كلمة الرئيس المشاط في ختام الورشة الخَاصَّة بمنظومة الرؤية الوطنية
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِه الطيبين الطاهرين.
مثلُ هذه الورشة والجهود الجبارة والعظيمة تُشكَرون عليها؛ لأَنَّها تأتي في إطارِ الدفعِ بتوحيدِ الجهودِ وتنسيقِها؛ لكي تستمر عمليةُ البناء، كذلك عملية المواكبة فيما يتعلَّقُ بمسارِ تفعيلِ الرؤيةِ الوطنيةِ.
تفعيلُ اللجنة العليا بعد الأحداث الأخيرة المتعلقة بموضوع كورونا وتأجيل بعض الأنشطة تُعتبَرُ هذه الورشةُ بدايةَ تفعيل للجنة العليا في إطار المتابعة المستمرَّة والحرصِ الشديدِ الذي يلمسونه من القيادة فيما يَتَعَلَّـقُ بموضوعِ أننا نرى أن تنفيذَ برامج الرؤية الوطنية هو مشروعُنا الأَسَاسيُّ الذي نحن مسؤولون عليه، بل هو مشروعُ الرئيس الشهيد صالح الصمَّــاد، نعتبره حتى من باب الوفاء للشهيد صالح الصمَّــاد، كذلك نعتبره من باب الوفاء الذي يُقدَّمُ للدفاع عن سيادة هذا البلد.
نحن في هذه المسؤولية وفي هذا المجال نرى أنه أقلُّ جهد علينا نقومُ بمثل هذه الأشياء، حتى لو تعب الناس فيما يَتَعَلَّـقُ بالمسؤوليات والورش، على مستوى الوضع الشخصي قد يتعب، لكن هذا التعبُ قد يأتي بنتيجة، إن شاء الله، فتفعيلُ هذه الورشة يُعتبَرُ إن شاء الله انطلاقةً وبدايةً.
أنا سمعتُ منكم شرحاً مختصراً عن أجواء هذه الورشة، وفيه نقاطٌ أَسَاسية يتم العملُ عليها، وأعتقدُ أننا نتساهَــلُها ونندفعُ في تفاصيل قضايا كثيرة وراءها قضايا جذرية ذات امتداد تفصيلي كبير، يتعب القائمين على هذا العمل. فيما يَتَعَلَّـقُ بقضيةٍ أَسَاسيةٍ أركِّزُ عليها، وهي قضيةُ توحيد المفاهيم:
توحيدُ المفاهيم فيما يَتَعَلَّـقُ بالجهات الفنية الوحدات الفنية القائمة على الرؤية الوطنية..
توحيدُ المفاهيم فيما يَتَعَلَّـقُ بالجهات التنفيذية على مستوى الحكومة وعلى مستوى الأجهزة الأُخرى القضائية والأمنية وغيرها، هذا مهمٌّ جِـدًّا، في مثل هذه الورشة يجبُ أن تُرسَّخَ، وأن يكونَ هناك مجالٌ واسعٌ لترسيخ وتوحيد مفاهيم لدى القائمين؛ لأَنَّه مشكلةٌ كبيرة جِـدًّا، عندما نجلس أنا قائم على عمل والآخر قائم على عمل، أنا لديَّ مفهوم والآخر لديه مفهوم، أعتقدُ أن الاختلافَ في المفاهيم يقفُ بشكلٍ جذريٍّ وأَسَاسيٍّ أمام كثير من القضايا التي تعثرت أَو لم تتحَرّك العجلةُ فيها بشكل أَسَاسي.
هذا مُهِـمٌّ جِـدًّا، مثلُ هذه الورش حتى للقائمين على الوحدات الفنية والإخوة نواب رئيس الوزراء..
فيما يَتَعَلَّـقُ باللجانِ المسئولة على مستوى رئيس الوزراء يجبُ توحيدُ المفاهيم؛ حتى يعرفَ الجميعُ أننا ننطلقُ في اتّجاهٍ واحدٍ، ويعرفَ الجميعُ ماذا نريد، يعرفَ الجميعُ أين نحن وماذا نريد وماذا نريد أن نعمل، يعرفَ الجميعُ أين نحن..
