ذبحٌ وإعداماتٌ ومفخخاتٌ وعبوات ناسفة وحرقٌ بالنار.. التاريخُ الأسودُ لداعش والقاعدة في اليمن
المسيرة- خاص
هُزمت الجماعات الإجرامية “داعش والقاعدة” في محافظة البيضاء، في انتصار تاريخي لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة، حيث يعد صفعةً لكل أدوات الشر في المنطقة وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل.
لقد كان لهذا الانتصار ثمرته الكبيرة، فتاريخ هذه الجماعات أسود، ومليء بالجرائم بحق المواطنين اليمنيين الأبرياء، فعلى مدى سنوات كثيرة مارست القاعدة وداعش أبشع الجرائم كالذبح والإعدام بدم بارد وجرائم الحرق بالنار.
ويقول قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير: إن القاعدة وداعش حولت قيفة ويكلا إلى بؤرةٍ لارتكاب أبشع الجرائم بحق الأهالي في البيضاء، وأنهم كانوا يسمون شعب الإيمان بالمجوس والروافض ويكفّرون اليمنيين ويستحلون دماءَهم.
وبرز نشاط تنظيم داعش بارتكاب جرائم ضد المدنيين منذ ما قبل العدوان على اليمن، وبالتزامن معه متجاوزاً كُـلّ القيَم الإسلامية والإنسانية وكذا كُـلّ الخطوط الحمراء.
وسنحاولُ هنا تسليطَ الضوء على أبرز الجرائم التي ارتُكبت ضد المدنيين وحملت بصماتِ أدوات المخابرات الأمريكية ما يسمى بتنظيم القاعدة وداعش في اليمن.
ففي مطلع العام 2015 م تم ارتكاب جريمةٍ سياسيةٍ في وقت عصيب، مع اقتراب توصُّلِ الفرقاء السياسيين إلى حَـلّ حول مشكلة الفراغ السياسي الحاصل في البلد، واهتزت العاصمة صنعاء على وقع جريمة اغتيال الصحفي والسياسي وعضو اللجنة الثورية العليا عَبدالكريم محمد الخيواني برصاص مسلحين مجهولين، حيث صادف هذا اليوم ذكرى مذبحة جمعة الكرامة، حيث كان الخيواني عائداً إلى منزله في شارع الرقّاص بالعاصمة صنعاء، فأطلق مسلحون مجهولون النارَ صوبَه اخترقت إحدى الرصاصات رقبتَه، ما أَدَّى إلى استشهاده على الفور.
وتبنَّى تنظيمُ داعش مسؤولية اغتيال الخيواني.. ولكي ينسى الناسُ هذه الصدمة أقدم التنظيمُ الإجراميُّ، وبمباركة سعودية، على ارتكاب جريمة أُخرى أكثر وحشيةً وعُنفاً، تمثلت في استهداف المصلين في مسجدَي بدر والحشحوش بأمانة العاصمة.
ووصلت الحصيلةُ النهائيةُ لتفجيرات المسجدَين حوالي 142 شهيداً، وأكثر من 351 جريحاً، ومن بين الشهداء الدكتورُ العلامة المرتضى بن زيد المحطوري إمام وخطيب مسجد بدر.
وفجّر انتحاري نفسَه بحزام ناسف وسط المصلين أثناء خطبة صلاة الجمعة، في مسجد بدر، وحين هرب المصلون من داخل المسجد اندفع انتحاريٌّ آخر وفجّر نفسَه بينهم ليضاعف عددَ الشهداء والمصابين، وفي الوقت ذاته فجّر انتحاريٌّ نفسَه في مسجد الحشحوش عقب الانتهاء من صلاة الجمعة، كما حاول انتحاريٌّ ثالثٌ تفجيرَ نفسه في مسجد الإمام الهادي بمحافظة صعدة، غير أن اللجانَ الشعبيّة ضبطت الانتحاري قبل الإقدام على هذه الجريمة.
