رهان أرون
فهمي اليوسفي*
ما زال السفير البريطاني يراهن على تحقيق انتصارات لصالح قوى العدوان، من خلال لعبته مع التحالف المنشاري ومن يساندهم من الداخل، خُصُوصاً ألوان الطيف التكفيري وَمرتزِقة العفافيش، ولكن دون جدوى، فأصبحت تصريحاته وتغريداته نباحاً لا تؤثر على سير مسيرة الجهاد والتحرير.
يتنامى قلقُ هذا السفير مع انتصارات المجاهدين المتواصلة من الجيش واللجان الشعبيّة على مختلف الجبهات، مما يجعله يتخبط هنا وهناك.
يدرك السفير بقرارات ذاته، أن الانتصار الشامل لأسطول المسيرة الجهادية التي يقودها السيدُ القائد عبدالملك الحوثي، سيكون هزيمة كبرى لمشروع التقسيم لليمن التي أعدته المطابخ المشتركة لواشنطن ولندن، وسقوطاً مدوياً للمصالح الاغتصابية وَغير المشروعة للناتو؛ باعتبَار ذلك سيكون نكسة لتوسعة مشاريع التطبيع التي بدأت فيه الإمارات مع الكيان الإسرائيلي، وستظل أدواتها الإقليمية ممثلة بالسعودية وأبو ظبي تدفع الفاتورة رغم الإهانات والتوبيخات والإذلال من قبل الغرب وفقدان كرامتهم.
بل أتوقع استمراريةَ كافة الأجندات الموالية لتحالف العدوان تتجرع تبعات الهزائم، سواء مرتزِقة الصريع عفاش أَو بقية ألوان ألطيف التدعيشي؛ لأَنَّها تشعر أن الهزيمة لها سيقلب السحر على الساحر، فأين المفر؟!
الأمر الذي زاد من هسترتها الداعشية بطابعها الوحشي، فأصبحت تمارس الإعدامات بوحشية وبصفة شبه أسبوعية في محافظة البيضاء وتعز، وترتكب جرائم اغتصاب للأطفال، وجزء من هذا الفصيل الداعشي ينوح من اللطمات التي يتجرعها على يد المجاهدين رجال الرجال، فيقول الكاهن الأعور صعتر: أمريكا وإسرائيل خذلتنا، والسعودية باعتنا، والإمارات عادتنا، ومن هذا النواح.
ما زال هذا السفير يستخدم كُـلَّ أوراق اللعبة والنتيجة، صفر على الشمال.
اليوم، تحول أرون وكيلاً لقوى العدوان، يحاول رفع معنوياتهم في مأرب، نظراً للهزائم التي يتجرعونها وما يترتب عليها من خسائر بشرية ومادية، ولم يكتفِ بذلك بل حاول نشر تضليله وزوره حتى عبر صفحته التويترية، بعد أن حاول في الأمس كيل الاتّهامات الكاذبة ضد أنصار الله، مدعياً أنهم المعرقلون لإصلاح سفينة صافر، بينما الواقع عكس ذلك، مع أن هدفه نقل صورة مشوهة ومزورة عن موقف الأنصار بشأن هذه السفينة العائمة ليوهم المجتمع الدولي بذلك، وبحيث يطعم هذه اللعبة كورقة يتسنى للمبعوث غريفيث توظيفها بموجب معطيات مزورة لتكون صالحة لإدراجها ضمن إحاطاته التي يقدمها لمجلس الأمن نهاية كُـلّ شهر.
ومن خلال هذه الأوراق التي يهندسها السفير أرون، يتيح له إقحام دول حوض البحر الأحمر وغيرها في عدوان على اليمن تحت مبرّرات واهية ووهمية، ويتسنى لدولته وبقية الناتو التدخل في اليمن جهاراً نهارا بشكل متعدد، بحيث يكون التدخل في الساحل الغربي تحت ذريعة تلوث البيئة البحرية والقرصنة، وفي تعز والجنوب تحت مسمى مكافحة الإرهاب، وفي مأرب لإعادة الشرعية ومن ثم يتيح للوبيات واشنطن ولندن البسط والاستحواذ على مجمل الثروات اليمنية، على غرار ما هو جارٍ في ليبيا وبناء قواعد عسكرية في بلدنا بما فيها الجزر البحرية وإحكام السيطرة على مضيق المندب، ويصب نحو توسعة دائرة التطبيع مع إسرائيل، ثم تقسيم المقسم على ضوء مشروع شرق أوسط جديد.
هذه الأوراق يحاول السفير أرون أن يجمع ما بين موقع صافر في محافظة مأرب وبين سفينة صافر في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي، وهو امتداد لمشروع قديم حديث للغرب، لكن نقول لهذا السفير: الشغار حرام؛ لأَنَّ الجمع بين الأختين محرم بشرع الله ومحمد بن عبدالله.
من خلال ما سلف تكون الصورة واضحة، وتتكشف الحقيقة عن دعم الناتو للإرهاب كما هو حادث في مأرب، وتتجلّى للعيان الأهداف الإنجلوأمريكية برمتها في بلدنا.
بالتالي ما ينبغي سوى أن يستمر أسطول المسيرة الجهادي إبحاره وتحريره دون توقف لكل المحافظات الخاضعة للاحتلال السعوإماراتي، وتطهير البلد من كافة مشاريع التدعيش وقذارة مرتزِقة التعفيش؛ لأَنَّ ذلك مطلب المساحة الأعظم لأبناء اليمن، ونقول للسفير: خذ عكاز دولتك العجوز وارحل من اليمن عملاً بوصيتي جمال عبدالناصر، أَو الرفيق عبدالفتاح إسماعيل الذي أطلق عبارته الشهيرة: (وطنٌ لا نحميه لا نستحقُّه)؛ وتنفيذاً لوصيتي الشهيد القائد حسين الحوثي، وكذا الشهيد الرئيس صالح الصمَّاد -رضوان الله عليهم-؛ لأَنَّهما رفضوا حياة الاستبداد والاستعباد والفساد والإرهاب وقالوا: لا لأية وصاية خارجية.
إذَا بانت حقيقة أرون سود الله وجهه، فلنطلق صرخة الجهاد في وجه كُـلّ غازٍ ومرتزِق وداعشي.
الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام.
* نائب وزير الإعلام