هذا من أَسَاسيات التخطيط ماذا نريد وأين نحن وكيف يجب أن نعملَ، هذا هو خلاصة التخطيط لأي عملٍ، سواء على مستوى الدولة على مستوى المؤسّسات، الإجَابَة على هذه الأسئلة.
أنا أُسمِّيها اختلافَ مفاهيم..
إذا ما انطلقنا على مستوى الوحدات الفنية، على مستوى الأجهزة العليا والأجهزة التنفيذية، كذلك كُـلّ أجهزة الدولة تنطلق وفق رؤية..
وهذا هو الخلاصةُ وهو الهدفُ من وضعنا لمثلِ هذه الرؤية الوطنية..
في اتّجاهٍ موحَّدٍ بمفاهيمَ موحدةٍ طبعاً أنا أعتقدُ في الفترة الأخيرة توجد جهود تُشكرون عليها جميعاً من الأخ الأُستاذ محمد النعيمي، الجميع، كُـلّ المعنيين.
فيه جهود تُبذَلُ، لكن يجبُ أن تُبذَلُ جهودٌ في مثل هذا الموضوع، وأنا أعتقدُ أنه مُهِـمٌّ جِـدًّا، البعض قد يراه ثانوياً غير مهم.. أنا أراه مُهِـمًّا جِـدًّا.. ترسخ حتى يعرفَ الجميع أننا في اتّجاهٍ واحدٍ في رؤية واحدة، كيف هو واقعنا، كيف إمْكَاناتنا، أين مشاكلنا وهكذا، هذا مُهِـمٌّ جِـدًّا.
كذلك فيما يَتَعَلَّـقُ بموضوعِ تنسيق الجهود، وأعتقدُ أنَّ الآلية الموجودة والهيكل الموجود لدى الدولة بشكل مستقر وفيه متغيرات حصلت سواءً على مستوى الرؤية الوطنية، وهذا ما يجب أن يفهمَ المسؤولون على الرؤية الوطنية أنّ القائمين على الوحدات الفنية هم جزءٌ أَسَاسيٌّ من هذا الهيكل، ليس هو هيكلاً جديداً أَو هيكلاً مجاوراً لهذا الهيكل، وهذا من المفاهيم التي يجبُ أن تُفهَمَ حتى لا يكونَ أمامي هناك هيكلٌ آخرُ بموازنة أُخرى، وهذا مشكلة، بمعنى أن أريد أن أوجدَ حَـلًّا افتعل مشكلة على مستوى الإمْكَانات على مستوى الموازنة على مستوى حتى التناقض والتضارب داخل هذا الهيكلين الموجودين في كُـلّ جهة، هذا ما يجب التنبُّهُ إليه، فيما يَتَعَلَّـقُ بموضوع تنسيق الجهود سواء على مستوى الوحدات المعنية أَو مستوى الأجهزة أَو مستوى الوزارات.
إحنا الكل يعرف مدى إمْكَاناتنا، هناك هناك طموح وَهناك إصرار على مستوى التحدي الذي نحن قائمون فيه، لكن هناك بدائلُ فيما يَتَعَلَّـقُ بموضوع الإمْكَانات الشحيحة حتى أنه أذكر البعض واحنا في بداية التفكير في موضوع الرؤية الوطنية كان البعضُ والأخ محمد مطلع، البعض ما يرضى يناقش معنا يقول أنتم عائشون في وَهْــمٍ، وهذا وضعٌ ما يجبُ الكلامُ فيه والحديثُ بمثل هذه المواضيع، فاحنا يعني مواصلون الإصرار على أن نجترحَ المعجزات على أن نوجدَ شيئاً على أن نخلُقَ المستحيلَ، هذا مواصلون عليه، وسنستمر عليه لا تعيقُنا إمْكَانات، نحن المعنيون بإيجاد البدائل لأية مشكلة، إحنا في وضع استثنائي صحيح، ضعنا صعب أَيْـضاً لكن هذا لن يعيقَنا ولن يوقفَنا أبداً وسنوجد الحلولَ ونجترح المعجزات لأية إشكاليات تطرأ في أية وضعية في أي مجال من مجالات الرؤية الوطنية، فمثلاً فيما يَتَعَلَّـقُ بموضوعِ محدودية الإمْكَانات ومثل ما قلت لكم حتى إن البعض نصح أن الحديثَ في مثل هذا الوضعية بمثل هذا الكلام لكن فيه بدائل إذَا هناك إرادَة إذَا هناك إصرار على مواصلة الصمود والتحدي سنعتبر التنسيق بديلاً في كثير من الإمْكَانات، بل إنه يحل مشكلةً كبيرة جِـدًّا قد ما تحلها الإمْكَانات إذَا ما توفرت، التنسيق بين الجهات المعنية، فيه إمْكَانات هذه الجهة ناقصة لكن تعتبر إمْكَانات مهما كانت ناقصةً غير فاعلة؛ لأَنَّها ناقصة أيش كان الحل نخلط هذه الإمْكَانات مع هذه الإمْكَانات في برنامج موحَّد، نوحد هذه الإمْكَانات وبعدها نعمل مشروعاً ونبدأ نشتغل بدل هذا لديه جزء من الإمْكَانات وواقف؛ لأَنَّه ليس مكتملاً من خلال التنسيق ودمجها في مكان واحد وتوحيد الإمْكَانات والجهود في الأخير يكون أمامك مشروع تشتغل فيه.