وبعد ملاحقة الجيش واللجان الشعبيّة لعصابات تنظيم القاعدة وداعش إلى محافظة أبين والبيضاء وعدن، بادرت الإدارة الأمريكية بشن عدوانها على اليمن خشية أن تتحرّر اليمنُ من عناصرها المأجورة، وفي الوقت الذي لم يكد يكتملُ تشييعُ شهداء تفجيرات مسجدَي بدر والحشوش بصنعاء حتى تفاجأ اليمنيون بالعدوان السعودي الأمريكي عشيةَ 26 مارس 2015، وفي اليوم الأول من العدوان ومع أولى الغارات الجوية استهدف طيرانُ العدوّ حياً سكنياً في منطقة بني حوات في العاصمة صنعاء، ما أَدَّى إلى استشهاد ما لا يقلُّ عن عشرين شهيداً وجرح خمسين آخرين، جُلُّــهم من النساء والأطفال عدا عن التدمير الذي لحق بعدد من المنازل والسيارات.
ومن ذلك اليوم ظهر متحدث قوى العدوان أحمد عسيري في مؤتمر صحفي أعلن فيه أن العمليات المشتركة والإدارة الأمريكية علقت أعمالها العسكرية ضد ما يسمى بمحاربة الإرهاب في جنوب الجزيرة العربية، في تصريح علني واضح ومكشوف بأن الخصم المشترك لهؤلاء هو الشعب اليمني وقيادة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر.
مجزرة آل الرميمة
وفي ظل العدوان الأمريكي السعودي على اليمن، توسع نشاط القاعدة وداعش وزادت جرائمهم ومشاركتهم في جبهات تعز والبيضاء ومأرب، حيث نفذت هذه العصابات التكفيرية عدداً من الاغتيالات والجرائم الوحشية في المناطق المحتلّة ومنها جريمة بيت الرميمة، حيث قامت عناصر القاعدة وداعش بمهاجمة قرية ”مشرعة وَحدنان” وترويع ساكنيها المسالمين، واختطاف الرجال والمسنين، وأسرت طفلاً عمره 12 عاماً هو ”نزار محمد الرميمة” وقتلته بكل وحشية، كما انتهكت حرمات المنازل الآهلة بالسكان وقتلت ثلاث نساء إحداهن عجوز مسنة عمرها 88 سنة كانت تعاني مرضاً عضالاً جعلها طريحة الفراش وهي السيدة / جليلة محمد الرميمة ”88 سنة”، والأخريين هما ”شيماء عبده محمد الرميمة 16 سنة، وأنوار عبدالله الرميمة 23 سنة”.
وتعتبر شيماء في تصنيف الطفولة عالمياً، وحاولت هذه العناصر الإجرامية سبي إحدى الفتاتين بعد اختطافهم لها لكن تصديها لهم دفعهم إلى قتلها بدون ذرة من إنسانية أَو أخلاق تردعهم عن انتهاك حرمات النساء وما تفرضه عادات وتقاليد الشعب اليمني من تقديس للمرأة واحترام لحضورها في أية وضعية كانت، ناهيك عن أن يتم اقتحام منزلها وقتلها بتجرد عن الانتماء البشري.
سحل جثث الأسرى والمدنيين
وإثر الجريمة المروعة التي ارتكبها مرتزِقة العدوان الأمريكي السعودي من عناصر داعش والقاعدة بقيادة العميل الخائن لوطنه حمود المخلافي، والتي استهدفت المدنيين والأسرى بإحراقهم أحياء والتعزير بجثثهم وسحلهم في الشوارع وتعليق جثثهم لتكون نهباً لسكاكين إجرامية تقطع أعضاءهم وأطرافهم أمام مئات المدنيين البسطاء من أبناء الحالمة تعز.
أكثر من 16 مدنياً وأسيراً من أبناء محافظة تعز، قامت عناصر داعش والقاعدة الموالية للعدوان السعودي بذبحهم والتنكيل والتعزير بجثامينهم وتعليقها في الشارع العام، في جريمة اهتزت لها مشاعر وضمائر الشارع اليمني بمختلف فئاته، لما مثلته من انحلال قيمي وأخلاقي وسقوط لمرتكبيها من بشريتهم إلى مستنقع الحيوانية المطلقة التي لا تحترم هُوية شعب اليمن ولا تضع معياراً لأخلاق الحروب ومبادئ التعامل مع الأسرى.
