع ليبسطوا المسألة، المسألة أخطر من ذلك، هي الولاء المحرم شرعاً، هي الولاء الذي أتت الآيات القرآنية تحذر منه؛ لأَنَّه في أول المسألة وقبل كُـلّ شيء هو ارتدادٌ عن القيم الإنسانية والإسلامية، من يتقبل أن يتعاون مع الإسرائيلي، والكل يعرف ما فعله ويفعله الإسرائيلي، فهو قد تنكَّر أولاً وتجرد من تلك القيم والمبادئ حتى استساغ ذلك، ونرى في حالهم أنهم أصبحوا يسارعون فيهم، مصداقاً للآية القرآنية: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}[المائدة: من الآية52]، وسواءً أعلنوا بهذا الشكل، أَو لم يعلنوا بهذا الشكل، موقفهم واضح، موقف النظام السعودي واضح، موقف آل خليفة واضح، ومن يحذو حذوهم من أبناء الأُمَّــة موقفه واضح ومكشوف”.
ولفت قائد الثورة إلى أن المهم هو “وعي أبناء الأُمَّــة تجاه من ينحرف هذا الانحراف ويتجه هذه الوجهة الخاطئة”.
وبين قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن” وعي أبناء الأُمَّــة، في واقع الحال كان الموقف العام والاستهجان الكبير تجاه الإعلان للعلاقة ما بين النظام الإماراتي وما بين العدوّ الإسرائيلي، كان موقفاً جيِّدًا، وحالةً إيجابيةً جيدة في الواقع العام للأُمَّـة، ردّة الفعل بالاستهجان والاستنكار والتعبير بالإدانة لذلك، والاستنكار لذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، في الوسائل الإعلامية، في البيانات، في المواقف السياسية، هذا شيءٌ جيد، ولكن يفترض أن يكون هناك نشاط مستمر في واقع الأُمَّــة؛ لأَنَّ أُولئك الذين دخلوا في روابط ولاء وعلاقات مع الإسرائيلي، هم يستمرون في الترويج للولاء للإسرائيلي والأمريكي، وهم يعملون الكثير في ذلك، مع أنهم ليسوا مستفيدين من ذلك، والنتيجة الحتمية لهذا الانحراف الخطير هي الخسران والندم كما أكّـد عليه القرآن الكريم، والحالة التي هم فيها، وقد يتصورون في أنفسهم لجهلهم وغبائهم أنهم في موقع مريح ومفيد، وواقع الحال أنهم في حالةٍ من الخسارة؛ لأَنَّهم في موقع الاستغلال، الإسرائيلي والأمريكي هو الذي يستغلهم، أما هم فلن يكونوا أكثر من أداة تُستغل من جانب الأمريكي والعدوّ الإسرائيلي لما فيه مصالح أمريكا ومصالح العدوّ الإسرائيلي، هذا الذي سيكون بالنسبة لهم، لن يكونوا هم الكاسبين ولا المستفيدين من هذه العلاقات والروابط، إنما سيكونون هم المستغَلين الذين يستغلهم العدوُّ الإسرائيلي، وهو بارع في عملية الاستغلال، وفي عملية التطويع، يجعل منهم أبواقاً على المستوى الإعلامي، ويجعلهم يتصدرون على مستوى المواقف السياسية، ويجعلهم أكثر من ذلك يوظِّفون أموالهم في خدمته، وفي المؤامرة على أبناء الأُمَّــة”.
وأشَارَ قائد الثورة إلى أن هؤلاء “لو أتينا إلى العنوان الذي يحاولون أن يروجوا له، وهو عنوان السلام، فليسوا بأهل سلام، النظام الإماراتي ليس تواقاً للسلام ولا من أهل السلام، هو يتجه لنشر الفتنة بين أبناء الأُمَّــة، ويتجه للقتال في الساحة الإسلامية بين أبناء الأُمَّــة الإسلامية هنا وهناك، النظام السعودي لا يريد السلام، وليس من أهل السلام، هو نظام دموي قاتل متوحش وإجرامي، آل خليفة هم الذين فعلوا بشعب البحرين ما فعلوه وما يفعلونه من تعذيب وظلم واضطهاد، فأين السلام؟! لو كان هؤلاء أهلَ سلام، لكان أول سلامهم لأمتهم، لأبناء أمتهم المظلومة، ولكن ما يفعلونه في واقع الأُمَّــة هو التخريب والقتل، هو إثارة الفتن، هو التحَرّك بأجندة ومشاريع تمزيقية ومدمّـرة بحق هذه الأُمَّــة، فهم ليسوا بأهل سلام حتى يكون الدافع هو السلام، أرادوا السلامَ للصهاينة، فلماذا لا يريدون السلام للفلسطينيين، للمسلمين جميعاً، للعرب كلهم؟ لماذا لا يتجهون بمستوى هذا الاندفاع العارم لتحقيق السلام في أوساط أبناء الأُمَّــة، قبل أن يتجهوا تحت عنوان السلام فقط وفقط للصهاينة؟ هذا الانحراف انحراف خطير يمثل ارتداداً عن الدين والمبادئ، يمثل دخولاً في نفقٍ مظلم يتورطون فيه في الكثير من الشراكة مع إسرائيل في مؤامراتها على أبناء الأُمَّــة، ونتيجته في نهاية المطاف هي الخسران والندم المؤكّـد”.