هذا التنسيقُ جرّبناه على مستوى أمور إجرائية ومشت العملية في شركات ومؤسّسات كثيرة.. لمّا نغادر مربَّعَ الإمْكَانات، هذا السؤال يؤرق كثيراً ممن لديه طموح، يؤرقه ويحاول أَيْـضاً يحطم طموحَ كثير ممن يرغب في أن يتحقّق شيئاً، لما ننظر من منظار مادي من منظار الإمْكَانات بوضعنا القائم إذَا لم نفكر هذا التفكير فيه حلول بس يكون هناك ترشيد يكون هناك رؤية صحيحة في اتّجاه تفعيل هذه الإمْكَانات الموجودة.
التنسيق على مستوى الوحدات الفنية على مستوى اللجنة العليا المعنية بدفع دفّة الأمور هي المعنية بتوجيه الأنشطة وتنسيق الإمْكَانات بين الجهات المعنية، كذلك على مستوى الأجهزة التنفيذية في الحكومة، الأجهزة الأُخرى المستقلة عن الحكومة يجب أن يكون هناك تنسيقٌ، وهذا يعتبر حَـلًّا لبعض مشاكلنا المتعلقة بالإمْكَانات ومشاكلنا المتعلقة بوضعيتنا القائمة، حَـلًّاً أَسَاسيًّا، التنسيق سيعملُ بشكل قد لا يتصوره البعض، أَو قد لا يرى البعض، تفاعل مثلما أنا أتفاعل وأتحدث معكم.
كذلك فيما يَتَعَلَّـقُ بموضوع اختصار النقاط العشر، وهذا طُرِحَ معكم في الورشة وسيثار بشكل أكثرَ مع الحكومة وبقية الجهات وسنعمل عليه، لكن أنا أعتبر حتى تفكيرنا في اختصار الأمور في نقاط عشر مثلاً، أنا مُصِرٌّ على المرحلة الأولى مثلما رُسِمَت، لكن في إطار أنه النقاط العشر يجب أن تتم وألا عذر لاحد؛ لأَنَّها إمْكَانياتها بسيطة، وتحتاج إلى إرادَة وعزيمة من المسؤولين القائمين على هذه المجالات، ولا لديهم أي عذر يبرّرون، لكن لا يعني هذا التراجعَ عن المرحلة الأولى إلى النقاط العشر، يجب أن يُرسَّخَ لدى الجميع أن المرحلة الأولى يجب أن تتمَّ كما هي، نضغط وسنهيئُ هذا مع الحكومة، ومن خلال اللجان الموجودة في الحكومة والجهات الأُخرى، المعنية بتنفيذ النقاط العشر، وسيثار هذا الموضوع لاحقاً مع الحكومة، وأعتقدُ أنه أخذ مجالاً واسعاً من وقتكم في هذه الورشة.
أنا متأسِّفٌ أنه نتراجعُ إلى النقاط العشر، طبعاً هو تفكير صحيح، أعتبره من زاوية إيجابية أنه شراع إنقاذ، بحيث لا تتعلق الأمور، وتتعلق بإمْكَانات، فيه نقاط عشر لا عذر لأحد في تنفيذها، هذا من ناحية إيجابية.