قتل العشرات من المدنيين وسبي النساء
ويذكر أن عصابات القاعدة وداعش، قاموا بمجزرة وحشية بحق أهالي منطقة الصراري في تعز، في ٢٧ يوليو ٢٠١٦ م وراح ضحيتها 50 مدنياً حرقاً وذبحاً وقتلاً، بينهم أطفال ونساء، كما نبش المرتزِقة قبر أحد أعلام الصوفية الشيخ جمال الدين، وأحرقوا رفاته واختطفوا العشرات من الأهالي وسط الخشية على حياتهم من الإعدام.
المذبحة لاقت موجة غضب واستنكار عارمين في صفوف المجتمع المدني والحقوقي والأحزاب في اليمن.
مشاهدُ وحشيةٌ لإعدام الأسرى
ونشر ما يسمى بتنظيم (داعش) في اليمن تسجيلاً مصوراً، يوم 5/12/2015م يظهر عمليات إعدام جماعية بطرق وحشية بحق 24 شخصاً، يزعم أنهم أسرى من مجاهدي الجيش واللجان الشعبيّة، حسب ما تناقلته حسابات التكفيرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وظهر في الشريط المصور، عناصر من “داعش” يجرون تسعة أشخاص يرتدون ملابس برتقالية اللون، وثقت أيديهم خلف ظهورهم، قبل أن يسحبوا سكاكينهم ويذبحونهم في وقت واحد.
وفي مشهد آخر، وضع خمسة أشخاص في إحدى الشعاب الجبلية، وقصفوا بصاروخ كاتيوشا، فيما نفذت عملية إعدام أُخرى بحق ستة أشخاص آخرين تم وضعهم في قارب على أحد الشواطئ وقاموا بتفجيرهم.
أما عملية الإعدام الأخيرة فكانت بحق أربعة أشخاص بربط قذائف هاون في رقابهم ومن ثم تفجيرها.
فيما قال الإعلام الأمني: “إن التكفيرين نفذوا 194 عملية تفجير عبوات ناسفة في الطرقات وأمام المنازل في البيضاء”.
وزادت في السنوات الخمس من العدوان، عملياتُ زرع وتفجير العبوات الناسفة التي استهدفت المدنيين في محافظة البيضاء، إضافة إلى عشرات الاغتيالات في المناطق المحتلّة، وعمليات السطو المسلح والاختطافات.
وكان آخر جرائم مرتزِقة العدوان الأمريكي السعودي داعش والقاعدة، إعدام الدكتور اليوسفي وصلب جثته في مديرية الصومعة بمحافظة البيضاء.
وَلم تكن جرائم داعش والقاعدة موجهة ضد فئة أَو طائفة بعينها بقدر ما كانت سلاحاً بيد المخابرات الأمريكية استهدفت المعسكرات ورجال الأمن وكل الأحرار المناهضين للسياسات الأمريكية في المنطقة، ومثال على ذلك جريمة معسكر العرضي بصنعاء وسيارات النجدة في الحصبة، والعديد من المعسكرات في المحافظات المحتلّة.
وسبق جرائم الجماعات الإجرامية داعش والقاعدة خلال العدوان على اليمن، الكثير من الجرائم خلال السنوات السابقة منها قتل الجنود أثناء عرض عسكري في 21 مايو 2012، واستهداف المتظاهرين بالأحزمة الناسفة وغيرها من العمليات الموحشة.
وتعد انتصارات الجيش واللجان الشعبيّة مؤخّراً على الأذرع الأمريكية، المسماة بتنظيم القاعدة وداعش، عملاً أمنياً واستحقاقاً عسكريًّا في مواجهة مخطّطات قوى الغزو والاحتلال، استهدف وكرهم الرئيسي في مديرية ولد ربيع بمحافظة البيضاء، وهو واجب وطني كان لا بد منه أمام الجرائم البشعة لهذه العصابات التكفيرية، المنفذة للأجندة الصهيونية التي استهدفت الأمن والاستقرار والسكينة العامة في معظم دول محور المقاومة، وفي المحافظات الجمهورية منذ سنوات.