لا شرعيةَ ليزيد العصر
محمد الهادي
(وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّـة يَدْعُونَ إلى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، آل عمران، فبناءُ الأُمَّــة لا يتحقّق إلا بالمنهجية السليمة والقيادة المؤمنة والتسليم من المجتمع المتحَرّك بالعمل الصالح والصبر.
ومن خلال زيف الماضي وحقيقة الحاضر في اليوم، افتضحت الكثير من القوى التكفيرية (بعبع العصر)، والتي الغرض منه هو إخافة العامة من الناس خدمة للمشروع الصهيوني وامتداداً للمنهجية اليزيدية لملاحقة أصحاب المنهجية والفكر السليم خدمة لقوى الاستكبار العالمي.
لكنَّ واقع الأُمَّــة اليوم استفاد من دروس عاشوراء المتمثلة آنذاك في ضعف وتخاذل الكثير من المسلمين، وتركهم لساحة نصرة الإمام الحسين ظنًّا منهم أنهم سيتخلصون من الخبث اليهودي الأموي، وبسبب ذلك التخاذل من الأُمَّــة عن القيادة ما جعل العدوَّ يتمركز مستغلاً ضعف نفسية المسلمين، جاعلاً من ذلك سلمًّا للصعود على أكتاف المتخاذلين للنيل من جسد الإمام الحسين.
فلا عزة للأُمَّـة إلا بحكمة التسليم للقيادة، وهذا ما يتمثل في انتصار الشعب اليمني بعد خروجه من عنق الزجاجة في تاريخ الواحد والعشرين من سبتمبر بعد تغيير قاعدة الزيف المصاغة في دهاليز القوى الاستكبارية، والتي وُضعت للتنفيذ تحت مسميات ثورات الربيع العربي المهجنة بالوصاية الأجنبية المفروضة على شعب الإيمان والحكمة، والذي في حينه أعلن الشعبُ اليمنيُّ موقفه الرافض لسموم عسل الربيع العربي، مستعدًّا للخوض في موجهة مصيره عبر التوجّـه لخريف التولي لله ولرسوله وأعلام الهدى، رافضين سموم الربيع العربي متوكلين على الله لمواجهة قسوة فصل الشتاء العربي المتحالف مع جفاف الصيف الأجنبي في مواجهة أخبث القوى التكفيرية المسنودة بتحالفات دولية.
وهذا ما يحدث اليومَ في ميادين المواجهة العسكرية بين الحق والباطل، بين معسكر الإمام الحسين من طرف ويزيد من الطرف الآخر، فالأمة الإسلامية اليومَ أمام منعطفات حرجة واختبار لكشف زيف ماضي الكثير من الإسلاميين.
فواقع حال معسكر الإمام الحسين اليوم يتمثّل في (المجاهدين) في ميادين مواجهة العديد من جبهات القتال، من تحمل عنواناً لنتائج الحاضر والمستقبل والذي يتكلّم بلسان فصيح عن أفول نجم الباطل، وهذا ما يشعر به قادة الاستكبار العالمي عبر تساقط العديد من جبهات الارتزاق الصهيوأمريكي، والتي تعتبر أوراقاً مهمة وقوية بالنسبة ليزيد العصر ومشروعهم لاحتلال الشعوب، فما أوصل الأُمَّــة الإسلامية من ضعف ووهن أمام اليهود هو الخداع اليهودي للشعوب عبر (المرتزِقة) من الداخل، فهم من يمثّل بيت العنكبوت لإسرائيل، وعندما تكون إسرائيل بلا بيت فلا ولا تمثل أي رقم، (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أولياء كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) سورة العنكبوت.
فحقيقةُ الألم الإسرائيلي هو ذلك الضجيج المقصود عبر قنوات الأخبار العالمية بحجّـة عنوان التقارب بين الإمارات وكيان الاحتلال الإسرائيلي، والذي يعتبر وسيلةً للتمويه من مرارة وحرقة تسكن جسد كيان الاحتلال الذي يرى بأم عينه تهشيم عظام أدواته الحقيقية (الحليف الميداني) وأهم الأوراق الإسرائيلية في المنطقة المتمثلة في القاعدة وأخواتها في العديد من الجبهات، والتي سقطت عديد من معسكرات وَمقاتلي القوى التكفيرية في البيضاء وبطريقة سهلة وممتعة للمؤمنين المجاهدين، وذلك بفضل حكمة الله وَالتسليم للقيادة وسواعد الرجال الحيدرية، فقوة المجاهدين تتمثل في الوعي والمعرفة السليمة لنفسية العدوّ، وفق الصورة القرآنية والتي قدمت للأُمَّـة نقاط ضعف العدوّ.
(وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ)، سورة الأنفال، فحقيقةُ الترويج والضجيج الإعلامي هو ما يظهر قوةَ القلق والعامل النفسي عند قادة الاحتلال؛ بسَببِ الفشل الذريع وضعف وهشاشة أدواته والتي كان المعوّل عليها من تمثل الخط الأَسَاسي لوجود كيان الاحتلال في المنطقة، فوعى كُـلّ ذي لب ماذا يعني التطبيع مع دويلات الإمارات التي لا تملك أية قوة بشرية من مجتمع الإمارات نفسها، فهو ما يكشف الرعب في النفسية اليهودية عبر تغيير قواعد اللعبة المتمثلة في سياسة النفخ في بالون كيان الاحتلال هروباً وانسحاباً للاختباء من المرارة المؤلمة التي تتمثل في سقوط أدواته.
فهل يا ترى سينجح العدوُّ الإسرائيليُّ بالهروب عبر تغيير قواعد اللعبة المتمثلة في الضخ الإعلامي والتضخيم بتحالفات مع دويلات لا تمثل أي رقم والتي لا تستطيع الوقوف يوماً واحداً إلَّا تحت العناية الأجنبية، أم إنها عملية مقصودة للكذب لتقديم الوهم من نظام كيان الاحتلال لنيل التأييد، والغرض من ذلك دعايات انتخابية أمام الشعب اليهودي.