لكن حتى لا نرجعَ إلى هذا التفكير نتراجع عن المرحلة بما هي إلى نقاط مثل هذه يجب أن يكونَ هناك تفكير في البدائل عن الإمْكَانات التي أعاقتنا عن تنفيذ المرحلة الأولى مثلما هي واضطررنا إلى اختزالها في نقاط معينة.
هو مثلُ هذا التفكير في البدائل، التنسيق كذلك فيما يَتَعَلَّـقُ بدور المجتمع، أنا أعتقدُ أن هذه نقطةٌ مهمة جِـدًّا، دور المجتمع لا غنى لنا في الدولة في الحكومة في أية جهة عنه، مشاركة المجتمع ودور المجتمع هذا سيكون بديلاً عن إمْكَانات كثيرة لا تستطيع الحكومة توفيرَها لا في وضعنا الآن ولا في المستقبل حتى لو كان هناك إمْكَانات، دور المجتمع دورٌ كبير إذَا تمت الالتفاتة والتوجّـه إلى دور المجتمع وتفعيله، واحنا بحاجة هذا المجال سواءً في وضعنا القائم أَو فيما بعد.
لأَنَّه لا تغنيه أية إمْكَانات تتبع الجانب الرسمي الدولة مهما كانت، دور المجتمع دور كبير وأعتقدُ أنه يجب أن يكون التفكير في هذا كبديل عن الإمْكَانات الشحيحة غير الموجودة مثل هذا التفكير تفعيل دور المجتمع.
احنا اجتمعنا بالمحافظين قبل فترة، وهذا كلام نردّده لا عُذرَ لأحد أنه يتعذر، لا أستطيع ولا يمكن أني أفعل شيئاً، لا، باستطاعة كُـلّ واحد في المسؤولية أن يعمل شيئاً إذَا حصل هناك نية وحصل هناك جدية وحصل هناك إرادَة وحصل هناك حرص وإصرار، حتى استغلال موقعك الرسمي لو لم يكن معك إمْكَانات إذَا توجّـهت لهذه الزاوية التي يغفل الكثير عنها، وهي تفعيلُ المجتمع، ليش ما يفكر كُـلُّ واحد في تفعيل المجتمع فيما يَتَعَلَّـقُ بمجال عمله، سيرى أن هناك فرصاً كبيرة جِـدًّا، وتفعيل المجتمع كبير وغير مؤثر ولا تعتبر إمْكَانات تنقص مثلما إمْكَانات الدولة، لا، مثلما الصدقة تربو، دور المجتمع يربو لا ينقص، ويرتاح ويعود عليه بالنفع، بمعنى أنه إذَا قلنا دور المجتمع لا يعني أني لا أتوجّـه إلى المجتمع وأخسّره، وأسلبه إمْكَانات، بل أُنَمّي ما لديه من إمْكَانات، وهي لصالحه أَيْـضاً.
أنا أقول إنه في إطار ألَّا نستسلم، يجب ألا يكون هناك شيءٌ مستحيلٌ أمامنا، وأن نفكِّرَ في مثل هذه البدائل تنمية دور المجتمع فيما يَتَعَلَّـقُ بالبديل عن الإمْكَانات الشحيحة الموجودة.
كذلك فيما يَتَعَلَّـقُ بموضوعِ تكاتف الجهود بين الجميع، فأحياناً قد تكون لديك فرصة، لكن أنت ما تستفيدُ منها في مجال عملك، بس الإمْكَانية والفرصة موجودٌ عنك، أعتبر أن نجاحَ الأخ محمد هو نجاحي، ونجاح الأخ محمود نجاحي، كُـلّ واحد يحرصُ على أن يكون هناك نجاحٌ للآخرين ويعتبر نجاحاً له، هذا شيءٌ مهمٌّ جِـدًّا.
أنا أُبارِكُ لكم ما توصلتم إليه من مخرجات، وأرجو أن نمضيَ عليها تعتبر بدايةً؛ لأَنَّ عجلة الرؤية الوطنية يجبُ أن تتحَرّك، ولا نقبلُ ولن نقبلَ بأن تتوقفَ أبداً، واحنا قلنا في اجتماع سابق، إذَا تذكروا: لن نسمح لأحد أن يقفَ عائقاً أمامها أَو يثبِّط، هذا موقفنا، وهذا خلاصةُ وفائنا للشهيد صالح الصمَّــاد.
شُكراً لكم وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..